لليوم الثالث تتوالى مظاهرات التنديد والاستنكار الشعبي لعمليات اختطاف السياح الأجانب ، في حالة من الغضب العارم الذي يجتاح اليمن بطولها وعرضها ، في إطار ضغوط جماهيرية شديدة تمارسها منظمات ونقابات ووكالات سياحية وشخصيات اجتماعية وسياسية يمنية على الحكومة تطالبها بتطبيق أشد العقوبات على الخاطفين ، والاقتصاص لسمعة اليمن وقيمها الأخلاقية التي لوثها الخاطفون. فبعد المسيرة التي قادها الأدباء والكتاب والمثقفون نهار أمس انطلقت صباح اليوم مسيرة حاشدة يتقدمها العقيد يحيى محمد صالح – رئيس الجمعية اليمنية لوكالات السياحة والسفر، وشارك فيها اتحاد نساء اليمن ، وتحالف مجتمع بلا سلاح ، والاتحاد اليمني للفنادق ، واتحاد نقابات العمال ، والعديد من منظمات المجتمع المدني ، وتوجهت الى مجلس الوزراء بعد أن أقامت في ساحة السبعين بأمانة العاصمة مهرجاناً خطابياً ندد فيه المتحدثون بالاختطافات ، واصفين إياها بأنها تخالف أعراف وتقاليد وقيم المجتمع اليمني ، وتهدف الإساءة والإضرار بالاقتصاد الوطني ، وصناعة السياحة، وبسمعة شعب اليمن. وطالب المتحدثون الحكومة بتطبيق قرارات استثنائية على الذين تسول لهم نفوسهم الإقدام على هذه الأفعال، وتطبيق حد الاحتراب على الخاطفين امتثالاً لنصوص القرآن الكريم ، وحملوا الدولة مسئولية أي تهاون أو تخاذل تجاه الخاطفين ، محذرين من مغبة أن يتحول ذلك التهاون الى تشجيع لآخرين على الإتيان بالفعل نفسه. وقدم المتظاهرون رسالة الى عبد القادر با جمال – رئيس مجلس الوزراء- طالبوا فيها بإعداد إستراتيجية شاملة لتطوير القطاع السياحي في اليمن طويلة المدى تشتمل على برامج تنفيذية متوسطة وقصيرة المدى، وتطبيق القانون رقم 24 الصادر سنة 1998م الخاص بمكافحة الاختطاف والتقطع، وإنشاء وزارة للسياحة مستقلة ويكون العاملين في الوزارة من الملمين والمهتمين بالسياحة، وتفعيل دور المجلس الأعلى للسياحة وقراراته ودورية انعقاده ، وتوفير حيز كافي في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للتوعية السياحية وإشراك أجهزة التوجيه والإرشاد بهذه التوعية وفي إطار خطة إعلامية مدروسة ومنتظمة ، وتفعيل دور السفارات اليمنية في الخارج وخصوصا في الدول المصدرة للسياحة بحيث يصبح الترويج السياحي ضمن أولويات نشاطها، وتضمين المناهج الدراسية مفهوم وأهمية السياحة في دعم الاقتصاد الوطني، وإنشاء ملحقيات سياحية في الدول الرئيسية المصدرة للسياحة وتوجيه الملحقيات التجارية بالعمل على التركيز على تنشيط العمل السياحي في تلك البلدان. هذا وقد اشترك الاتحاد اليمني للفنادق ، واتحاد نقابات عمال اليمن ، واتحاد نساء اليمن ، وتحالف مجتمع بلا سلاح في التظاهرة ، وقدموا بيانات بهذا الخصوص تدين الاختطافات . وفي الوقت الذي اجتاحت هذه التظاهرة شوارع العاصمة صنعاء ، شهدت مدناً يمنية أخرى تظاهرات مماثلة على مدار هذه الأيام الثلاثة التي أعقبت حادثة اختطاف خمسة ايطاليين – بينهم ثلاث نساء- فقد خرجت مظاهرات في كل من عدن ، وتعز ، والبيضاء ، وإب ، وحضرموت ، والضالع ، وعمران ، والحديدة حملت مطالب مماثلة ، وأبدت تأييدها للقرارات التي أقدم عليها الرئيس علي عبد الله صالح في إقصاء المسئولين الحكوميين المتهاونين بأمن الوطن ، ومصالح أبنائه ، مناشدين الرئيس في برقيات بالضرب بيد من حديد لكل من يعرض أمن الوطن للخطر ويسيء لسمعة اليمن وشعبها. هذا فيما لا زالت الجهات الحكومية تتفاوض مع الخاطفين في شبوة ، وتنسق المواقف مع السفارة الايطالية بصنعاء ، في الوقت الذي رفضت ثلاث نساء من المخطوفين اطلاق سراحهن وفضلن البقاء مع زملائهن ؛ وهو الأمر الذي زاد من حرج الموقف الحكومي ، ووضعه بين مطرقة الخاطفين وسندان الغضب الجماهيري العارم الذي لن يرتضي بحلول تؤدي الى أن يفلت الخاطفون من قبضة العدالة بلا حساب ، ولا قصاص ..!