يبدو أن التصعيد الدولي ضد إيران لم يتوقف عند بريطانيا فقط، حيث اتفقت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا الخميس 3/11/2011 على ضرورة مواصلة الضغوط، في حين لم يستبعد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق هجوما إسرائيلياً ضدها، بينما وجهت إيران تحذيرا للولايات المتحدة بأن عليها أن تفكر مرتين قبل أن تضع نفسها على "مسار تصادمي". واتفق الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس على ضرورة مواصلة الضغط وبشكل غير مسبوق على إيران حتى تفي بالتزاماتها. وقال أوباما في مؤتمر صحافي تلا اجتماعه بنظيره الفرنسي، حسبما ذكرت وكالة "يونايتد برس انترناشونال": "وجدنا فرصة للحديث عن مجموعة من المسائل الأمنية، وأذكر واحدة منها وهو التهديد الناجم عن البرنامج النووي الإيراني"، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستصدر تقريراً الأسبوع المقبل عن البرنامج النووي الإيراني، واتفقت مع الرئيس ساركوزي على "ضرورة مواصلة ضغط غير مسبوق على إيران لتلبية التزاماتها". وذكر أنه ناقش مع ساركوزي مجموعة واسعة من المسائل، وجددا تأكيد الروابط القوية والمستمرة بين أميركا وفرنسا، مضيفاً "أعتقد أنها ليست مفاجأة أن القسم الأكبر من حديثنا كان حول تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي حتى نخلق وظائف لشعوبنا ونعيد الاستقرار إلى الأسواق المالية حول العالم". وأردف أن "الوجه الأهم من مهمتنا خلال اليومين المقبلين هو حل الأزمة المالية في أوروبا"، وذكر أنه خلال قمة مجموعة الدول ال20 ستعرض تفاصيل عن كيفية تطبيق خطة لحل الأزمة المالية الأوروبية. وقال "إن النقاش تناول الوضع في اليونان وكيفية العمل لحل الأمور هناك"، مشيراً إلى "أن الولاياتالمتحدة ستبقى شريكاً مع الأوروبيين لحل التحديات". تحذير إيراني بدورها وجهت إيران تحذيرا للولايات المتحدة يوم الخميس بأن عليها أن تفكر مرتين قبل أن تضع نفسها على "مسار تصادمي" مع الجمهورية الاسلامية بشأن برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي للصحفيين خلال زيارة لمدينة بنغازي الليبية "للأسف الولاياتالمتحدة فقدت حكمتها وحصافتها في التعامل مع القضايا الدولية. إنها تعتمد على القوة وحسب." وأضاف "بالطبع نحن مستعدون للأسوأ لكننا نتعشم أن يفكروا مرتين قبل أن يضعوا أنفسهم على مسار تصادمي مع ايران"، وحين سئل عن تجربة صاروخية أجرتها إسرائيل يوم الأربعاء قال صالحي "هذا ليس مهما بل انه ليس شيئا نشغل به أنفسنا". "ليس احتمال جنوني" ومن جهته رأى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند إن هجوماً عسكرياً إسرائيلياً ضد إيران ليس احتمالاً جنونياً فيما نفى الجيش الإسرائيلي وجود علاقة بين التدريبات التي يجريها وتزايد الحديث في "إسرائيل" عن هجوم محتمل ضد إيران. وقال آيلاند للإذاعة العامة الإسرائيلية حسبما أوردت وكالة "أنباء موسكو"، إن "هجوماً إسرائيلياً في إيران هو احتمال ليس جنونياً ولا عديم المسؤولية". وأضاف آيلاند، الذي يعتبر أبرز المحللين العسكريين في "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أن "على الجهاز العسكري تزويد الحكومة بأجوبة بشأن نتائج خطوة كهذه وقدرته على إخراجها إلى حيز التنفيذ وبلورة تقدير حول ما إذا كان الأذى الذي سيلحق بقدرة إيران سيؤدي إلى تأجيل حقيقي لبرنامجها النووي". وأردف أنه "إذا كانت الأجوبة على هذه الأسئلة جيدة فإنه لا ينبغي إزالة احتمال شن الهجوم عن الأجندة (الإسرائيلية) وذلك على الرغم من المخاطر الكثيرة المرتبطة بذلك". وتبين من استطلاع للرأي نشرته صحيفة "هآرتس" الخميس أن 80% من الإسرائيليين يقدرون أن هجوما إسرائيليا ضد إيران سيؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط وأن إيران وحزب الله وحماس سيردون على الهجوم بقصف صاروخي على إسرائيل. في غضون ذلك نفى الجيش الإسرائيلي وجود علاقة بين إجراء تجربة على صاروخ عابر للقارات وتدريبات سلاح الجو الإسرائيلي في ايطاليا قبل عشرة أيام وبين احتمالات مهاجمة إيران. "سخافة مطلقة" ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ضابط كبير قوله "إن الربط بين التدريبات واحتمالات مهاجمة إيران هو (سخافة مطلقة) وأن الاستعدادات لتجربة الصاروخ امتدت لوقت طويل". من جانبه قال رئيس حزب شاس وزير الداخلية الإسرائيلي إلياهو يشاي، الذي قالت تقارير إسرائيلية إنه يعارض مهاجمة إيران، إن "الثرثرة وكل النقاش العام بشأن إيران لا ضرورة له" ،مضيفاً "فقدنا البوصلة من ناحية قدرة الدولة على إدارة شؤونها الأمنية". وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في وقت سابق "أن لندن تبقي كافة الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بعمل عسكري ضد إيران وجاء هذا الإعلان ردا على تقرير صحفي ذكر أن الجيش البريطاني يصعد وضع خطط لعمل عسكري محتمل ضد إيران وسط مخاوف من تسريع وتيرة البرنامج النووي الإيراني". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "نريد التوصل إلى حل تفاوضي.. لكن يجب أن تبقى كل الخيارات على الطاولة"، وتابع قائلاً: "تعتقد الحكومة البريطانية أن إستراتيجية المسار المزدوج من الضغط وإقامة الاتصالات هو النهج الأفضل للتصدي لتهديد البرنامج النووي الإيراني وتجنب وقوع صراع إقليمي". وكان تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية قد أشار، دون ذكر مصدر، إلى أن وزارة الدفاع البريطانية تعتقد أن الولاياتالمتحدة قد تقرر المضي قدما في خطط لتوجيه ضربات صاروخية تستهدف المنشآت النووية الرئيسية في إيران. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين توقعهم بان واشنطن ستطلب من بريطانيا مساعدة لتنفيذ أي مهمة عسكرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الدفاع قوله "إن النافذة تغلق وتحتاج المملكة المتحدة للقيام بشيء من التخطيط المستقبلي الرشيد. بإمكان الولاياتالمتحدة القيام بذلك بمفردها لكنهم لن يفعلوا ذلك." وذكرت "الغارديان" أيضا دون ذكر مصدر أن المخططين العسكريين البريطانيين يبحثون عن أفضل مكان لنشر سفن البحرية الملكية البريطانية وغواصات مزودة بصواريخ من طراز "توماهوك" خلال الأشهر المقبلة في إطار التحضير لحملة جوية وبحرية ضد إيران.