دعا نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليمن إلى (أن تكافح الفساد من أجل شعبها)، معتبراً ذلك مسئولية جماعية مشتركة تناط بمختلف فئات المجتمع، مؤكداً تذبذب مؤشرات الأداء اليمني بين ارتفاع في بعضها وانخفاض في أخرى قاد بالنتيجة إلى تخفيض دعم البنك بنسبة 34%، في نفس الوقت الذي أبدى إعجابه الكبير بما رآه خلال زيارته لليمن من نتائج إيجابية للمشاريع التي يمولها البنك الدولي. ووصف السيد "كريستيان بورتمان" الفساد في مؤتمر صحافي عقده مساء الأحد بصنعاء- بأنه (عدو التنمية والفقراء)، وبوسع المرء أن يرى مظاهره بوضوح في المجتمع اليمني، وهو الأمر الذي يحتم اعتبار مكافحته قضية أساسية، منوهاً إلى أن الأولوية في مكافحة الفساد تعطى للحكومة اليمنية ثم بإمكان البنك الدولي المساعدة في ذلك متى ما طلبت منه الحكومة اليمنية ذلك. وفي رده على سؤال "نبأ نيوز" بشأن تقييم البنك الدولي لأداء الحكومة خلال عام، أوضح السيد بورتمان أن هناك أمور عديدة يتم التقييم وفقها، وكان أداء اليمن طبقاً لبعض المقاييس منها لا ينسجم وما تم الاتفاق عليه مع البنك الدولي، فقد تدنى الأداء طبقا لتلك المؤشرات وهو الأمر الذي أدى إلى تخفيض الدعم الكلي بنسبة 34%، ليصبح (280) مليون دولار بدلاً من (420) مليون دولار.. لكنه وصف ذلك بأنه (ظاهرة مؤقتة)، وما يزال هناك فرصة أمام اليمن لتحسين أدائها. وأشار إلى أن تخفيض الدعم سيستمر لثلاث سنوات (2005-2008)، لكن بعد سنتين يمكن إعادة تقييم الأداء والمؤشرات، وإذا ما تأكد التحصن، فسيتم إعادة النظر واسترجاء الجزء المقتطع. وحول محور ما تناوله الرئيس علي عبدالله صالح مع رئيس البنك الدولي خلال زيارته لواشنطن في نوفمبر الماضي، قال بورتمان: إن الموضوع الرئيسي الذي طرحه الرئيس صالح هو كيف يكون بوسع البنك الدولي المساعدة في رفع نسبة الدعم المقدم من قبل المانحين لليمن. كما تطرق إلى مشكلة ارتفاع معدلات النمو السكاني للشعب اليمني، مصنفاً اليمن بين دول قليلة في العالم يزيد معدل النمو السكاني فيها عن 6%، بما يتقارب كثيراً من معدل النمو الاقتصادي، الأمر الذي لا يلبي ضرورات التطور، ومعالجة الفقر مالم يتم تخفيض معدلات النمو السكاني.. في نفس الوقت الذي أبدى إعجابه الكبير مما رأى خلال الزيارة فيما يتعلق بالمشارعي التي يدعو لها البنك الدولي، مؤكداً أن المستفيدين منها لمسوا ثمارها الإيجابية كما هو الحال مع مشاريع تطوير مصادر المياه التي قللت من الساعات الطويلة التي كانت تقضيها النساء والفتيات من أجل الحصول على الماء، وبالتالي انعكس ذلك على نسبة التحاق الفتيات بالمدارس. كما أشاد في ختام المؤتمر الصحافي بالصحافيين الحاضرين لقاء الأسئلة التي قال عنها إنه لم يجد مثيلاً لمحاورها الواعية والمركزة في جميع البلدان التي زارها.