كشفت مصادر "نبأ نيوز" في سويسرا عن قيام الأجهزة الأمنية السويسرية باعتقال أحمد عمر بن فريد- الذراع الأيمن ل علي سالم البيض- إلى جانب آخرين من عناصر الحراك الانفصالي، مشيرة إلى أنهم يقبعون حالياً في أحد سجون إدارة الهجرة السويسرية، استعداداً لترحيلهم إلى اليمن. وأفادت المصادر: إن اعتقال بن فريد، وغسان الصلاحي، وبقية العناصر الانفصالية تم بموجب قوانين الهجرة السويسرية، كونهم مقيمين غير شرعيين، إلاّ أن ما أوقعهم في "شراك" الترحيل هو إقدام السلطات اليمنية على تقديم اعتراف بجنسيتهم اليمنية، وتأكيد استعدادها لمنحهم وثائق ترحيل عبر القنصلية اليمنية في سويسرا، لتمكينهم من العودة إلى بلدهم، الأمر الذي يسقط عنهم حق "تسوية الأوضاع" الذي يمنحه قانون الهجرة. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز": أن الفترة الماضية شهدت زيارات وتنسيقات مكثفة بين السلطات الأمنية اليمنية والسويسرية بشأن المقيمين غير الشرعيين، بدأت في الفترة من (14- 17) أكتوبر من العام الماضي، بزيارة وفد رفيع المستوى من وزارة الداخلية اليمنية، مؤلف من ستة ضباط كبار، تلبية لدعوة وجهتها السلطات السويسرية، ثم أعقبها تبادل عدة زيارات رسمية أخرى، تم خلالها استكمال الاتفاقات الامنية بين البلدين، والتي تم بموجبها تسوية أوضاع الكثير جداً من اليمنيين، ولم يكن بينهم "بن فريد" وآخرون كثيرون، ممن آثروا مواصلة الإفساد في الارض، دونما الاكتراث للتقدم بطلب لجوء سياسي أو غيره. ومع أن القوانين السويسرية مطاطة، وتوفر حماية جيدة للوافدين، غير أن الحكومة السويسرية أقرت مؤخراً استراتيجية وطنية صارمة للحد من الهجرة إليها، والتخلص من المهاجرين غير الشرعيين- الذين قدرت أعدادهم بأكثر من (40) ألف مهاجر من مختلف الجنسيات- خاصة بعد انعكاس الأزمة المالية العالمية على أوضاعها، واستعدتدها لمكافأة الحكومات التي تساعدها على إعادة المهاجرين من مواطنيها.. وترجح مصادر "نبأ نيوز" أن ثمة أطراف في أوساط الانفصاليين أنفسهم هي التي حرضت على اعتقال بن فريد والآخرين، على خلفية التنافس القائم على الواجهات، خاصة بعد البروز المفاجيء لأحمد عمر بن فريد، الذي صاحب الظهور المفاجي أيضاً لسيده "البيض".. وبعد أن كان "صفراً على الشمال" بات عند الكثير من الانفصاليين يوصف بأنه "عقل البيض"، نظراً لدوره في اعادة الترويج للبيض، واسداء المشورات له، وحتى كتابة خطاباته.. وهو الأمر الذي- على ما يبدو- لم يجد معه المناوئون بداً من قراءته بمفردات ثقافة "الأنظمة الجنوبية" التي عادة ما تنتهي الى "الغدر"، أو "التصفية"، أو "الايقاع في مكيدة"- وتلك هي أقصى درجات الرحمة، وكان بن فريد محظوظاً بالفوز بها..! وتقول مصادر "نبأ نيوز" أن جميع الانفصاليين في سويسرا تفادوا في اليوم الأول من اعتقال بن فريد القيام بأي تحرك وحتى منتصف اليوم الثاني لتخوفهم من الأمر، إلاّ أنهم باشروا خلال يومي الخميس والجمعة تحركاتهم، وترددت أنباء- غير مؤكدة- تفيد بأن علي سالم البيض أرسل محاميه لتولي القضية، والسعي للافراج عنه بكفالة ريثما يبت القضاء السويسري في قرار ترحيله الى اليمن، حيث أن بن فريد يحاول اللعب بورقة تقديم طلب "اللجوء السياسي"، رغم أن القضاء السويسري سيعتبره قد فات أوانه، نظراً لمضي فترة طويلة على وصوله واقامته في سويسرا دون الاعلان عن تلك الرغبته. وتستدرك المصادر قائلة: رغم أن القانون السويسري يمنح مدة أقصاها عام لتسوية الأوضاع والبت في قضية أي مهاجر غير شرعي، لكن بالنسبة لأحمد عمر بن فريد والآخرين سيتم حسم أمر ترحيلهم خلال فترة قصيرة، وذلك لأن حكومة بلادهم تعترف بكونهم من مواطنيها، وتبدي استعدها الكامل لمنحهم وثائق سفر مؤقتة لمغادرة الأراضي السويسرية، وطبقاً للاتفاقيات التي أبرمتها مؤخراً...