من لا يقرأ ما يدور على الأرض لا يسعه أن يصدق حقيقة اللعبة التي تدور في قصر السلطان.. ربما الأغبياء أمثالي هم من يظنون الظنون وتبقى الشواهد والإثباتات والوقائع محل مراوغة ومناورة يصوغها المتذاكون لغيرهم علكة تدور بأفواههم المغسولة باللعاب الكريه لطمأنة أنفسهم بأن الدنيا بخير وأن ساعة الانفصال آتية لا ريب فيها، وما هي إلا استراحة محارب ترك لنفسه فرصة لالتقاط أنفاسه وترتيب أوراقه المبعثرة بين القصرين. والحديث يقودنا إلى تصديق كذبة السلطان البريء براءة الذئب من دم "الحدي" رحمة الله عليه، وحبكة خيوط اللعبة التي انطلت على الحاذق قبل الجاهل، حيث عقد العزم للوفاء بكلمة قطعها على نفسه ( تقية ) وهو في لحظة ضعف واستسلام وانكسار وخيبه ما بعدها خيبة فمزق كل الرقع البالية، وبصق على صور الموتى المعلقة على الجدران، وخنق ضميره الحي إلى حين ميسرة عن توظيف طلقة باتجاه فك حصار الساعات الطوال حتى يفرغ القتلة من تصفية حسابهم مع الحدي بكل هدوء وراحة بال وضمير..! كل ذلك حتى لا يثير فتنة ..!؟ (( عجبي )) !!!!!! فماذا بعد وقد ظهرت حقيقة من كانوا وراء قتل الحدي والتمثيل بجثته بطريقة بشعة يندي لها جبين الإنسانية وبالصوت والهوية ولم يعلق أحدنا سوى على صوت شخص واحد لأنه "شمالي" ونسيوا بقية هويات القتلة مما يثير علامة استفهام خطيرة مفادها أن المسألة لا علاقة لها بالحراك القاعدي ولا ب"العشار" العدني وإنما هي مجرد حسابات شخصية كلنا يعرفها ونمني النفس بأن لا نسمعها من باب مغالطة الذات مع أن طريقة التنكيل الفضيعة تذكرنا بأنه ما أشبه الليلة بالبارحة.. في الوقت والزمان والمكان الذي وعدت به السلطة وأوفت بفتح ملف الجروح وتقليب المواجع إلا أن أحداً منا لم يدرك طبيعة الرسالة والهدف من نكئها في هذا التوقيت بالذات ليدفع المسكين الثمن وينال السلطان شرف الهدنة بعد يومين من الجريمة البشعة مقابل الصمت الوقح الغير مبرر مع تأكيدنا المبصوم عشرة على عشرة بأنه سيدفع الأغبياء منًا باتجاه تبرئة المجرم حتى آخر رمق في الهدنة التي ستمدد حتى إيعاز آخر، ولن يجرؤ أحد من مدعي الحراك أن يعترض على تمديدها والأيام بيننا..! وصلوا على رسول الله