أوقفت الشرطة الصينية عدداً من أبرز الناشطين الحقوقيين مع نشر دعوات على الانترنت للتظاهر في 13 مدينة إحياء لثورة الياسمين واستلهاما منها، كما أكد ناشطون الأحد20/2/2011. وقال ناشطون إنهم فقدوا منذ السبت الاتصال بنحو 15 محاميا ومدافعا عن حقوق الإنسان في حين كثفت الشرطة انتشارها على مستوى البلاد وعمدت الحكومة إلى حجب مواقع الانترنت الداعية إلى تنظيم تحركات احتجاجية. وقال الناشطون إن زملاءهم المفقودين وضعوا على الأرجح قيد الإقامة الجبرية أو في الحجز مع انتشار الدعوات إلى التظاهر، وقالت المحامية ني يولان حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس" إن "العديد من المدافعين عن حقوق الانسان اختفوا (محتجزون لدى الشرطة) خلال الايام الماضية، هناك اخرون فرضت عليهم الاقامة في منازلهم وقطعت هواتفهم الخلوية". واضافت "لقد ازداد عدد رجال الشرطة امام منزلي. انهم يلاحقوننا في حال خرجنا"، متحدثة عن نفسها وعن زوجها، ولم يجب العديد من المدافعين عن حقوق الانسان على هواتفهم الاحد، ومن بينهم تنغ بيو وهو شنيونغ وجيانغ تيانيونغ. وقال اقرباؤهم انهم محتجزون لدى الشرطة. وجاء في احد النداءات التي نشرت على الشبكة "نشجع العمال العاطلين عن العمل وضحايا الطرد القسري على المشاركة في تظاهرات ورفع الشعارات والمطالبة بالحرية والديمقراطية وبإصلاحات سياسية لإنهاء حكم الحزب الواحد". هذه النداءات التي وجهها على الأرجح معارضون يعيشون خارج الصين، تدعو الى التظاهر في بكين وشنغهاي وكانتون وعشر مدن كبرى أخرى، وحض المعارضون على رفع شعارات "نريد طعاما"، "نريد عملا"، "نريد سكنا"، "نريد عدالة"، "تحيا الحرية" "تحيا الديموقراطية". ولوحظ انتشار كثيف للشرطة في احد نقاط التجمع التي حددتها الدعوة الى التظاهر في مركز وانغفوجينغ التجاري في بكين. ولكن لم تشاهد اعداد من المتظاهرين بين المتسوقين الذين واصلوا يومهم كالمعتاد. وشوهدت الشرطة وهي تقتاد شخصين على الاقل، احدهما شتم الحكومة، والآخر كان يصرخ "أريد طعاماً"، ونشر الناشطون على الانترنت ان مدنا اخرى شهدت تجمعات صغيرة للمعارضين، رغم انتشار الشرطة باعداد كبيرة في المناطق المحددة للتظاهر في شنغهاي وهاربين وغوانتشو وتشنغدو. وقال المحامي المدافع عن حقوق الانسان لي جنسونغ "لا اعتقد أن النداء إلى التظاهر كان جديا. لا احد يريد صراحة التظاهر بسبب الانتشار الكثيف للشرطة". وأضاف أن "الشرطة اخذت هذه الدعوة على محمل الجد وهذا يبين مدى قلقها من انتقال عدوى ثورة الياسمين وتاثيرها على الاستقرار في الصين". كما عمدت السلطات إلى مراقبة التقارير الصحافية بشأن الاحتجاجات التي بدأت في تونس مع ثورة الياسمين وامتدت إلى مصر ومن ثم إلى اليمن والبحرين وليبيا، والجزائر بسبب انتشار البطالة وغلاء الاسعار، ويبدو ان دعوات التظاهر دفعت بكين الى حجب كلمة "ياسمين" على الانترنت. ولم يفلح البحث عن كلمة "ياسمين" الأحد عن نتيجة على موقع ويبو الصيني الموازي لموقع تويتر للمدونات الصغيرة، وفي المقابل، يجيب محرك البحث بيدو أن البحث عن هذه الكلمة غير ممكن لأسباب قانونية. وخصصت الحكومة الصينية ميزانية كبرة لمراقبة الانترنت. ويسمى نظام الرقابة الصيني للانترنت "السور المعلوماتي العظيم" (غريت فايروول). ويتولى النظام حجب مواقع حساسة بالنسبة للسلطات وتنقية الانترنت في الصين من مواضيع متعلقة بالتيبت وحقوق الانسان ومواضيع حساسة. وفي خطاب القاه السبت، اقر الرئيس الصيني هو جنتاو بتنامي التململ الاجتماعي وحض الحزب الشيوعي الحاكم الى الحفاظ على الاستقرار كما امر بتعزيز الرقابة على المجتمع الافتراضي، او الانترنت، ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن هو جنتاو قوله "من الضروري تقوية وتحسين آلية لحماية حقوق ومصالح الشعب". واضاف ان الوسيلة الرئيسية لبلوغ هذا الهدف تكمن في "حل المشكلات الرئيسية التي من شأنها ان تقوض انسجام واستقرار المجتمع .. وتحمي حقوق ومصالح الشعب، وتنشر العدالة الاجتماعية، وتحافظ على النظام الاجتماعي السليم".