مما لا شك فيه، والأمر لا يختلف عليها اثنان، أن لليمن دور هام وحيوي في محك الأحداث والصراعات الدولية والإقليمية. وهذا الأمر يرجع إلى عدد من الأسباب تتعلق بالموقع الجغرافي الاستراتيجي، له أهميته، فان إشرافها على الممر الدولي مضيق باب المندب الشريان الحيوي للملاحي البحرية الدولية التي تربط بين شرق أسيا و أوروبا من جهة. ومن جهة أخرى تعد اليمن هي الأقرب والمنفذ الوحيد لقارة أفريقيا وعلى وجهة الخصوص القرن الأفريقي. وتعد هذه المنطقة من أهم مناطق العالم، في الملاحة البحرية العالمية ، و الصراع فيها وعليها يمتد حتى أعماق التاريخ ويكتسب أحيانا طابعاً أسطوريا، يتجاوز حقيقة التاريخ والجغرافيا. لقد اتسمت السياسة الخارجية- اليمنية فيما يتعلق بالقرن الأفريقي - بسمات التأثر المباشر وخاصة بالنزاعات الداخلية في تلك المنطقة, فالتحولات التي حدثت في الآونة الأخيرة في كلاً من أثيوبيا واريتريا المتناحرتين بعد انفصال الأولى، قد أدت ذلك إلى نزوح عدد كبير من سكان هاتين الدولتين، وكانت وجهتهم الأولى اليمن، الأقرب من حيث الحدود البحرية، كما يتشابه الحال و الأمر نفسه بالنسبة للصومال ، ولكن بشكل أكثر حدة ووضوح.
أن علاقات تاريخية متميزة مع دول القرن الأفريقي و ما يعول على اليمن في لعب دور حيوي لحل مختلف القضايا في هذه البقعة الممتدة من العالم . ألان الأوضاع سارة بعكس ذلك فتفاقمت الأوضاع بزيادة أعمال القرصنة على السفن الأجنبية واليمنية ، مما جعل المنطقة بؤرة توتر وملاذ أمن للعناصر الإرهابية، استدعاء الحال إلى التواجد الدولي المكثف ، مما اثر هذا الأمر حفيظة وتوجس البعض. وبعد تناول كل تلك المعطيات تصبح من الضرورة الملحة، تظافر الجهود الإقليمية والدولية للحد من العملية الإرهابية التي أضرت بالاقتصاد اليمني بمختلف أنواعه وجوانبه، وشكلت خطر على أمن دول مجلس التعاون الخليجي.
لذا تأتي أهمية المقولة بضرورة "الشراكة على قاعدة المنافع المتبادلة" والقصد هنا يأتي وبدون إي تحفظ في تحديد أسماء الدول التي ينبغي عليها وضع اليمن في أولويات خططها الإستراتيجية ، لتعزيز قدرات اليمن التنموية ، لتستطيع اليمن مع المجتمع الدولي الوقوف أمام كل الاستراتيجيات الإرهابية. أن أتساع وترامي السواحل اليمنية المفتوحة، قد فتح باب الشهية للآخرين لنيل من أمنها واستقرارها أولاً وتهديد دول مجلس التعاون الخليجي ثانياً ، مما جعلها عاجزة عن القيام بدورها . وما النشاط العسكري الإيراني في البحر الأحمر وباب المندب الأخير، دليل وشاهد على ذلك الاستخفاف بدول المنطقة. أن تصاعد عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والنفايات و القرصنة البحرية من قبل منظمات إرهابية دولية مجهزة بأحدث الإمكانيات المتفوق، تجعل اليمن تقف عاجزة أمام تلك التحديات ، وفي ظل شح الإمكانيات وضعف القدرات اللوجستية. ومن جهة أخر خلق هذا الأمر ردود فعل غاضبة من الدول الأجنبية والتي جاء في طيها تحميل اليمن تلك التداعيات كما جاء في بعض التصريحات: “نحن نرى أن هناك تداعيات عالمية للحرب في اليمن ونرى الجهود الجارية للقاعدة في هدا البلد لاستخدامه كقاعدة لشن هجمات إرهابية على مسافات بعيدة خارج المنطقة.” هذا كما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخراً. أن ما تواجه اليمن من أزمات، وأهوال تعصف به، وتلتهم كل الأخضر، واليابس ناهيك على أنها تخوض كل هذه الحروب والتي "لا ناقة ولا جمل " فيها. ولكن واقع الحال يقول: "مجبر أخاك لا بطل" وما عسى لها أن تفعل ،بعد أن وجدت نفسها مسرحاً للصراعات الاستخبارية، للدول العظمى، وتصفيات حسابات لنزاعات إقليمية. وبرغم من أن اليمن تمتلك كل مقومات وفرص الشراكة على المستوى الاقليمي والدولي مما سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعد اليمن الشقيق الاستراتيجي لمجلس التعاون الخليجي ، بما تمتلك اليمن من مؤسسة عسكرية مدربة هذا الرأي يقوله الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين ، بان انضمام اليمن كعضو سابع لمجلس التعاون الخليجي، سيخلق توازنا في المنطقة. وبما أن هناك حقيقة تقول: "إذا لم تكن لديك خطة وإستراتيجية حتماً فأنت ستكون ضمن مخطط واستراتيجيات الآخرين". فالحكومة اليمنية قد جعلت لها استراتيجيه خاصة، بها لمكافحة الإرهاب والتطرف ومعاقبة كل من تُسول له نفس المساس أو العبث بأمنها ، والتاريخ خير شاهد على ذلك،،،،،،. [email protected]