تؤكد معظم الدراسات على أهمية التمارين الرياضية في المحافظة على اللياقة الجسمية في معدل طبيعي وفي الوقاية من خطورة الإصابة بالعديد من الأمراض كأمراض القلب والسرطان وارتفاع ضغط الدم والسكر. وتوصي الجمعية الأميركية للطب الرياضي أن لا تكون التمارين عنيفة وأن تمارس في الهواء الطلق كالمشي مدة 30 دقيقة وبمعدل ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً. أداء جنسي أفضل * عندما أصبح عدم التدخين والراحة الجسمية التامة غير كافيين للحصول على حياة جنسية أفضل، فقد ثبت أخيرا أن التمارين البدنية لها دور وارتباط كبيران. لا شك أن ضعف وتدني الصحة العامّة تُؤدّي إلى ضعف الوظيفةِ وتدني مستوى الأداء الجنسي، وعليه فالمحافظة على اللياقة الجسمية الجيدة تساعد على إبْقاء وأيضاً إنعاش الأداء والرضاءَ في غرفةِ النوم. بعد دِراسَة أكثر مِنْ 31,000 رجل، استطاع الباحثون في مدرسة هارفارد للصحة العامةِ أنّ يستنتجوا أن الرجال النشيطين جسدياً كَانوا أقل احتمالاً ب 30 بالمائة للتعرض لخطر الإصابة بفشل الانتصاب مِنْ الآخرين الذين ينعدم لديهم النشاط الجسمي أو أنهم يمارسونه بدرجة بسيطة. والنساء هن، أيضاً، من يجنين فوائدَ ممارسة الأزواج لتلك التمارين. دراسة أخرى، أجريت في جامعةِ كولومبيا البريطانية، وَجدتْ أن ممارسة التمارين مدة 20 دقيقةَ كان لها مردود إيجابي للاستجابة الجنسيَة عند النِساءِ المشاركات مقَارنَة باللائي لم يشاركن في تلك التمارين مطلقاً. ووفقاً للمجلة الإلكترونيةِ للحياة الجنسية للإنسان، فإن الناس، بشكل عام، الذين يُمارسونَ التمارين بانتظام يعيشون في حالة صحية جيدة، ويُبْدون رغبةً جنسية أفضل، ويَشْعرونَ بمستويات أعلى مِنْ الرضاءِ. نوماً هنيئاً * إن أسلوب الحياة النشط لَرُبَّمَا أيضاً يَعْني توفير النوم الأكثر راحة. ففي تقرير لمؤسسةَ النومِ الوطنيةِ وُجد أنّ التمارينِ التي تمارس بعد الظهر يُمْكِنُ أَنْ تُُساعدَ على تَعميق إغْلاق العينِ واختصار الوقتِ الذي يُستغرق عادة للدخول إلى أرضِ الأحلام. لكن، التقرير يُحذر من التمارين العنيفة قرب وقتِ النوم من أنها تؤدي إلى تأثيراتُ عكسيةُ. وفي دراسة أجريت عام 2003، وجد أن نظام اللياقةِ الصباحِية كَانَ مساعداً رئيسيَاً إلى الإغفاءة المريحة. الباحثون في مركزِ بحوث سرطانِ فريد هاتشينسون Fred Hutchinson Cancer Research Center استنتجوا أن النِساءَ في مرحلة سن اليأس واللواتي مارسنَ التمارين لمدة 30 دقيقةَ كُلّ صباح كَانَ عِنْدَهُن مشاكل نوم أقل مِنْ أولئك اللاتي كُنّ أقل نشاطاً. وأن النِساء اللواتي كن يعملن في ساعاتِ المساء لم يلاحظن تحسناً في أنماطِ نومِهن إلا قليلاً. لم تكن هناك دِراسات تثبت بشكل حاسم وتحدد الوقت الأفضل لمُمَارَسَة التمارين. لكن هناك إجماع على فوائد التمارين في الحصول على نوم أكثر راحة. الإقلاع عن التَدْخين * وتفيد برامج الإقلاع عن التدخين أن ممارسة التمارين لوقت قصير تُسَرِّعُ إفراز هرمون الأدرينالينَ وتُخفف من الإجهادِ العام لدى الشخص المدخن ويُمْكِنُ أَنْ تحلَّ محل الإحساس بالتبغ بالنسبة للمدخن فتساعد على تَخفيض الرغبة لشرب السيجارة لأولئك الذين يُحاولونَ الإقلاع عنها. وهناك دراسة من أرشيف الطبّ الباطني تهتمُّ بتأثيرِ التمارينِ على الشخص الذي يُحاولُ الإقْلاع عن عادة التدخين، تمت فيها متابعة 281 امرأة مدخّنَة لا تعمل، وتتمتع بصحة جيدة، وتسعى للإقلاع عن التدخين. فوُجد أن المجموعةُ التي خُصّصتْ لها جلساتَ لممارسة التمارينِ كَانتْ قادرة على تَرْك التدخين والبَقاء بعيداً عن السيجارة أكثر بمرتين من المجموعةِ التي لم تمارس التمارينَ، لمدة سَنَة و12 أسبوعا. تنشيط الدماغ * إن المنتظمين في ممارسة التمارين يمكنهم أَنْ يبذلوا جهداً أقل لتحريك ذاكرتِهم على المدى البعيد، بالإضافة إلى منافعِ التجربةِ القصيرة الأمدِ في وقتِ ردّ الفعل والإبداع. وضمن نتائج دراسة نشرت في مجلة الطبيعةِ the Journal of Nature وُجد أن المُسنّين الذين بدأوا رياضة المشي لمدة 45 دقيقةِ، ثلاثة أيامِ في الأسبوع، كَانوا قادرين على تَحسين مهاراتِهم العقليةِ بشكل ملحوظ والتي تَهْبطُ عادة مع تقدم العُمرِ. وفي نفس الوقت، اكتشف باحثون من جامعةِ ميدلسيكس Middlesex University في لندن، أنّ ممارسة التمارينِ في الهواء الطلق مدة 25 دقيقةَ قبل دخول اختبارات الإبداعِ أمكنها أن ترَفع من معدل نتيجة من مارسها عن غيرهم. ودراسة أخرى وجدت أن العُمّالَ اللائقين جسدياً كَانوا أكثر كفاءة في نِهَايَة اليَوْم بنسبة 12.5 بالمائة عنْ غيرهم من غير اللائقين جسدياً. وكخلاصة لهذه الدراسات والبحوث وغيرها، التي زودتنا ببعض المعرفة حول المنافعِ والفوائد العديدة للتمارين البدنية، يمكننا أن نؤكد أن التمارين تحسن الصحة العامة بعدة طرقِ، وتجعل نشاطاتنا اليومية أكثر تنسيقاً ومرونةً وكفاءةً. وكالات