كشفت مصادر "نبأ نيوز" أن حزب التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) دشن منتصف الاسبوع الماضي أوسع حملاته لجمع التبرعات لتمويل الأنشطة التخريبية داخل اليمن، مؤكدة قيامه بتشكيل لجان، وتسمية ممثليه الذين بدأ بايفادهم إلى عدد من الدول التي يغترب فيها اليمنيون بكثافة، متخذاً من المملكة العربية السعودية أولى محطات تدشين حملة جمع التبرعات. مصادر "نبأ نيوز" في المملكة العربية السعودية كشفت النقاب عن وصول وفد "تاج" إلى مدينة "جده" نهاية الأسبوع الماضي، برئاسة القيادي (محمد العبادي)، وأشارت إلى قيامه منذ الخميس الماضي باجراء الاتصالات وعقد اللقاءات مع عدد من رجال المال والأعمال اليمنيين المقيمين في جده، بجانب آخرين قدموا من العاصمة الرياض، وأغلبهم ممن لجأوا إلى المملكة في أعقاب حرب 1994م، وبعضهم تم منحه الجنسية السعودية. وقالت المصادر: أن "العبادي" أطلع الشخصيات التي التقاها على بيان مركزي مؤلف من ثلاث صفحات، وموجه من قيادة "تاج"- التي تتخذ من لندن مقراً لها- إلى "أبناء الجنوب"، يشرح بالأرقام الأحداث التي شهدتها بعض المدن اليمنية الجنوبية، والأنشطة التي نفذتها خلايا "تاج" في الداخل، ثم رؤيتها لما تعتزم أن تقوم به من أنشطة "تخريبية" خلال شهر يوليو القادم، بالتزامن مع ذكرى السابع من يوليو 1994م الذي أعلنت فيه صنعاء هزيمة "فلول الردة والانفصال" بزعامة علي سالم البيض. وفيما تطرق البيان- أو الرسالة- إلى الضائقة المادية التي التي تمر بها "تاج"، وحجم الأموال "الطائلة" التي تدفعها لرعاية ضحايا الحراك في الداخل وأسر القتلى منهم، وتمويل المسيرات والعمليات المسلحة؛ فإنه طالب رجال المال والأعمال "الجنوبيين" بتقديم الدعم المالي، محملاً إياهم مسئولية ضياع "الفرصة الكبرى"، والتفريط "بدماء الشهداء"، معتبراً شهر يوليو القادم هو "موعد تحرير الجنوب من الاحتلال الشمالي"- على حد تعبيره! وتؤكد المصادر أن "محمد العبادي"- الذي ما زال متواجداً في جدة- عقد عدة لقاءات فردية أخرى مع شخصيات زارها إلى بيوتها، غير أنها نفت علمها بأي تواصل بين "العبادي" والسيد حيدر أبو بكر العطاس الذي يقيم في جده أيضاً.. حيث يحتفظ الانفصاليون في كل من "جده، والرياض، وأبو ظبي" باقوى شبكات الارتباط، التي لعبت دوراً حيوياً كبيراً خلال حرب صعدة السادسة في تقديم الدعم المعلوماتي والاعلامي للمتمردين الحوثيين. مصادر "نبأ نيوز" في المملكة المتحدة افادت ان "تاج" أوفدت خلال الأسبوع الماضي شخصيات قيادية أخرى إلى كل من "أبو ظبي"، و"الدوحة"، و"مسقط" للقيام بمهمة التواصل مع شخصيات "جنوبية" فيها لجمع التمويلات المالية للحراك. وطبقاً لتقارير سابقة رصدت فيها "نبأ نيوز" واقع الحراك الانفصالي، فإن نفوذ "تاج" في الداخل يكاد يكون الأضعف بين جميع قوى الحراك، ويقتصر على ارتباطات شخصية "مناطقية" مع عناصر هي في الأصل تنتمي الى بقية هيئات الحراك- وغالباً في إطار ما يسمى ب"المجلس الوطني" الذي أنشأه حسن باعوم.. وسبق لقيادات جنوبية في الحراك أن نفت قيام "تاج" بدفع أي دعومات مالية لأي أسرة أو جريح، وتحدت أن تكشف "تاج" عن أي قائمة أسماء ممن تدعي أنها تدعمهم، وهو ما لم تفعله "تاج" وتذرعت حينها بأنها لا تكشف الأسماء حرصاً على حياة أصحابها، رغم أن المواقع والمنتديات الانفصالية تبث صور واسماء المصابين بعد كل مواجهة مع الأجهزة الأمنية. وتتهم هيئات الحراك في الداخل القوى الانفصالية في الخارج- بشكل عام- بالمتاجرة بالجنوب، و"قبض ثمن" كل الانشطة التي تقوم بها، مؤكدة أن أي عملية تنفذها فصائل الحراك في الداخل تفاجأ الهيئات بأن كل فريق ممن هم في الخارج يدعي وقوفه ورائها، وتمويلها، وحتى قيادتها، ومعالجة الجرحى على نفقاته.. وهو نفس الأمر الذي شن على أساسه العميد ناصر النوبة هجوماً شرساً ضد علي سالم البيض، وأنكر عليه حتى تمثيله للجنوب. ومع أن "تاج" سبقت غيرها من انفصاليي الخارج في فتح الجيوب والتسول على أبواب "الرفاق" في دول الخليج، باسم مفاجآت يوم (7/7)، إلاّ أن دوي السقوط المريع لرهانات التشطير الذي سيشهده نفس اليوم سيكون هو المفاجأة الأعظم..!