ثبتت دراسة أمريكية أجريت علي نطاق واسع أنه ليس هناك دليل علي أن الاغذية الغنية بالدهون تزيد من خطر اصابة النساء كبار السن بسرطان الثدي وذلك خلافا لدراسات سابقة. وفي الدراسة التي أجريت في جامعة هارفارد توصل الباحثون بعد متابعة 80 ألف امرأة لعشرين عاما أن ما يتم تناوله من دهون في منتصف العمر أو في مرحلة متأخرة ليس له علاقة مباشرة بالاصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث. ولم يمكن أيضا اثبات أن نوعا ما من الدهون مثل الدهون المشبعة من المنتجات الحيوانية تؤثر في نسبة خطر اصابة المرأة بسرطان الثدي. وعوضا عن ذلك فقد ثبت أن تناول نسبة مرتفعة من الدهون تقلل من خطر الاصابة بسرطان الثدي عند النساء اللاتي لديهن مقاومة عالية للانسولين وهو ما يعتبر دليلا علي امكانية الاصابة بالبول السكري. دراسات سابقة وطبقا للباحثين فانه من المحتمل أن هذا الاثر الايجابي سببه مستويات السكر المنخفضة في الدم. ويمكن ان يتسبب الغذاء الذي تنخفض فيه الدهون وترتفع فيه الكربوهيدرات في ارتفاع نسبة الانسولين وهو الهرمون الذي ينتج سكر الدم عند النساء اللاتي لديهن مقاومة للانسولين. وتشير بعض البحوث الي أن مستويات الانسولين المرتفعة المزمنة قد تساهم في نمو سرطان الثدي. وتناقض نتائج الدراسة التي نشرت في الدورية الامريكية للاوبئة دراسات سابقة ربطت بين ارتفاع نسبة الدهون في الغذاء وارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الثدي. وعلي الرغم من ذلك فان دراسات أخري مثل الدراسة الحالية لم تجد علاقة بين المقدار العام للدهون وسرطان الثدي. وأشارت دراسات سابقة الي أن بعض الدهون الصحية مثل أحماض اوميجا 3 الدهنية التي توجد في الاسماك قد تقلل من خطر اصابة النساء بالمرض. وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ايستر اتش. جيه. كيم لرويترز الرسالة المستفادة بالنسبة للنساء اللاتي انقطع لديهن الطمث إن تقليل الاغذية الدهنية لا يقلل خطر الاصابة بسرطان الثدي. الا أنه من غير الواضح ما اذا كانت نتائج تلك الدراسة تنطبق علي النساء الاصغر. الدهون الحيوانية وأشارت الدكتورة كيم الي أن دراسات سابقة عثرت علي علاقة بين الدهون الحيوانية وزيادة خطر الاصابة بسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث. وبنت كيم وزملاؤها النتائج التي توصلوا اليها علي بيانات من دراسة لصحة الممرضات التي تابعت الاف النساء الامريكيات منذ 1976. أما النساء اللاتي اشتركن في هذا التحليل وعددهن 80375 فقد ملان استبيانات غذائية كل عامين بدءا من 1980 وحتي 2000 عندما تقرر اصابتهن بالسرطان من عدمه. وعندما أدخل الباحثون في اعتبارهم عوامل أخري مثل العمر والتغيرات الطارئة علي الوزن بمرور الوقت وتاريخ الاصابة بسرطان الثدي في العائلة توصلوا الي أن الاغذية الدهنية لا ترفع خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة تذكر. الا أن كيم أضافت ومع ذلك يجب ألا تعتبر النساء أن هذا تصريحا بتناول ما يريدونه من الدهون. وشرحت قائلة أنه لاجل قلوبهن فانه يجب علي النساء تقليل تناول الدهون المشبعة من اللحوم ومنتجات الالبان وأيضا الدهون التي توجد في الكثير من المنتجات الغذائية المحمصة والمقلية. الخضراوات والألياف ويوصي الخبراء عموما بنظام غذائي غني بالخضروات والالياف والدهون غير المشبعة الجيدة كالتي توجد في زيت الزيتون والمكسرات والاسماك. وقالت كيم انه بالنسبة للنساء اللاتي لديهن مقاومة للانسولين فمن المهم لهن الاعتدال في تناول الدهون واختيار أطعمة غنية بالالياف وتفادي الكربوهيدرات المعالجة مثل الخبز الابيض والحبوب ذات نسب السكر العالية.