أكدت السيدة فيلافيا بانسيري- الممثل المقيم للأمم المتحدة الإنمائي بصنعاء- في استعراض لتقرير التنمية البشرية الثالث الخاص باليمن أن اليمن سجل على مر السنوات معدلاً ثابتاً للنمو في مؤشر التنمية البشرية ابتداءً من ( 0.323) في عام 1990 ووصولاً الى (0.487) في عام 2003م. وأوضحت في كلمة ألقتها اليوم على هامش حفل تدشين التقرير: " أن اليمن سجل نمواً في مؤشر تنمية النوع الاجتماعي (GDI) الذي يقيس مستوى الانجاز المحقق فيما يتعلق بالعمر المتوقع عند الولادة والانجازات في التعليم ومستوى الدخل لدى النساء مقارنة بالرجال ، والذي بلغ (0.447) في عام 2003م، فيما شهد مقياس تمكين النوع الاجتماعي (GEM) الذي يقيس التمكين النسبي للنساء والرجال، فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي والمشاركة السياسية والتحكم بالموارد الاقتصادية انخفاضا يصل الى (0.118) في عام 2003م"، مشيرة الى أن "التنمية البشرية المستدامة وبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية لا يمكن أن يتحققا في جو يسمح فيه لتلك المفارقات أن تستفحل، وبالتالي فان المرتكزات الثلاث الأساسية للمعرفة ، وتحديداً التعليم وتقنية المعلومات والثقافة، ينبغي أن تضمن توفير المعرفة وفرص الحصول عليها للنساء والرجال على حد سواء ، حيث أن كلا منهما يسهم في خلق جو من المعرفة". أما على صعيد تقنية المعلومات ، قالت السيدة بانسيري:" أن اليمن لديه مستوى اتصال افضل مقارنة بالعديد من البلدان النامية، ولكن لا يقابل ذلك فرص موازية في الحصول على بنية تحتية لتقنية المعلومات، فالوفرة المحدودة للمحتوى العربي يعمل أيضاً كعامل مثبط أمام الاستغلال الأفضل لتلك التقنيات" وعرجت على تحديات التعليم في اليمن ومعدلات الجهل الراهنة، مؤكدة " أنه لابد من تكثيف الجهود لضمان حصول كافة المواطنين صبيانا وفتيات وحتى اليافعين لخدمات التعليم ذات الجودة العالية". كما أكدت على أهمية الثقافة في أن تصبح محركاً قويا لتعزيز المعرفة، مشيرة الى "أن المعتقدات السائدة التي تميز ضد شرائح معينة في المجتمع أبرزها النساء في حالة اليمن، تعرقل مساعي تحقيق المعرفة من خلال حرمان تلك الشرائح من المشاركة. فالمجتمعات التي لا تجمع بين احترام المعتقدات والعادات السائدة والانفتاح للحوار واحترام الاختلافات في الرأي في الوقت ذاته تعيق عملية الحوار وتعيد افراز المعتقدات المتعارف عليها ولا تصب في خلق معرفة جديدة". كما ألقى عبد الكريم الأرحبي – وزير التخطيط والتعاون الدولي – على هامش حفل التدشين لتقرير التنمية البشرية ، والتقرير الاقتصادي لعام 2004م المعد من قبل منظمة التعاون الألماني (GTZ) ألقى كلمة تناول فيها الاتجاهات التنموية والتحديات الماثلة أمام الدولة اليمنية. بجانب كلمة أخرى تخللت الحفل ألقاها الدكتور يحيى بن يحيى المتوكل- نائب وزير التخطيط، رئيس الفريق الذي أعد تقرير التنمية البشرية، وكذلك كلمة للدكتور محمد الحاوري وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية.