منع نحو 150 جنديا من الشرطة والحرس الجمهوري في نقطة نقيل الابل مرور نحو 100 ناشط حقوقي وصحفي من شباب الحرية بتعز كانوا يعتزمون الذهاب الى مدينة عدن للتضامن مع المتظاهرين السلميين هناك بعد استشهاد نحو عشرون شابا برصاص الامن في عملية وصفت بالمجزرة وفقا لبيان شباب ساحة الحرية الصادر قبل يومين . وشكل افراد الشرطة والحرس الجمهوري المجهزين باسلحتهم الالية والرشاشات والهراوات طوقا حول شباب القافلة الذين اعتصموا لمدة ساعة بالقرب من النقطة الامنية , مرددين هتافات مطالبة برحيل النظام واخرى تدعوا الجيش والامن للتلاحم مع الشعب لاسقاطة على اعتبار ان الكل في الهم واحد , في حين رد قائد شرطة النجدة في المنطقة على المتضامنين مع ابناء عدن :- نعم نحن بلد واحد وعدن بلد كل اليمنيين ولكن لم اتلقى توجيهات تبلغني بالسماح لكم بالسفر الى عدن .حيث الوضع حساس هناك , ربما عندكم توجيهات اخرى لانعرفها لكني لا استطيع السماح لكم بالمرور . وعكس المشهد عند نقطة الابل الامنية علامة فارقة بين معتصمين سلميين عزل يرفعون اللافتات الداعية للحرية والسلم الاجتماعي والتغيير وجنود يمسكون بالزناد يرون في التعرض للزعيم بالذكر اهانة ,, فمابالك وقد كانت هذه المرة دعوات صريحة بالرحيل .سالت احد افراد الشرطة هناك: كيف تفهم شعار (نحن و الشرطة والجيش يجمعنا رغيف العيش ) ؟ فاجاب :- نحن مع الشعب والمعتصمين ووضعنا اسوأ منهم ولكن اطلب من المعتصمين الا يرموا الشرطة بالحجارة او يسبوهم وارجوا ان تكون علاقتنا مع بعضنا مثل علاقة الجيش المصري بشعبه .. ولم تفلح محاولة اعضاء القافلة في اقناع افراد الشرطة باطقمهم الخمسة بالسماح لهم بتجاوز النقطة الامنية فالتوجيهات العليا من نائب الرئيس حسب النائب سلطان السامعي لم تكن كافية اذ بدا ان هناك توجيهات فوق العليا تمنع توجه قادمين من الشمال الى الجنوب يحملون لافتات تندد بما جرى لشباب عدن المسالم من قمع وتنكيل وقتل في خطوة اعتبرها الناشط الحقوقي- جميل الصامت - احد شباب القافلة - تكريس للنزعة الانفصالية التي ما برحت تستخدمها السلطة سلاحا في وجه خصومها السياسيين . واعتبر المحامي غازي السامعي في حديث ل"نبأ نيوز" اقدام السلطة على منع قافلة التضامن للوصول الى عدن يعد انتهاك صارخ للمواثيق الدولية وللدستور الايمني الذي ينص على حق التنقل بين المحافظات حق اصيل لكل مواطن ولكن هذا النظام يمارس الانفصال بابشع صورة وكانه يريد ان يقول لنا من خلال هذه الممارسات الهمجية ان الجنوب وطن اخر , وتساءل :- هل كان مطلوب منا جواز سفر لكي ننتقل الى عدن , واصفا عملية القتل التي تعرض لها شباب متظاهرون سلميا في عدن بالمذبحة التي لن تسقط بالتقادم , مطالبا بمحاسبة مرتكبيها فورا وتقديمهم للمحاكمة سواء عبر القضاءالوطنى اوالدولي , مؤكدا ان كل تلك الاجراءات التي وصفها بالقمعية والهمجية لن تزيد الشباب الا اصرارا على تحقيق ثورتهم السلمية البيضاء . وعادت قافلة الحرية عند ظهيرة اليوم في مسيرة جابت شوارع القصر الجمهوري حيث حطت رحالها قبل ان تواصل مسيرتها الى ساحة المحافظة , وسط هتافات غاضبة منددة بالنظام ومطالبة برحيله , تجاوب معها المارين في الشوارع واصحاب المحلات التجارية فردد الجميع (الشعب يريد اسقاط النظام). وعلى صعيد حملة التضامن مع ابناءعدن صدر اليوم الاثنين بيان في صنعاء عن ملتقى تحالف - لدعم ومناصرة الاحتجاجات السلمية المكون من 32 منظمة مجتمع مدني من كافة انحاءالجمهورية انحيازه للثورة الشبابية السلمية على طريق الولوج الى المشروع الوطني الذي يدفع الى الحداثة القائم على قاعدة دستورية وقانونية تلبي الطموحات والامال في بناء دولة مدنية ترتقي الى مطالب ثورة التغيير التي تقوم على اسس عمادها المساواة لكل ابناء اليمن , وادان البيان ما وصفها بالاعمال الغير مسئولة التي تمارسها السلطة من خلال اجهزتها الامنية وبلاطجتها تجاه شباب الثورة في عدنوصنعاءوتعز , كما استنكر البيان ممارسة السلطة في تضييق الخناق على وسائل الاعلام العربية والمحلية المستقلة والاعتداءات المتكررة على الصحفيين بهدف حجب الحقيقة عن العالم . الى ذلك تواصلت التظاهرات في ساحة الحرية بمدينة تعز لليوم السابع عشر على التوالي وسط اتساع رقعة التظاهرات على مستوى الجمهورية التي تشهد يوم غد الثلاثاء (يوم غضب) قد يدفع باتجاه مسار الاحداث الجارية منحى تصاعديا مختلفا, الامر الذي دفع بالرئيس صالح دعوة المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديلات دستورية عاجلة , وهي الدعوة التي قوبلت بالرفض الفوري من ناطق المشترك واصفا تلك الدعوات الرئاسية بالمسكنات التي لم تعد تنطلي على احد وان الوضع في اليمن اصبح يحتكم للشارع فقط .