كشفت مصادر مطلعة في الحراك الانفصالي عن فشل وساطات المجلس الأعلى للحراك في إقناع نائب رئيس المجلس طارق الفضلي باستئناف أنشطته في صفوف الحراك، الذي اعتزله منذ ثلاثة أسابيع، وبصورة مفاجئة. واشارت المصادر إلى أن وفداً من قيادات الحراك في الضالع ولحج وأبين عقد نهاية الأسبوع الماضي لقاءً مع "الفضلي" في زنجبار، بحث خلاله أسباب اعتزاله الحراك، وان جدلاً حاداً دار خلال اللقاء على خلفية استياء "الفضلي" من طحملة التخوين" التي شنتها وسائل إعلام الحراك ضده، والتي بلغت حد حشد مجاميع من العناصر الانفصالية قرب منزله ترفع اليافطات التي تخونه وتجرمه، وتوزيع بيانات مسيئة. وفد قيادات الحراك- بحسب المصادر- الذي اتهم خلال اللقاء مع الفضلي من وصفها ب"أيدي خارجية" بالوقوف وراء الحملة، وفي محاولة لترضية "الفضلي" أصدر مساء أمس بياناَ أعلن فيه "رفض توجيه تهمة الخيانة لاي مناضل او الشك بولائه لوطنه وقضيته", واكد إعتزازه "بالدور النضالي الذي قام به طارق الفضلي"، ووجه إليه مناشدة "بمواصلة نضاله". وذكر البيان: أن "كل واحد منا قد يقع في الخطأ، ولكن المهم أن نحرص أن لا نقع في الخطأ مرة أخرى. وأن مسيرة المصالحة والتآخي الجنوبية التي يسير عليها شعبنا ترفض التخوين والإقصاء لأي مناضل ومناضلة".. غير ان البيان لم يغفل أيضاً انتقاد "الفضلي" على عمله خارج اطر مؤسسات الحراك, واشار إلى ضرورة "الابتعاد عن الارتجالية والقرارات الفردية، فهي لا تخدم شعبنا ومناضليه". وتؤكد المصادر: أنه كان من المقرر ان يقوم وفد قيادات الحراك بعد إصداره البيان بزيارة الفضلي هذا اليوم الأحد، إلاّ أن الفضلي اعتذر عن استقبالهم، ورفض لقائهم، وطلب منهم التفرغ لشئونهم وعدم إشغال تفكيرهم بموضوعه- طبقاً لما تم تداوله اليوم في أوساط قادة الحراك وقواعده. جدير بالذكر ان خروج طارق الفضلي من دائرة الحراك الانفصالي مثل ضربة قوية هزت الحراك، وكشفت النقاب عن الحساسية الكبيرة المتنامية بين الفضلي وعلي سالم البيض، الذي ما زالت العديد من قيادات الحراك توجه اليه اصابع الاتهام بالتحريض ضد الفضلي على خلفية حستبات مرتبطة بصراعات حقب ما قبل الوحدة اليمنية.