جرت العادة ان تستخدم "النسوان" أحذيتهن ك"سلاح" فتاك في معاركهن مع بعضهن البعض، أو أثناء تعرضهن لمضايقات المنفلتين في الشوارع. وتعتبر حادثة مقتل الملكة شجرة الدر بأحذية جواري "طبينتها" أشهر حادثة في تاريخ الأحذية.. غير أن جماعة الإخوان المسلمين اثبتوا مؤخراً أن الأحذية - بمختلف أنواعها- ليست حكراً على النساء فقط، وإنما قد يشترك في هذا الشرف العظيم رجال "مسبعين مربعين" و"ثوار" من حق "الجماعة" سيماهم في وجوههم. ويبدو أن "الاخوان" استحبوا ثورة الأحذية بقدر حبهم لفتاوى التكفير والإلحاد، حيث راجت في الفترة الأخيرة وبشكل لافت أخبار الأحذية "الثائرة".. وكما اكتسب كهنة الإصلاح شهرتهم من خلال فتاويهم التكفيرية وليس من خلال رسوخهم في العلم- كما يزعم عُبادهم- نال بعض "الثوار" شهرة كبيرة بفضل أحذية خلعوها من أقدامهم ووضعوها فوق رؤوسهم.. فأصبحت هذه الأحذية - كما قالت الكاتبة الإصلاحية نجلاء العمري- أكرم وأغلى من وجوههم.. وأضافت في مقال لها بعنوان حرب الأحذية: (انه الحذاء الذي أصبح يسعدنا أداؤه نحن اليمنيين أكثر من حكومة الوفاق ومن عودة الكهرباء وتوفير الغاز والبترول). طبعاً هي تعبر عن نفسها وعن "جماعتها" الذين وجدوا في "الشباشب" أو "المداعس" غايتهم الفضلى. فبعد أن عجز الإخوان بمشائخهم وعلمائهم وعمائمهم ومليشياتهم وخطبائهم ومرشديهم ومنشديهم عن تحقيق أي نصر يذكر خلال الأزمة التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام المنصرم 2011م، وانكشفت "عوراتهم" الفكرية والمذهبية والعنصرية والدينية في الساحات، سعوا إلى صُنع نصر وهمي فلم يجدوا غير ما تحت الأقدام ليتفاخروا بأنها أتت بما عجز عنه "فطاحلتهم"، فينسجون القصص ويؤلفون الروايات عن "جزم" ترفع الرأس و"صنادل" تستحق أن تنحني لها الأعناق، وكرموها في منصة الساحة وروجوا لمزادات البيع والشراء وتسابق التجار بعشرات الملايين لاقتنائها - حد زعم اعلامهم-.. المهم أن الأحذية شغرت حيزاً كبيراً من أخبار ما تسمى ب"ثورة الربيع العربي" وهو بالفعل ما أرادته ماكينة الاخوان الإعلامية محاولة منها لتغطية "عوراتها" المكشوفة أمام الخلق. في خضم ثورة الأحذية التي اقبل عليها إعلام (الجماعة) بنهم شديد واستمرأها كأداة ثورية فعالة وقع هؤلاء في المحضور دون أن يشعروا.. فبعد ان احتفوا بحذاء الجندي الحاتمي الذي زعموا انه رمى به قائد القوات الجوية وانفردت صحيفة "المصدر" الاخوانية بالالتقاء بصاحب بطولة الحذاء ليحكي لهم مغامرات رائها في منامه، خرجت علينا ذات الصحيفة بانفراد آخر ولكنه يصب في الجهاد ذاته عندما أجرت لقاءً مع أحد الثوار "المهجنين" الذين قالت انه حاول الاعتداء بحذائه على الزعيم علي عبدالله صالح في نيويورك.. وزعمت الصحيفة "الاخوانية" أن هذا الشاب اسمه جياب محمد ناجي الشعبي.. فيما أخوها في الرضاعة موقع "مأرب برس" الذي يستحق جائزة أكبر وسيلة إعلامية كاذبة في التاريخ، انفرد هو الآخر بلقاء مع شقيق المحتج اليمني الذي قذف صالح بالحذاء - كما جاء في عنوان اللقاء- موضحاً بأن هذا الشخص هو ناصر العمروط 34 عاماً وشقيقه اسمه أمين العمروط.. وقال ناصر العمروط لمأرب برس: "إنه فخور جداً بالعمل الجريء الذي قام به شقيقه". سبحان الله كيف تحول اسم "الحذاء الثائر" من جياب الشعبي كما ورد في صحيفة "المصدر" إلى أمين العمروط كما ورد في "مأرب برس". وبخلاف هذه الأسماء والروايات الكاذبة فإن المتابع لما بثته القنوات الفضائية ومقاطع الفيديو على اليوتيوب بخصوص هذه الحادثة سيجد انه لا يوجد حذاء ولا ثائر ولا عمروط ولا هم يحزنون.. والموضوع كله كذب وتزييف ولكن بالطريقة الاسلامية. - مذكرات ثائر يمني: تعليقاً على حذاء "العمروط" أو "الشعبي" أو "الشمروط" إذا أردنا ان ندمج الاسمين حتى لا يزعلوا (الجماعة) ويندعونا فتوى يقرحوا فيها رؤوسنا.. كتب أحد الشباب "المفسبكين" قائلاً: "اخوان الثورة ومليشياتهم المدرعة فضحوا انفسم بان الأحذية أفضل من عمائم أربابهم وولاة دينهم ودنياهم.. وهذا طبعاً بشهادة كتابهم وصحفييهم.. وأفضل شيء ان يلغوا شعارهم (الشمس) ويجعلوا (الحذاء) بدلاً عنها، فتجد صورة مرشح الإصلاح وبجواره حذاء مبتسم وتحته كتب (مرشح حزب الإصلاح). وليس غريباً ان يأتي زمان ويتباهى فيه أصحاب اللحى الملونة بالأحذية أيضاً الملونة.. ويدفن الحذاء بجوار موتاهم باعتباره - أي الحذاء- أغلى شيء، وقد يدعمون ذلك بفتوى "عرمرمية"، وبدلاً من جنبية الشيخ نجدهم يتفاخرون ب"حذاء" الشيخ فلان الفلاني، وكل واحد بمقاسه.. مع الاعتذار للأحذية "الشريفة".