في موقف احتجاجي طريف هو الاول من نوعه شهدت مدينة تعز ليلة امس الجمعة قرع طبول ازمة الغاز التي سمع دوي اصواتها الى ارجاء مختلفة من المدينة التي تعاني ازمة خانقة لهذه المادة الحيوية من شهرين. فعند الساعة التاسعة من مساء امس كان ابناء الحالمة على موعد مع فرق اللجنة الشعبية الخاصة بتوفير الخدمات الاساسية بعد ابلاغهم المسبق بزيارتهم لقرع اسطوانات الغاز امام منازلهم ومن على الشرفات والنوافذ وذلك في وقت واحد، هدف الى اسماع كل ضمير حي في قيادة السلطة المحلية التي فشلت حتى الان في توفير السلعة الحيوية بسهولة ويسر وبكمية تلبي احتياجات المدينة المتزايد التي اضحى سكانها يصلون الى اكثر من نصف مليون نسمة.. وقال عدد من منتسبي اللجنة الشعبية ومواطني المدينة انهم ارادوا بخطوتهم التعبيرية الحضارية الغير مسبوقة على مستوى اليمن ان يقرعوا صوت الضمير وايصال معاناتهم للسلطة المحلية التي ما تزال تكابر حتى اليوم بالاعتراف بوجود ازمة غاز خانقة في مدينة تعاني ايضا من ازمات اخرى. عنان الشميري- رئيس فريق اللجنة الشعبية للخدمات الاساسية في منطقة الضربة مديرية المظفر – قال ل"نبأ نيوز": ان اللجوء الى فكرة قرع اصوات انابيب الغاز امام المنازل هو احتجاج سلمي يعبر عن معاناة السكان بعد اشهر من عجز الحكومة على توفير مادة الغاز بالرغم من توفيرها لبعض المحافظات الجنوبية كما قرانا يوم امس بالصحف الرسمية التي ذكرت انه تم تزويد مدينة عدن بعشرين الف اسطوانة جديدة ما يدل على ان الحكومة تنظر لمن يرفع العين الحمراء ضدها اما من يسكت ويصبر على معاناته فيواجه من قبلها بالتجاهل دائما.
واشار الشميري الى ان اختيار الجمعة الساعة العاشرة مساء لاخراج اسطوانات الغاز الفارغة وقرعها في وقت واحد جاء لان سكان المدينة في هذا الوقت يتواجدون في منازلهم , كما ان قرع الاسطوانات بالمفتاح يحدثا صوتا قويا وقد اردنا ان يكون في وقت واحد في جميع ارجاء المدينة حتى يسمع المسئولين ومن لديهم ضمير صوت معاناة الناس الذي سببه اليوم اختفاء مادة الغاز من المنازل منذ اكثر من شهرين.
وقال عصام الشميري / عضو اللجنة ان سعر اسطوانة الغاز وصل اليوم الى الفين ريال وعلى الرغم منذ لك فهي ليست متوفرة في اي مكان للتوزيع وبعض الاسر في المدينة تظل تلهث وراء البحث عن اسطوانة الغاز اسبوعا كاملا ولساعات طويلة وسط لهيب الشمس فلا تعثر على شيء, مؤكدا ان الاهالي لا يجدون تفسيرا حتى اليوم لاختفاء هذه المادة التي نصدرها الى الخارج. في حين يؤكد- عبد الرقيب الذبحاني- مواطن- انه في مرحلة بحث عن مادة الغاز منذ اسبوعين ولكن دون جدوي, واضاف: انا موظف من ذووي الدخل المحدود وليس باستطاعتي شراء الاسطوانة وسعرها في السوق السوداء الفين ريال ومع ذلك ليست متوفرة في السوق, ولهذا لجات الى شراء احتيجاتي الغذائية من البقالة وهذا مكلف جدا ولا يمكن لمنزل ان يعيش بلا غاز. جاره سامي حسان غالب– قال ل"نبأ نيوز" بمرارة انه منذ شهرين وهو يلهث للحصول علي اسطوانة غاز فلم يجد شيء, وكل يوم يقف في الطابور لخمس ساعات ويعود الى منزله بلا غاز الامر الذي اصابه بالياس والتفكير بالعودة الى القرية حيث الحطب ولكن حتى القرية نفسها أصبحت تستخدم الغاز على حد قوله. ويشير سامي حصحص– الى ان اختفاء مادة الغاز ساهم في صعوبة معبشة السكان الفقراء لانه ليس بااستطاعهم توفير احتياجاتهم من الغذاء من المطاعم او البقالات لكلفتها الباهظة, منوها الى ان سكان المنطقة بدؤ خلال الاسبوعين الماضين بضرمون النار في الحواري من خلال الحطب الذي تم جلبه من الارياف ما ادي الى انتشار الدخان في سماء المنطقة كما لو كنت تشاهد حرائق في كل بيت. محملا مسئولية معاناة السكان محافظ المحافظة واعضاء السلطة المحلية الذين فشلوا على حد قوله في توفير هذه المادة الحيوية للسكان بالرغم من مرور شهرين على بدء الازمة.. فيما يقول -عبد العزيز محمد غالب – اللجينات تعز انه يتردد يوميا الى محلات بيع الغاز ولكن بلا جدوى, متسائلا: اين يذهب الغاز, ولماذا تتكرر ازماته؟ وهل يدرك المسئولين ان تعز في ماساة ام هم في برج عاجي والخدمة متوفرة في منازلهم؟