تشهد العاصمة اليمنيةصنعاء منذ صباح اليوم الخميس تدفقاً بشرياً هائلاً من أنصار الرئيس صالح، هو الأول من نوعه منذ يوم خلق الله اليمن، استعداداً ل(جمعة تحدي) راهن فيها المعارضون الداعون إلى رحيل الرئيس على الزحف نحو القصر الرئاسي، فيما يراهن أنصار الرئيس صالح على ألاّ يتركوا شبراً من صنعاء بدون بشر.. وقال ل"نبأ نيوز" الشيخ عباد الدلالي- الذي وصل من الضالع مساء اليوم الخميس متصدراً قافلة تضم الآلاف من أبناء المحافظة: "أن من يراهن على الزحف إلى القصر الجمهوري لن يجد طريقاً يزحف عليه، إلاّ على جثث المتظاهرين الذين قدموا إلى العاصمة لإحباط المؤامرة الانقلابية التي تقودها قوى الفساد للسطو على الحكم من خارج المؤسسات الدستورية". وأكد: أن الآلاف من المقرر وصولهم من مختلف المحافظات الجنوبية خلال الساعات القادمة تأييدا لمبادرات الأخ رئيس الجمهورية، مشيراً إلى قوله: "أن زمن القوة واستعراض العضلات قد ولىّ، واليوم نحن في زمن الديمقراطية، ومن يريد أن يدخل القصر الجمهوري فليدخله من بابه، وهي صناديق الاقتراع، أما من يريد عبور الأسوار فإن صدورنا هي أسوار القصر الجمهوري"! وفيما كانت التوقعات الأولية حتى مساء أمس أن تصل أعداد المتظاهرين المناصرين للرئيس صالح نحو (2) مليون متظاهر، فإن التقديرات الحالية تؤكد أن العدد قد يتجاوز ال(3) مليون متظاهر، وذلك لكون بعض المحافظات البعيدة لم يكن متوقعاً مشاركتها، غير أن اللجان المشرفة في ساحة التحرير قالت ل"نبأ نيوز" أنها تفاجأت بتلقيها أنباء صباح اليوم الخميس بأن قوافل من المتظاهرين في طريقها إلى صنعاء من عدن وحضرموت ولحج والضالع وصعدة، وهو ما رفع سقف التوقعات بدرجة كبيرة. شوارع العاصمة صنعاء تغرق في هذه اللحظات بالحشود البشرية الهائلة التي امتدت من شارع القيادة وحتى ميدان السبعين، وبداية شارع الستين المؤدي إلى دار رئاسة الجمهورية، والذي انتشرت فيه حراسات أمنية مكثفة، ومنعت السيارات من المرور باتجاه دار الرئاسة، في الوقت الذي ترابط مصفحات ودورية أمنية في كل جولة.. وفيما أكدت الزميلة نور باذيب- مراسلة "نبأ نيوز" في عدن- أنها قدمت إلى صنعاء برفقة أكثر من (300) امرأة من نساء عدن قدمن لتأييد مبادرة الرئيس وأن هناك قافلة رجالية تضم آلاف الأشخاص؛ فإن الزميل صقر المريسي- مراسل "نبأ نيوز" في الضالع- قال أن أعداد أبناء الضالع الذين وصلوا صنعاء حتى وقت صلاة العشاء تجاوز الألفي شخص، وأن هناك أعداد كبيرة خرجت من الضالع بعد صلاة العصر ومن المتوقع وصولها في ساعة متأخرة من الليل، مشيراً إلى أن المشاركين من مختلف المديريات، وأن هناك قافلة نسائية ستشارك أيضاً. وبحسب لجان المناصرة في ساحة التحرير بصنعاء، فإن من المقرر أن نحو (100) ألف امرأة سيقمن صلاة الجمعة في جامع الصالح، ويشاركن في تظاهرة حاشدة، تعد الأكبر من نوعها.. في الوقت الذي سيدخل الغالبية العظمى من المتظاهرين صباح الجمعة الى العاصمة، قادمين من محافظة صنعاء وبقية المحافظات القريبة من العاصمة، التي وصلت منها بعد ظهر الخميس العديد من القوافل. هذه التحضيرات تأتي في وقت تراجعت مقابلها حشود ساحة التغيير بعد انشقاق الحراك والحوثيين عنها، ومغادرة جموع غفيرة من الشباب منها متأثرين بإعلانات الانضمام والاستقالات الأخيرة التي دشنها اللواء علي محسن الأحمر، والتي أثارت ارتياب الشباب، واستهجانهم نظراً لأن معظم من كانوا يتهمونهم بالفساد وقمع الجماهير هم من بين المنضمين الجدد.
وقد انشقت ساحات الحرية والتغيير بين مؤيد لدعوة محمد قحطان- الناطق بلسان احزاب المشترك- بالزحف نحو الرئاسة، وبين الشباب الذين استنكروا تحول المشترك الى ناطق باسم ثورتهم، ورفضوا تعريض أرواح الشباب للخطر، ودعوا محمد قحطان والشيخ الزنداني الى تقدم صفوف الزاحفين نحو الرئاسة مع ابنائهم إن كانوا مخلصين في دعوتهم. وبالمقابل ظلت ساحة الحرية بتعز هي الأكثر تماسكاً وانضباطاً، حيث يسيطر عليها شباب التغيير الذين لم يفسحوا مجالاً واسعاً للقيادات الحزبية بالسيطرة على نشاطهم. ومن المتوقع أن تشهد تعز يوم غد الجمعة حشد مليوني على عادتها كل جمعة!