اثارت صفقة أسلحة أبرمتها شركة (بي ايه اي سيستمز) للصناعات العسكرية البريطانية مع الحكومة السعودية بشأن قيمة طائرات (يوروفايتر تايفون) المقاتلة التي بدأت المفاوضات حولها عام 2005 حفيظة منظمة الشفافية الدولية في المملكة المتحدة (الوكالة الدولية لمكافحة الفساد) وقالت إن هذه الصفقة يجب أن تخضع لفحص دقيق وشفاف. وقالت المنظمة "أن مثل هذه الصفقات أُحيطت سابقاً بسرية وحام حولها الفساد، لذا ينبغي أن تخضع لفحص دقيق كون السعودية تحتل موقعا متقدما على قائمة الفساد في قطاع الدفاع″. وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني السبت "إنه مباشرة بعد اليوم الذي ارتدى فيه الأمير تشارلز الجلباب التقليدي وانضم للأمراء السعوديين في رقصة السيف في الرياض، أعلنت أكبر شركة أسلحة بريطانية التوصل، أخيرا، إلى اتفاق بشأن بيع 72 من مقاتلات الإعصار (تايفون) إلى المملكة الخليجية". وقد أعلن ايان كينج، الرئيس التنفيذي لشركة (بي ايه اي سيستمز)، المصنعة للطائرات، عن الاتفاق يوم الأربعاء الماضي، وقال إنه "لن يعرف" احد كم ستكلف الصفقة السعوديين. وقيل إنهم عرضوا في البداية مبلغ 4.4 مليار جنيه استرليني، ولكن شركة (بي ايه اي سيستمز) تضغط لدفع أكثر من ذلك. وقال اندرو سميث، المتحدث باسم الحملة ضد تجارة الأسلحة: " من الواضح أن الأمير تشارلز قد استُخدم من قبل حكومة المملكة المتحدة وشركة بي ايه اي باعتباره تاجرا للأسلحة". في حين نقل التقرير عن مساعدي الأمير تشارلز قولهم إنه لا علاقة له بهذه الصفقة، وأنه لم يناقشها خلال زيارته. وقالت متحدثة باسم تشارلز إن الصفقة "لم تُطرح في أي من حواراته" مع أعضاء العائلة المالكة السعودية، ومن بينهم نائب رئيس الوزراء، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، رئيس الاستخبارات السابق في السعودية. ويشير سميث، إلى أنه في أحدث تقارير وحدة الاستخبارات الاقتصادية، احتلت المملكة العربية السعودية، وفقا لمؤشر الديمقراطية، المرتبة 163 من أصل 167 بلدا، وأعطيت نقطة الصفر ل"العملية الانتخابية والتعددية". والدول الوحيدة التي جاءت بعدها في مرتبة أدنى هي سورية وتشاد وغينيا بيساو وكوريا الشمالية. وقالت منظمة الشفافية الدولية في المملكة المتحدة (الوكالة الدولية لمكافحة الفساد) إن هذه الصفقة يجب أن تخضع لفحص دقيق وشفاف. وقال مدير المنظمة مارك بيمان": "في السابق، فإن صفقات مثل هذه قد أُحيطت بسرية وحامت حولها شبهات الفساد، في كثير من الأحيان، لذا ينبغي أن لا تخفي شركة (بي ايه أي) والحكومة السعودية والبريطانية أي شيء". وأضاف: ينبغي أيضا إتاحة المعلومات حول صفقة الأسلحة وما تعلق بها، لهيئات الرقابة وعامة الشعب. وقد أُجري تحقيق خطير، في وقت سابق، لمكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة حول المزاعم المحيطة بصفقة اليمامة، التي وقعتها مارغريت تاتشر، وتتضمن بيع طائرات تورنادو البريطانية إلى المملكة العربية السعودية، وتم حظرها من قبل حكومة توني بلير لأسباب تتعلق بالأمن الوطني، رغم أن شركة (بي ايه أي)، صاحبة الصفقة، قد نفت ارتكاب أي مخالفات. لذلك، تقول منظمة الشفافية الدولية، ان ما أُثير أظهر الحاجة إلى اعتماد آليات قوية للرقابة والشفافية في مثل هذه الصفقات، بحيث لا يتم إهدار أموال دافعي الضرائب وحماية سلامة وسمعة الحكومات والشركات المعنية. وأشار بيان المنظمة إلى أن مؤشرها لمكافحة الفساد في صفقات الدفاع وجد أن المملكة العربية السعودية أبانت عن مستوى عال جدا من مخاطر الفساد في قطاع الدفاع. ويأتي هذ الاتفاق بعد ان تعثرت المفاوضات بين الجانبين منذ عام 2007 بسبب الارتفاع المتواصل لاسعار الطائرات وهو ما رفضته الحكومة السعودية التي كانت قد وافقت على دفع 5ر4 مليار جنيه استرليني مقابل 72 مقاتلة (تايفون). وعلى صعيد متصل اكدت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان التوصل لاتفاق نهائي حول صفقة (سلام) سيمكن شركة (بي ايه اي) من التفاوض مع السلطات السعودية لاقناعها بشراء اسراب جديدة من المقاتلة البريطانية المتطورة. يذكر ان (بي ايه اي سيستمز) تقوم بتصنيع مقاتلات (تايفون يوروفايتر) بالتعاون مع عملاق صناعات الطائرات الاوروبي (ايرباص) وشركة (فينميكانيكا) الايطالية للصناعات الدفاعية. وجاء الاعلان عن هذا الاتفاق متزامنا مع الزيارة التي يجريها حاليا ولي العهد البريطاني وأمير ويلز الامير تشارلز الى كل من المملكة السعودية وقطر.