امرأة مختلفة عن النساء.. تحترف الحديث في الجنس، والإثارة، وأصول المعاشرة الجنسية، حتى تجعلك تتصبب عرقاً، فتدرك أنك بلا ثقافة جنسية، وأنك لم تفهم بعد أن ما تخوض فيه هو علم شرعي، وحق موهوب من السماء، وأن الجهل فيه قد ينسف حياتك، أو يحولها إلى جحيم.. لذلك شدت "نبأ نيوز" الرحال إليها لتستكشف هذه المرأة التي باتت موضوع حديث الشارع اليمني. الدكتورة هبة قطب .. أول طبيبة مختصة في الثقافة الجنسية الشرعية على مستوى الوطن العربي.. وصلت اليمن قريباً لتحاضر في موضوع اختصاصها، فكان لنا معها الحوار التالي: * لماذا اخترت الخوض في تدريس الثقافة الجنسية، ولماذا المنظور الإسلامي بالذات!؟ -- جاءت فرصة الخوض في مجال ثقافة الطب الجنسي بالصدفة لان التخصص الأصل والأول كان في الطب الشرعي، وكانت رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها في مجال الاعتداءات الجنسية، وكنت أقرأ الكثير عن العلاقات الجنسية الطبيعية لكي أتحرى خطر الاعتداءات الجنسية، فكنت اعتقد أن القراءة ستكون عادية مثل أي قراءة أخرى، لكن وجدت بان هناك أشياء غائبة حتى على الأطباء فما بالك برجل الشارع أو النساء اللاتي هن بحاجة إلى معلومات أكثر في هذا المجال.. أما عن المنظور الإسلامي فكانت ايضاً بالمصادفة، وهذا شرف لا أدعيه فانا عالمة إسلامية، وكأي امرأة مسلمة كانت لي قراءات متفرقة فوجدت بان هناك تطابق شديد بين ما ورد في العلم الحديث وبين الذي جاء في الإسلام، وكان من دواعي سروري وفخري أن أحببت الناس وأشاركهم في ذلك. * الحديث عن الجنس في العالم العربي يعتبر الأول، كيف أثرت قضية الثقافة الجنسية أثناء رسالة الدكتوراه!؟ -- بدأت الحكاية عن طريق الإعلام الذي كان له دوراً كبيراً جداً، رغم أن الإعلام لم يخطر على بالي؛ وبدأت عندما كنت أعمل مع احد زملائي المتخصصين في طب النساء والولادة، حيث كنت متحمسة لفكرة وجود دورات تدريبية لتثقيف النساء المتزوجات في مجال تحسين العلاقات الزوجية- وهذا ما حصل فعلا والحمد لله - وجدت بين النساء إحدى الصحافيات اللاتي كانت تحضر تلك الدورات فكانت تقوم بنشر ما أقوم به، ومن ثم تم استضافتي من قبل قنوات فضائية عربية. * هل من مقارنة بين الثقافة الجنسية في المجتمعات الشرقية والغربية؟ -- كنت اعتقد في البداية أن ذلك وارد في بداية أخذي للتخصص في مجال الطب الجنسي، وكنت اعتقد بان هناك فرقا شاسعاً بسبب الفجوة الحضارية بين المجتمعات الشرقية والغربية، لكن وجدت أثناء حضوري المؤتمرات والندوات في أوروبا وأمريكا بأن نفس المشكلة موجودة سواء في المجتمعات الشرقية ام الغربية. لان الإباحة الجنسية تعد أن تكون انحرافاً مبنيا على معلومات غير صحيحة، وهذا هو الحال في الوطن العربي أو غيره، حيث إن الناس يؤدون أداء حيواني، لكن عندما تكون العلاقة صحيحة بين الزوجين تختفي تلك الشكاوى. * ما هي النظرية التي كونتيها إزاء التعريف بالثقافة الجنسية؟ وماذا عن اليمن؟ -- اعتبر الدين الإسلامي الحنيف هو الحل وليس شعارا يكتب على الجدران، أو نسمع به. فلدينا دين إسلامي انزله الله سبحانه وتعالى ووضح فيه كل شيء وما علينا إلا أن نأخذ منه كل شيء. أما عن اليمن فأنا أحبها منذ كنت صغيرة حيث كان والدي يقوم بزيارات لها ويقول إن اليمن تمتلك كل مقومات الدولة العظمى الغنية بالثروات المعدنية والسياحية والتاريخية. لكن للأسف كان يمكن أن يكون هذا البلد العريق أحسن على المستوى الفكري والأدائي والصحي لو كان شيء واحد غير موجود وهو ما يسمى ب"القات". * تحدثت في الأوساط اليمنية عن الثقافة الجنسية، فما هي الوسائل التي استخدمتيها لإيصال الفكرة!؟ -- سبحان الله إن القبول بين الإنسان والآخرين هبة منحها الله سبحانه وتعالى لي، وأنا أزعم باني أتمتع بهذا القبول.. ثانيا هناك شيء نتلمسه داخل الإنسان فهو يبدأ بفتح قلبه وأذانه للسمع وعندما نذكر بأن ذلك النص من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف فان الإنسان يزيل الغطاء عن الموضوع الذي كان في صندوق مغلق. فنحن لا نقول بأن الكلام اجتهادا ولكن منزل من فوق سبع سموات وربط الحياة العامة بالقرآن. * موقف محرج أو محير واجهته الدكتورة "هبة"؟ -- لا يوجد محرج لن إيماني بأن الكلام في الجنس كالكلام في السياسة فيمكن الحديث في خصوصيات الحياة وفي أكثر المواضيع حساسية، لكن بشيء من الاحترام وفي إطار جديد جدا.. فالحرج لا مكان له عندي لأنني لا أعمل شيء محرج. أما الشيء المحير فهناك الكثير، ففي بعض الوقت الإنسان لا يعرف المسئولية تقع على من .. أهو المسئول، أم التقاليد والعادات، أم الزوج والزوجة؟ فهذه من المواقف المحيرة التي واجهتني، لكن عندما استخدمت أدوات ونصوص جاءت في القرآن استطعت الوصول إلى صيغة مقبولة لدى كل الناس. * بعض علماء الدين يعتبرونك ممن تدعين إلى التقاليد الغربية!؟ -- لم أسمع بذلك الرأي نهائيا، لكن سمعت شيئاً آخراً يقوله بعض فقهاء الدين بان الحديث عن الثقافة الجنسية سيجعل عيون الشباب وعقولهم تتفتح.. وأقول للذين قالوا ذلك الكلام من الفقهاء انتم تعيشون في المثالية الزائدة. * ما الذي دفعك للحديث في الأوساط اليمنية؟ -- عندما تتوفر الظروف للحضور إلى اليمن أو لأي بلد عربي لإعطاء معلومات عن الثقافة الجنسية وربطها بكتاب الله وسنة رسوله فاني لا أستطيع أن أتأخر نهائيا في إعطاء كل ما هو مفيد للناس . * بعض النصائح للشباب المقبلين على الزواج؟ -- نصيحة رقم واحد إلى عشرة: لا تسمعوا كلام واحد!! لأن العادات جرت بين الشباب بأن يجلسوا مع بعض وكل واحد يعطي خبرته للآخر، وذلك يعتبر كشف للعورات وهو حرام، ويجب عليهم معرفة الأساسيات وترك الهامش المرن.