أفراحنا تجلت بالمسرات عيد بعد عيد، عسى ربي يجعل أيمامنا كلها أعياد فافرحي يا صنعاء، وزغردي يا عدن، وابتسمي يا تعز، وعلى صوت الدان الحضرمي أرقصي يا جبال اليمن.. وبرغم كل هذا والأوضاع الحالية فالحرية والحب لأوطاننا وهذا دليل على الوفاء.. ومن ناحية أخرى سنبحر بعيداً فهناك الكثير من القرارات التي تصدر وصدرت في الماضي والحاضر ومنها القرار الذي أصدره فخامة المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في عيد الوحدة والذي ذكرنا بقرار العفو الذي أصدره بعد حرب صيف 94م المشئوم على الشعب اليمني.. فيا ترى هل كان القرار يدخل ضمن العفو عند المقدرة أم أنه قرار سياسي، وعندها سيتحول من هدف سامي إلى قرار يحمل في طياته المصلحة الشخصية سواء على مستوى الأفراد أو الحزب.. وبغض النظر عن نتيجة القرار كانت إيجابية أم سلبية نشرت المحبة أو الكراهية، فيا ترى هل سيأتي بالحل ونجتمع فعلاً على طاولة الحوار؟ وهل ستصفى القلوب من أجل اليمن والمصلحة العامة؟ فهناك الكثير من قرارات العفو السياسية التي أثبت الزمن أنها سياسية لم تأت بغير جديد غير أنه كانت تريد أو بالأصح الهدف منها إعادتنا إلى ما قبل الحدث الذي أدى إلى كل هذه المطبات الصناعية السياسية والمكايدة الحزبية والتي غالباً ما تتحول إلى طائفية وقبائلية وإلى الأعمال الخارجة عن القانون. فلنعيد النظر مرة بل مرات عديدة إلى عدد القرارات التي صدرت بعد إعادة الوحدة اليمنية، وإلى القرارات التي كانت تصدر في الشطرين (طبعاً قرارات العفو)، فيا ترى هل هناك روابط بين الفترتين وأي من قرارات العفو كانت مدروسة وتحمل معنى أو تنطبق عليها العفو عند المقدرة..!؟ فيوم 22 مايو لا يحتاج إلى قرارات بقدر ما هو مشتاق للحب ونشر العدل والمساواة بين أوساط المجتمع وتطبيقه على الجميع على أن يكون القانون هو من سيحكم. فكم نحن محتاجون إلى ترك المكابرة فالوضع يزداد سواء في نواحي حتى وإن رأينا الكثير من الإيجابيات فقد يأتي يوم وتتحول فيه إلى سراب والمواطن البسيط يفقه ذلك، فاليوم نحتاج بقدر احتياج الذي شارف على الموت من العطش للماء إلى إعادة تقييم المسار الذي سلكناه في الفترة الماضية أو نسلكه الآن، والأهم أنه يجب أن يكون بحضور جميع الأحزاب السياسية الموجود في الساحة اليمنية، وكذا بعض المؤسسات المهتمة بالجانب السياسي والاقتصادي، وكذا من علماء وشيوخ وبعض شخصيات المجتمع المدني لكي لا يتكرر الخطأ وحتى لا يأتي يوم نطالب بعودة الاحتلال الأجنبي أو نطلب حكام أجانب والقاعدة قد سرت على كرة القدم وقريباً في الجانب السياسي وإن لم تكن موجودة بأشكال متعددة.. نعم.. فالأجيال والأفكار تتغير، فبالأمس سجلنا أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر بالدم وأقسمنا بالله على ذلك واليوم يحصل ما يحصل، فهل نحن مستعدون لتجديد العهد!؟ الله أعلم، فلم تعد هناك رؤية واضحة.. فقد كانت الدنيا صغيرة والرغيف كبير، واليوم الدنيا كبرت والرغيف صغر.. نسأل الله أن يلطف بنا وأن يجنبنا الفتن.. والله من وراء القصد..