حذر الدكتور عبد الكريم الارياني- المستشار السياسي لرئيس الجمهورية- من خطورة "غزو" ظاهرة تهريب الأطفال اليمن في السنوات الأخيرة، واصفاً إياها ب"ظاهرة عالمية"، مؤكداً أهمية التنبه المبكر للظاهرة. وأضاف في "انه على الرغم من أن هذه الظاهرة عالمية إلا أنها غزت اليمن في السنوات الأخير ومن المهم التنبه لها مبكرا". وقال الارياني- على هامش حفل تدشين الفيلم الكرتوني (عودة احمد) أمس الأربعاء، والذي قامت بإنتاجه مؤسسة شوذب للطفولة بالتعاون مع سفارة الولاياتالمتحدةبصنعاء ومنظمة اليونسف: أن المسؤولية ليست مقصورة فقط على الدولة والحكومة بل تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على المجتمع والأسرة، مشدداً انه مهما كانت الظروف صعبة وشاقة فان ذلك لا يعد مبرر كاف للتفريط بفلذات أكبادنا وندعهم لضعاف النفوس يتاجرون بهم. وأشار إلى أن الدولة مدركة لخطورة مشكلة تهريب الأطفال وأن هناك إجراءات تمت حول ذلك وكان من نتائجها إرجاع بعض الأطفال إلى أسرهم وذويهم؛ مستدركاً إلاّ أن على منظمات المجتمع المدني المعنية بشئون الأطفال وتنميتهم أن تعي أهمية دراسة ظاهرة تهريب الأطفال وتداعياتها والبحث عن حلول ناجعة لاجتثاثها من اليمن. وأعرب الدكتور الارياني عن شكره لمؤسسة شوذب ، قائلاً أنها أحسنت صنعاً حين كانت باكورة أعمالها ذا علاقة بتهريب الأطفال وتجسيد ذلك بأول أفلام الكرتون التي تنتجها المؤسسة مؤملاً أن يعود بعد ذلك كل من احمد ومحمد وسعيد وغيرهم من الأطفال. وذكرت لمياء يحيى الارياني- رئيسة مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية: أن ظاهرة تهريب الأطفال وجه مخيف لانتهاك فاضح لحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص ، مبينة إن هذا الانتهاك له خلفياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجغرافية. وأضافت: "أنها تفرض على الطفل تحديات هو غير مهيأ لها لا جسدياً ولا نفسياً كما أنها تضيف أعباء جديدة على الدولة فتزيد من أعداد الأميين والمتسربين من التعليم وتزيد عدد الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية ونفسية نتيجة لوجودهم في بيئة غير حامية لا تتوفر فيها ابسط حقوق الطفل". وقالت رئيسة المؤسسة: أن اللجنة الدولية لحقوق الطفل تحدثت في توصياتها عن تقرير اليمن الأخير حول مستوى الإنجاز للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها اليمن، مشيرة إلى أن اللجنة شددت على ضرورة التوعية بمخاطر التهريب وأثارها السلبية، مؤكدة أن مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية كشريك للحكومة تجاه الطفل وتلبية منها لتوصيات اللجنة الدولية لحقوق الطفل هرعت إلى ابتكار وسيلة جديدة ومحببة للطفل للتعرف على حقوقه ومعالجة قضاياه. وأوضحت: أن الحكاية المروية والمرئية لها أثرها البالغ على المتلقي كما أن أفلام الكرتون تغزوا عالم الصغار اليوم وتحتل قمة اهتماماتهم ولهذا اختارت المؤسسة إنتاج الأفلام الكرتونية كوسيلة للوصول إلى عالم الأطفال.. وكان فيلم «عودة احمد» التوعوي بمخاطر التهريب هو باكورة أعمال المؤسسة الكرتونية والتي تتمكن من الاستمرار فيها حتى نغطي كافة حقوق الطفل. من جهتها أشادت مساعد الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية بمبادرة مؤسسة شوذب للطفولة والمتمثلة في باكورة إنتاجها من سلسلة أفلام الكرتون التي تعنى بحقوق الطفل، داعية باقي منظمات المجتمع المدني إلى التوعية بمخاطر تهريب الأطفال. وقالت جودفيلو: إن الأطفال هم صورة المستقبل ونجاحهم هو نجاح المستقبل اليمني، معربة عن تفاؤلها بالأطفال التي ترعاهم المؤسسة إذ أن الأطفال الذين على شاكلتهم هم في أيادٍ أمينة وسيتلقون تعليمهم وتأمينهم من خلال إتاحة فرص التعلم والتعليم والتنشئة الصحيحة. وأضافت إن أهداف مؤسسة شوذب للطفولة تنبثق من سعيها الدءوب إلى إيجاد مجتمع لا يعاني فيه الأطفال. وذكرت الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية أنها فخورة بهذه الأهداف ، مؤكدتا دعم كل أهداف نبيلة وسامية وذات مغزى إنساني وفي مقدمتها قضايا الطفولة. كما شددت كلمة منظمة اليونسف على أهمية تشجيع الأطفال وتمكينهم من المشاركة بآرائهم والتعبير عن وجهات نظرهم في كل ما يخصهم سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع. وقال ممثل اليونسف: أن مشاركة الأطفال ليست منة وإنما هي حق أساسي، وتعد مبادرة شوذب في إنتاج الفلم الكرتوني «عودة احمد» انجح الوسائل الفاعلة في نقل الرسالة للطفل وتزويده بالمعرفة. وعلى ضوء ذلك أوصى ممثل اليونسف بإتاحة الفرصة لمزيد من مشاركة الأطفال والتعبير عن أنفسهم منذ الطفولة المبكرة ومراجعة التشريعات والسياسات الوطنية لتحث على مزيد من مشاركة الأطفال، كذلك تخصيص الموارد اللازمة لبرامج الأطفال والحث على مبدأ الشفافية والمساءلة على مستوى متخذي القرار إضافة إلى تشجيع مبدأ تثقيف الأقران (من طفل إلى طفل) وبناء قدرات العاملين من الأطفال وتطوير أدلة تدريبية وتهيئة الآباء والمجتمعات المحلية حول مبدأ المشاركة وحقوق الطفل ، والعمل على إيجاد مدارس صديقة للطفل والاستفادة من وسائل الإعلام لرفع الوعي حول حقوق الطفل. واستعرض الفيلم حيثيات طفل يمني دفعه ولده للسفر الى خارج البلاد بعدما اقتنع بوجهة نظر أحد مهربي الأطفال بأن الطفل سيعمل من أجل مساعدته وكسب ا لمال لكن سرعان ما تبددت تلك الآمال عندما اكتشف الاب أنه دفع بإبنه الى الهلاك بحرمانه من كثير من الأمومة والطفولة فضلا عن استدراكه للمخاطر والمآسي التي يمكن أن تعرضه لفقد الحياة ونعمتها. جدير بالذكر أن فيلم"عودة أحمد" مدته 20 دقيقة، وقد بلغت كلفته نحو 30 ألف دولار بتمويل مشترك بين المؤسسة ومنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف)، ويندرج في سياق النشاطات التي تنفذها «شوذب» في حماية الأطفال وتوفير حياة آمنة لهم ومن ذلك التوعية بمخاطر مشكلة تهريب الأطفال. فليم "عودة أحمد" ، من تأليف عبد الرحمن عبد الخالق ورسوم رفاء الأشول، يدور حول حكاية واقعية عن طفل يضطر والده تحت ضغط الفقر، إلى تسليمه لتاجر يمارس تهريب أطفال إلى السعودية. ويشارك فيه في الأصوات عدد من الأطفال إلى جانب الممثل نبيل حزام وتولت شركة اخناتون المصرية مهمة المنتجة الإلية له، يعرض طبيعة المعاناة التي يلاقيها احمد ورفاقه أثناء عملية تهريبهم ، كما يسلط الضوء على استخدامهم في أعمال لا يجيزها القانون كالتسول؛ إلا أن الظروف القاسية التي يواجهها احمد، تدفعه إلى الهرب والعودة إلى الديار. كما أن هناك تنسيقات جارية بين المؤسسة ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل، لتسليم مؤسسة شوذب مركزا في مطار صنعاء لاستقبال الأطفال الذين ترحلهم السلطات السعودية وذلك في إطار توجهات الحكومة إسناد بعض المؤسسات إلى منظمات المجتمع المدني يشار إلى أن السلطات اليمنية والسعودية كثفت مؤخرا جهودها للحد من أعمال تهريب الأطفال كما تم رفع مستوى التعاون بينهما في هذا الجانب ومن ذلك إعلان البلدان عزمهما تنفيذ دراسة مشتركة عن مشكلة تهريب الأطفال.