بعد المواجهة الساخنة بين العميد علي الشاطر والشيخ حميد الأحمر، دخلت الناشطة السياسية رشيدة القيلي حلبة المعركة لتسرق أضواء الساحة الإعلامية في اتهام وجهته للعميد الشاطر بمسئوليته عن التهديد الذي تلقته في فترة سابقة، فيما رد العميد الشاطر على إدعائها بوصفه "افتراءات" متوعداً إياها باللجوء إلى القضاء. ففي بيان وزعته رشيدة القيلي- تلقت "نبا نيوز" نسخة منه- قالت أن سماعها للتسجيل الصوتي للمكالمة بين العميد الشاطر والشيخ الأحمر أصابها بالذهول كونه نفس الصوت الذي اتصل بها يوم 18-9-2006م والذي احتوى تهديد لها بتيتيم أولادها، وشتمها شتماً مقذعاً، وسب وقذف الزميلات والزملاء الذين شكلوا لجنة مستقلون من أجل التغيير، متوعدا بالتأديب جزاء ما اسماه ( التطاول على ولي الأمر) وشتم على وجه الخصوص الشيخ حميد الأحمر بألفاظ نابية قائلا بأنه لن ينفعنا- على حد ما أوردته في البيان. ودعت القيلي إلى التضامن معها "في التصدي لمثل هذا التجاوز الصارخ للقيم الدينية والقانونية والأخلاقية، ومطالبة وزارة الداخلية والنائب العام للقيام بمسئولياتهم في التحقيق مع المذكور المشهور بعدوانه الدائم على حريات العديد من الزملاء الصحفيين والحقوقيين، وبسوء استخدامه للوظيفة العامة فيما يهدد ويقلق أمن المجتمع وسلامه"، مطالبة ذات الجهات بتوفير الحماية لها ولأسرتها وأقاربها. من جهته سخر العميد علي حسن الشاطر من الادعاءات "الباطلة والسخيفة التي أطلقتها رشيدة القيلي ضد شخصه"، مشيراً إلى أن مثل هذه الادعاءات "السخيفة أمر لا يستحق أن يرد عليه"- طبقاً لما أوردته 26 سبتمبر نت. وقال العميد الشاطر: أنه "إذا كانت رشيدة القيلي تريد أن تناصر حميد الأحمر إزاء ما قام به من تهديد لشخصه بالتصفية الجسدية فإنه كان الأجدر بها أن تفعل شيئاً أخر دون اللجوء إلى اختلاق مثل هذه الأكاذيب والافتراءات الباطلة". وأكد: "الاحتفاظ بحقه في اللجوء إلى النيابة العامة والقضاء إزاء الإساءة والتشهير الذي قامت به رشيدة القيلي لشخصه". وبهذا التطور تتسع الأزمة لتاخذ منحى سياسي آخر يتجاوز حدود خلاف الشخوص الى حلبات القوى السياسية ذاتها ليستخدم كل طرف اسلوبه في إدارة المعركة بالطريقة التي تتوافق وتصوراته لكسب جولاتها. لا يبدو أن الأزمة التي فجرها تهديد الشيخ حميد الأحمر للعميد علي الشاطر في أعقاب القصيدة التي نشرتها أسبوعية 26 سبتمبر ، وأثارت غضب الشيخ الأحمر ستنتهي على المدى القصير، ليس لأنها قضية كبيرة بل لأنها فرصة كبيرة ستغتنمها المعارضة للعودة الى الأضواء الاعلامية مجدداً بعد أن وقفت محتارة في أعقاب الاعلان عن نتائج الانتخابات بحثاً عن أزمة تعيش أجوائها، وتسحب البساط من تحت أقدام الرئيس صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام الذي استحوذ على كل خطاب الساحة المتحمسة لسماع برامج المرحلة القادمة. ومع أن الأزمة برمتها قد تكون فرصة للحزب الحاكم لإحراق ورقة حميد الأحمر الذي لطالما كان قاسياً في خطابه خلال الحملة الانتخابية، إلاّ أنها في حسابات سياسية أخرى جاءت مبكرة عن موعدها لأنها زجت الاعلام في مناخ أزمة جانبية في الوقت الذي كان مغموراً بالحديث عن المستقبل الواعد، ومتفاعلاً بالكامل مع الأصداء الخارجية لتجربته الانتخابية الأخيرة، ومع الحماس الرئاسي المندفع نحو الاصلاحات المزمع القيام بها. لقد بدأت الأزمة بإثنين ، واليوم صارت ثلاثة، وتحولت الى محور نشاط حزبي للمعارضة لن تتركه حتى يأتيها البديل الذي يضمن استمرار فرص الظهور على ساحة الرأي العام.