أكدت مصادر "نبأ نيوز" أن قوات كبيرة من ألوية الحرس الجمهوري بدأت في ساعة متاخرة من مساء أمس الثلاثاء الدخول إلى منطقة حرف سفيان، فيما استهلت ألوية عسكرية أخرى حركتها باتجاه مسارح العمليات العسكرية، وسط حالة من الترقب الحذر خيمت على أجواء جبهات القتال لما يعتقد أنها إستعداداً لكبرى المعارك الفاصلة التي تعتزم القوات المسلحة خوضها خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة. وأفادت المصادر: أن ألوية الحرس الجمهوري باشرت منذ صباح اليوم الأربعاء إنتشارها، وتسلم العديد من المواقع التي تخلت عنها وحدات عسكرية أخرى، تحركت هي الأخرى اليوم لتعزيز قوات الزحف التي تواصل منذ أيام تقدمها، وتطهيرها المواقع التي كانت تحتلها قوات التمرد، وصولاً إلى جبل "وهبان" الذي تحاصر فيه القوات المسلحة مئات المتمردين منذ ما بعد ظهر أمس الثلاثاء، ومن المتوقع أن تقوم باقتحامه حال وصول التعزيزات. كما تؤكد المصادر أن تعزيزات كبيرة من القوات المسلحة والقوات الشعبية التحمت صباح اليوم بالقوات المرابطة في شمال سفيان بمنطقتي "المهاذر" و"العمشية"، والتي تحاذي مديريتي حيدان وساقين، مشيرة إلى أن ثمة بوادر هجوم شامل وكاسح تلوح في الأفق، إذ تحاول القوات المسلحة إستثمار حالة الانهيار في صفوف المتمردين الذي تسبب به إنقطاع خطوط التموين، وسوء الأحوال الجوية، والتقهقر السريع لقوات التمرد إلى مواقع لم يخيل لها التراجع إليها. وتاتي تلك الاستعدادات بالتزامن مع قيام مجاميع حوثية قبيل منتصف ليل أمس بشن هجوم كبير على مبنى القصر الجمهوري بصعده، حيث دارت رحى اشتباكات شرسة استمرت لعدة ساعات، وانتهت قبيل طلوع الفجر بقليل بهزيمة ساحقة للحوثيين الذين تكبدوا خلال هجومهم خسائراً فادحة، وسقط منهم عشرات القتلى والمصابين.. وهو الهجوم رقم (19) الذي يشنه الحوثيون على مبنى القصر الجمهوري منذ بداية الحرب السادسة ويتكبدوا مئات القتلى دون أن يبلغوا حتى أسوار القصر الخارجية. وبحسب مراقبين عسكريين، فإن انتقال الجيش الى تكتيكات الحرب الشاملة أرهق المتمردين كثيراً، إذ أنه تسبب بتشتيت قوتهم القتالية، حيث أن الحوثيين يعتمدون اسلوب الكر والفر لمجاميع صغيرة، سرعان ما كانت تنتقل إلى مواقع بديلة لتدعيم قوة فصيل آخر، وهو الأمر الذي لم يعد ممكناً في ظل استمرارية الضغط على جميع المحاور بنفس الكثافة النارية والقوة. ويفسر المراقبون حشد ألوية الحرس الجمهوري وقطعات أخرى في هذه الفترة بالذات، بأن الحوثيين استنفذوا خياراتهم العسكرية، ولم تعد إمكانياتهم البشرية والمادية بالقدر الذي يؤهلهم للرهان على أي حسابات ميدانية، واصبح رهانهم الوحيد هو على المواقف السياسية الخارجية التي يعولون عليها في إنهاء الحرب على طاولة التفاوض.. ومع تصعيد بعض الجهات الخارجية والداخلية للموقف السياسي، والمحاولات الجارية لإضفاء صبغة مذهبية على الحرب ضد الحوثيين، فإن صنعاء تسعى لكسب الخيار العسكري والقضاء على التمرد في أسرع وقت ممكن، لتفويت الفرصة على الحوثيين في الافلات من قبضتها، والتحول الى مصدر قلق دائم لأمنها وأمن المنطقة بشكل عام. وطبقاً لتلك التحليلات فإن من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة أعنف المعارك التي لم يسبق للحوثيين ان واجهوا مثلها طوال الحروب الستة.