بعد أقل من 24 ساعة على الحملة الأمنية على معاقل الحراك الماركسي في أبين، شهدت مدينة زنجبار- عاصمة أبين- خلال نهار الثلاثاء إنهياراً كاملاً لفصائل الحراك، واختفاء إعلام التشطير كلياً من على سطوح المباني، وإعلان طارق الفضلي- نائب رئيس المجلس الأعلى، الذي يرأسه علي سالم البيض- استعداده لتسليم نفسه، بعد رفض السلطات الأمنية قبول إبنه رهينة ريثما اكتمال التحقيقات. وكشفت مصادر "نبأ نيوز" أن المواجهات التي اندلعت صباح الثلاثاء بين القوات الأمنية وانصار الفضلي على خلفية الهجوم المسلح الذي تعرضت له دورية أمنية، أسفر عن تراجع قوات الأمن عن قرار اقتحام منزل طارق الفضلي بعد اكتشافها خلو المنزل من الفضلي ومرافقيه، واتصال الفضلي بمدير الأمن ونفيه علاقة أنصاره بالهجوم، وتوجيهه أصابع الاتهام إلى فصائل أخرى في الحراك تابعة لتنظيم "تاج" و"المجلس الوطني"، قال أنها تسعى لتصفية نفوذه، مبدياً استعداده لكشف هويتها. وأضافت المصادر: أن طارق الفضلي أكد للأجهزة الأمنية استعداده لتسليم نفسه، وتفتيش منزله، في حال توصل التحقيقات إلى أي دليل يثبت تورط عناصره بالحادث، مشيرة إلى أن هذا التأكيد جاء بعد رفض السلطات الأمنية مقترح الفضلي بقبول إبنه كرهينة.
وبحسب مراسلة "نبأ نيوز" في أبين، فإن الأجهزة الأمنية وجهت بمكبرات الصوت نداءً للأهالي طالبتهم فيه بإزالة الأعلام التشطيرية من على سطوح البيوت، وحذرت من عقوبات قانونية، فيما شوهد أفراد الأمن وهم يتسلقون بعض المباني وأعمدة الكهرباء ويقومون بازالة الأعلام التشطيرية التي تم تجميعها احراقها.. وأكدت خلو جميع أرجاء مدينة زنجبار من أي علم تشطيري، بما في ذلك التي كانت مرسومة على الجدران، تم طمسها بالأصباغ من قبل فرق تابعة للسلطات المحلية. كما أشارت إلى أن حملات أمنية توجهت أمس إلى بعض الطرق الخارجية، وألقت القبض على عدد من المسلحين الذين حاولوا عمل نقاط تقطع، منوهة إلى أن مجهولاً أطلق وقت المغرب أمس من وسط أحد الأحياء السكنية نحو أربع إلى خمس رصاصات على دورية أمنية لم تصب أحداً من افرادها، وقاموا بتعقبه ولم يعرف فيما إذا ألقوا القبض عليه أم نجح في الفرار.
وبحسب مصدر أمني لمراسلة "نبأ نيوز"، فإن الحملة الأمنية التي بدأت فجر الاثنين، وقتل خلالها تاجر السلاح صالح علي الحدي "اليافعي" واثنين آخرين، أسفرت لحد الآن عن اعتقال (16) من العناصر القيادية في الحراك، ضمن "الجناح المسلح" المتورط بجرائم قتل، واختطافات، وتفجيرات، وأعمال تخريبية، بجانب الاساءة للوحدة اليمنية، مؤكداً أن هناك مرحلة ثانية من الحملة سيتم كشف تفاصيلها في حينها. جدير بالذكر، أن نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي، كان قد مهد لسقوط الحراك في أبين من خلال سلسلة لقاءات عقدها الشهر الماضي في عدن مع مشائخ ووجهاء ومثقفين من محافظة أبين، بجانب عدد من الشخصيات القيادية في الحراك، واجتماعات مكثفة مع قيادات الهيئات الحكومية، تم خلالها التفاهم على كثير من القضايا، ورسم ملامح المرحلة القادمة، حيث من المتوقع أن تشهد أبين خلال الأيام القليلة القادمة تغييرات واسعة في إداراتها الحكومية، وضم شخصيات أكاديمية بارزة في مراكز رفيعة في الدولة.
"زنجبار" التي كانت حتى قبل 48 ساعة تعد معقلاً للمليشيات الارهابية التابعة للحراك، ولا تجرؤ سيارة حكومية المرور باطرافها، عادت خلال يوم الثلاثاء أكثر أماناً من العاصمة نفسها، وكشف النقاب لأول مرة بأن الغالبية العظمى من البيوت كانت ترفع علم التشطير اتقاءٍ لشر ثلة من المجرمين المخضرمين ممن يحفظ الأهالي وجوههم منذ مجازر 13 يناير 1986م، وذاقوا على أيديهم الويل والثبور..