نقلت محطة سي إن إن الإخبارية الأمريكية عن مسؤولين في الولاياتالمتحدة قولهم إن واشنطنوصنعاء تبحثان عن أهداف جديدة ممكنة في اليمن بغرض استهدافها انتقاما لمحاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب إسقاط طائرة ركاب قُبيل هبوطها في ديترويت يوم عيد الميلاد. وقد أكَّد المسؤولان، اللذان لم يكشفا عن هويتيهما، إن جهود الدولتين ترمي إلى الوصول إلى درجة من الجهوزية بغية التعامل مع كافة الاحتمالات والخيارات في حال إصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامر بتنفيذ ضربة انتقامية في اليمن. وذكرت المحطة أن مسؤولين في البلدين يحاولون تحديد أهداف ذات صلة بمحاولة تفجير الطائرة المذكورة فوق ديترويت، والذي أعلنت جماعة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" مسؤوليتها عنه. تصريحات القربي جاء تقرير المحطة الأمريكية بعد يوم واحد فقط من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، وقال فيها: "إن المساعدات التي يقدمها الغرب لليمن لمكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة غير كافية". وأوضح القربي، في تصريحات ل بي بي سي، قائلا إن اليمن لديه القدرة والإرادة للتعامل مع تنظيم القاعدة، لكن "قلة الدعم هي التي تعرقل تلك الجهود". وقدَّر الوزير اليمني وجود عدة مئات من أفراد تنظيم القاعدة في بلاده، وهم ربما يخططون لتنفيذ مزيد من الهجمات. قبل المحاولة وكانت وزارة الخارجية اليمنية قد ذكرت أن عمر فاروق عبد المطلب كان موجودا في اليمن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أي قُبيل محاولة التفجير التي أقدم عليها على متن الرحلة الجوية المذكورة بين أمستردام وديترويت. وفي بيان أدانت فيه محاولة نسف الطائرة، قالت الخارجية اليمنية: "لقد أكدت مصلحة الهجرة والجوازات اليمنية أن عبد المطلب كان متواجدا في اليمن خلال الفترة الممتدة ما بين بين أوائل أغسطس/آب وأوائل ديسمبر/ كانون الأول عام 2009". وذكر البيان أن عمر فاروق "حصل على تأشيرة لدراسة اللغة العربية في أحد معاهد صنعاء، سبق له أن درس فيه". اطمئنان يمني وأضاف أن فاروق "مُنح تأشيرة الدخول إلى اليمن بعد أن اطمأنت الجهات المعنية في البلاد إلى حصوله على عدة تأشيرات من العديد من الدول الصديقة، كما كانت لديه تأشيرة ما زالت سارية المفعول إلى الولاياتالمتحدة التي زارها من قبل". من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن العناصر لم تتوفر لديها لاتخاذ قرار بإلغاء تأشيرة دخول عمر فاروق إلى الولاياتالمتحدة قبل قيامه بمحاولة تنفيذ الهجوم على متن الطائرة الأمريكية، بالرغم من القلق الذي تزايد لدى والده مؤخرا بشأن نزوع ابنه نحو التطرف. يُشار إلى أن والد الشاب النيجيري كان قد أبلغ السفارة الأمريكية في أبوجا عن "قلقه" حيال تطرف ابنه عمر فاروق. تمرير المعلومات وجرى تمرير هذه المعلومة في اليوم التالي إلى وزارة الخارجية الأمريكية وإلى المركز القومي لمكافحة الإرهاب. وقال المتحث باسم الخارجية الأمريكية، إيان كيلي: "إن تلك المعلومة لم تكن كافية لإلغاء تأشيرة هذا الشخص". "مجرد اشتباه" وأضاف قائلا إن وزارة الخارجية الأمريكية لا يمكنها أن تلغي تأشيرات الدخول لمجرد الاشتباه بحامليها. لكن مصدرا في الخارجية الأمريكية قال إن والد الشاب النيجيري أبلغ السفارة الأمريكية بأن ابنه ذهب إلى اليمن حيث يتنامى تنظيم القاعدة، وأن تلك المعلومة أيضا نُقلت إلى واشنطن. وفي ديترويت، أفادت مصادر قضائية بأن جلسة المحكمة التي كانت مقررة الاثنين لقراءة التهم على عمر فاروق عبد المطلب والنظر بطلب إجراء فحص الحمض النووي عليه قد تم إرجاؤها إلى 8 يناير/ كانون الثاني المقبل.