أعلنت أحزاب اللقاء المشترك "المعارضة" اليوم الأحد ترحيبها بمبادرة الرئيس علي عبد الله صالح القاضية بتأجيل الانتخابات لمدة عام، وتجميد التعديلات الدستورية، والتحضير للحوار الوطني الشامل، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتي أكد خلالها عدم ترشيح نفسه للرئاسة ورفض التوريث. وأبدت أحزاب المعارضة- في مؤتمر صحافي عقدته بصنعاء- استعدادها للتوقيع على محضر اتفاق على آليات الحوار خلال هذا الأسبوع، والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة مختلف القوى الوطنية، داعية في الوقت نفسه إلى مشاركة ممثلين عن مجموعة أصدقاء اليمن لتكون مطلعة على كل ما يتم الاتفاق عليه. كما حثت أحزاب المشترك السلطة لاستلهام دروس التجربتين التونسية والمصرية، منوهة إلى أن الشارع هو الضامن الحقيقي لما سيتم الاتفاق عليه بينها وبين الحزب الحاكم. وياتي إعلان المشترك عن موقفه من مبادرة الرئيس صالح بعد يوم واحد من الدعوة التي وجهها السفير الأمريكي بصنعاء السيد جيرالد فايرستاين للسلطة والمعارضة في اليمن للعودة إلى الحوار, وقال "أن الحوار هو الذي سيحل مشاكل اليمن بما فيها القضية الجنوبية وصعده". حيث عقد السفير الأمريكي مؤتمراً صحافياً بصنعاء أمس السبت أكد خلاله دعم الولاياتالمتحدة للعملية الحوارية بين المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك، مضيفاً بأن المفاوضات بين السلطة والمعارضة هي العملية المثالية التي ستحقق آمال الشعب اليمني، مشيراً إلى أن التحدي المباشر الذي يواجه اليمن هو الاتفاق على الانتخابات البرلمانية المقبلة والإصلاحات الدستورية، وكذلك الإعداد للانتخابات الرئاسية القادمة في 2013م. ولفت السيد فايرستاين إلى أن الحوار هذه المرة سيختلف عن المرات السابقة نتيجة الأحداث الحاصلة في المنطقة في إشارة منه إلى للأحداث في تونس ومصر، قائلاً: ان المجتمع الدولي هذه المرة سيكون مشاركاً ومطلعاً أكثر من ذي قبل، لكن السفير نفى في ذات الوقت أن يتم الحوار برعاية خارجية. وقد أعقب دعوة السفير الأمريكي بسويعات قليلة دعوة أخرى وجهها الاجتماع المشترك للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ومجلس الوزراء ترأسه الرئيس علي عبد الله صالح، لأحزاب المشترك طالبت إياها بتحديد موقفها والاستجابة للمبادرة بعيدا عن أي تسويف أو مماطلة في التعامل، وعدم إضاعة الوقت وبما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا ويجنب الوطن الوصول إلى حالة الانسداد السياسي الذي يدفع بالوطن نحو مناخات التأزم والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين. وبهذا الترحيب بالمبادرة فإن اليمن تكون قد أسقطت رهان تثوير الشارع، لتتجه نحو طاولة الحوار مجدداً الذي يبدو هذه المرة حاسماً لملف الأزمات السياسية الذي ظل يؤرق الجميع.