- نيويورك تايمز- ديربورن/ نيل ماكفاركوهار - "ترجمة بتصرف" إنقسامات عرب امريكا ادت الى خسارتهم منصب عمدة (عاصمتهم).. والتنافس الداخلي بين اللبنانيين والعراقيين واليمنيين. بالرغم من الحقيقة القائلة بأن واحداً من بين كل ثلاثة في بلدية ديربورن الامريكية من أصول عربية إلاّ أن معظم المرشحين العرب لمنصب عمدة البلدية انسحبوا من المنافسة قبل منتصف يناير الجاري، وكشفت نتائج استطلاعات الرأي أنه لن يستطيع أي منهم الفوز بالمنصب. ويقف وراء ذلك الفشل التنافس الداخلي بين المرشحين مع تفشي مشاعر عدم الارتياح من المسلمين ، الأمر الذي ساعد على تبديد الفرص التي كان الكثيرون يأملون بها إثبات أن العرب الامريكيين وصلوا الى المسرح السياسي – على الاقل في ديربورن- عاصمتهم غير الرسمية بالولايات المتحدة. حينما توفي "غيدو" تقدم عدد من المرشحين العرب للحلول محله – بمن فيهم وكيل نيابة مشهور وبطل سابق في الملاكمة.. وبدأ التقييم الداخلي لاختيار مرشح الإجماع الذي تتفق عليه الجاليات العربية لانتخابات 27 فبراير تحت رعاية النادي اللبناني الامريكي (نادي التراث). إلاّ أن هذا لم يحدث ، ليس لان المنافس الرئيسي "جون أوريللي" كان رئيس المجلس البلدي لسبعة عشر عاما بل لأنه تجلى هناك تنافساً داخليا بين اللبنانيين ضد العراقيين ، والعراقيين ضد اليمنيين. وتمكن جونه أوريللي- المكنى ب"جاك"- بفصل اليمنيين عن بقية الجاليات العربية وكسب حماسهم مبكراً. وذكر ناصر الرياشي –أحد اليمنيين المؤسسين للجمعية اليمنية الامريكية للعمل السياسي- إن مرشحين عرب أمريكيين "جاءوا الينا وقالوا لنا السلام عليكم وبعض الكلمات الجميلة التي دغدغوا بها مشاعرنا وعواطفنا".. وقد تم انشاء هذه المؤسسة في مارس 2005م بعد أن شعر اليمنيون بأن اللبنانيين سيطروا على الحياة المدنية على حسابهم. ويتمركز اليمنيون في الجزء الجنوبي من المدينة الذي يفقع ما بين مقبرة "وودمير" ومصنع "فورد روج". ولقد كانوا يتطلعون الى مرشح يركز على همومهم المحلية التي من بينها غياب مواقف للسيارات في شارع "ديكس" الذي يقع فيه مسجدهم، والحد من التلوث الناجم عن المناطق الصناعية بما فيها مصنع "فوردط للسيارات الذي استقطب العرب الى هذا الموضع من أجل العمل منذ عقود، رغم أن العدد آخذ بالتضاؤل شيئاَ فشيئاً منذ عقود. وقال الرياشي: "لا تقولوا لنا اذهبوا الى منزل فلان بن فلان لنتناول الطعام العربي.. نحن في امريكا، خليك من الحضارات والمجتمعات المختلفة، وما يناسبنا تكمن فيه مصلحتنا". هناك انقسام تاريخي واضح بين شرق وغرب ديربورن المعروفة تاريخياً ب"آكلة الكعك"، وكذلك ب"فئران المصانع". والان يرى الجميع انعكاس هذا الانقسام على المسلمين ضد الآخرين، وهذا ربما بسبب التعاليم المسيحية التي تطرقت الى نظرية "على الجميع أما أن يسلموا أو أنهم سيقاتلون". العرب في المنطقة يتظاهرون من وقت لآخر.. مظاهرة الصيف الماضي كانمت ضد الحربق على لبنان، فيما كانت هناك مظاهرة أخرى ضد إعدام صدام. يقول عبيد حمود- أحد أبرز المحامين في مقاطعة "ويين"، والذي انسحب من تنافس الانتخابات المحلية بعدما فوجيء بتعليقات الامريكيين - غير العرب – "أنني أحسست أنني قدمت من القمر"..وأسس حمود وسليباني – ناشر عربي- المؤسسة العربية الامريكية للعمل السياسي في عام 1998م بهدف نشر الوعي السياسي بين أوساط المواطنين العرب الأمريكيين من أجل تمكينهم من الانخراط في العملية السياسية. وأضاف حمود: في عام 1998م أشارت الاحصائيات الى أن من بين ال60.000 ناحب مسجل في المدينة بلغ عدد العرب المسجلين بينهم 8.500 . واليوم نجد أن 60% من طلاب الثانوية هم من العرب.. من جهته قال الملاكم العربي سلماسي الذي انسحب من الانتخابات الاخيرة: " نظرة الامريكي الى العرب مازالت تتمحور حول الارهاب ، فيما نحن نريد أن نغير هذه النظرة".