دعت الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – إلى ضرورة حماية المكتسبات الوطنية والديمقراطية والوحدوية، بتضافر الجهود بين السلطة ومؤسسات المجتمع المدني في إطار مشروع وطني شامل للنهوض بمستوى الوعي الحقوقي في الاتجاه الذي يتزامن مع مشروع تنموي نهضوي ينهض بالأطراف والمناطق النائية حتى لا تغدو عرضة لاستغلال معاناتها وتوظيفها في اتجاه لا يخدم النهوض الحضاري للوطن. وأكد في الوقت نفسه وقوف اتحاد الأدباء بحزم مع القيم الديمقراطية والشرعية الدستورية وحماية المكتسبات الوطنية والديمقراطية والوحدوية الشاملة. فيما وجه بعض المشاركين انتقاداً لعدد من الصحف الرسمية والأهلية التي لم تفلح في مواكبة الحدث. جاء ذلك على هامش ندوة (دور الثقافة والأدب في تدعيم وتجسيد الوحدة والديمقراطية) التي نظمها فرع اتحاد أدباء صنعاء، وشارك فيها عدد من الكتاب والشعراء وفي طليعتهم الدكتور عادل الشجاع – أستاذ النقد الحديث، والكاتب إبراهيم طلحة والكاتب/ سلطان عزعزي وعدد آخر من النخب الثقافية اليمنية. وتناول المتحدثون دور الثقافة والإبداع في تدعيم الوحدة والديمقراطية والتأسيس لحرية الرأي وكذلك إلى الأدوار النضالية الريادية والفاعلة للشخصيات الثقافية والأدبية والمؤسسات المعنية وعلى رأسها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي كان له ولقيادته دوراً ريادياً منذ العقود الأولى من القرن الماضي في تجسيد أهداف ومبادىء الوحدة. وفي الندوة التي أدراها الأديب/ محمد القعود – رئيس فرع اتحاد أدباء صنعاء- استعرض القعود الأدوار والمحطات النضالية التي لعبها الكثير من السياسيين والمفكرين في سبيل العمل على إشاعة روح التئام النسيج اليمني أبان التشطير البغيض. وأشار إلى أن فترة الثلاثينات أبان ما كان يعرف بالحركة الوطنية أنخرط الكثير من الوطنيين أمثال الحورش وأحمد المروني وغيرهم، منوهاً إلى أن دور اتحاد الأدباء في فترة الأربعينيات في تكريس القيم الوحدوية في ظل الصراعات بين الشطرين، مبيناً أن الإتحاد كان المظلة لدى الكثيرين الذين فروا من بطش الأنظمة التي سادت آنذاك، فكان أي أديب يلجأ إلى الإتحاد فهو آمن باعتباره الملاذ الكبير لمعاني وأسس الوحدة ووطد لأهدافها خلال مسيرته النيرة وعمل بالكلمة على إنصاف كل من فروا من الثوار. من جهته قال أحمد ناجي أحمد – الأمين العام المساعد لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين: إن مناسبة إحياء الاتحاد لهذه لندوة تتزامن مع العيد السابع عشر للوحدة يُعد المدخل الثقافي نحو وسيلتنا في النضال ومن أجل تطوير مكتسباتنا الوطنية والديمقراطية. وذهب أحمد ناجي إلى الاعتقاد بأن أبرز المهمات في المرحلة الحاضرة تكمن في تأكيد الوحدة الوطنية بوصفها صمام أمان لرسو القيم الوحدوية والديمقراطية. وأشار أحمد ناجي في هذا السياق إلى أن دور مؤسسات المجتمع المدني ضروري ومهم في تعميق ثقافة المجتمع المدني وتجسيدها في الوعي المجتمعي للشعب، مضيفاً: وعليه فإن إن تعزيز التحول الديمقراطي إنما يتم من خلال تعميم ثقافة السلام ونبذ العنف والتأكيد على الوحدة الوطنية وأن ذلك لن يتأتى ما لم يكن المجتمع المدني الفاعل والمتماسك والايجابي متمتع بقدر كبير في النهوض بمسؤولياته في تثبيت دعائم الوحدة اليمنية بمحتواها الديمقراطي. وشدد أن هذه المكتسبات بدون قيام المجتمع المدني العمل على القيام بمسؤولياته في حماية الوحدة ودعمها وتطويرها فإن الأخطار قد تهدد كيانها وفي مقدمة هذه الأخطار العنف والتطرف الذي يستهدف وضع العقبات أمام نهوض الوطن وتقدمه، مؤكداً وقوف اتحاد الأدباء بحزم مع القيم الديمقراطية والشرعية الدستورية في الوقت الذي يؤكد الاتحاد على ضرورة حماية المكتسبات الوطنية والديمقراطية والوحدوية، وأن ذلك لم يتحقق ما لم تتضافر الجهود المكثفة بين السلطة ومؤسسات المجتمع المدني في إطار مشروع وطني شامل للنهوض بمستوى الوعي الحقوقي في الاتجاه الذي يتزامن مع مشروع تنموي نهضوي ينهض بالأطراف والمناطق النائية حتى لا تجعلها عرضة لاستغلال معاناتها وتوظيفها في اتجاه لا يخدم النهوض الحضاري للوطن. كما شدد على تعميم ثقافة الحريات والحقوق المدنية كضرورة أساسية ومهمة ملحة ينبغي القيام بها عاجلاً وبدون تأجيل لانتصار ثقافة السلام والتسامح كأهمية ستعمل على تعزيز الهوية الوطنية والديمقراطية القائمة على مبدأ الولاء الوطني صمام الأمان في مواجهة كل التحديات وتجاوز الصعوبات المستقبلية. وفي مداخلة أخرى أنتقد الدكتور عادل الشجاع – أستاذ النقد الحديث صحف رسمية وأهلية لعدم مواكبتها بالقدر المطلوب لحدث كالوحدة اليمنية وخص بالذكر صحيفة الثورة الرسمية حجبها للملحق الثقافي، والذي قال أنها من المفترض أن تصدر الملحق كون البعد الثقافي للوحدة أساس الفكر والعمق الأيديولوجي، وعبر عن أسفه أن ينحصر تكريس هذه الصحف للوحدة من خلال المدخل السياسي. وأضاف : إننا عندما نتحدث عن الوحدة لا نتحدث عما تستحقه الوحدة بثقافتها وفكرها ولهذا فهي تسير ببطء على عكس التطرق عنها سياسياً،. ونوه الشجاع إلى أنه عندما غاب المثقف عن أحداث 1993م وجد الحزب الاشتراكي فرصة أن يقرأ واقع الأحداث والمتغيرات قراءة خاطئة، وبسبب هذه القراءة الخاطئة أنتجت غياب المشروع الثقافي وغياب المثقف وتحولنا إلى فرق وأحزاب من شعراء إلى قاصين إلى كتاب الخ... بدوره الكاتب إبراهيم طلحة قال: إن القيمة المعنوية للمفهوم الوحدوي لم تصل إلى الوعي العقلي كما وصلت إلى الوعي الوجداني ، ويرى طلحة أن كثيراً من القصائد والكتابات التي تحدثت عن أدب الوحدة تحت أي مسمىً لم تكن دائماً في ذروة الشاعرية المنصوص على حدودها بقدر ما مثلت وجهة نظر وبداءات رأي تتمحور حول السياقات العامة لنظرية الوحدة بوصفها ضرباً من ضروب الإنجاز الوطني. وأستطرد: ليس حديثنا حول حقيقة المنجز أو مجازيته، فالحدث الوحدوي تم واستوى منذ توحيد أشطر دول الشمال والجنوب أو الشرق والغرب في تسعينات القرن الماضي، إنما حديثنا حول ضرورة تأسيس أدبٍ وحدوي مختلف، أدبٍ لا يدعو كعادة المبالغين – إلى الوفاق ولا يستخدم في الوقت نفسه لغة انهزامية، بل يكون أدب خلاق الاختلاف أولاً وأخيراً. وأكد في ورقته على أن تتفاصل أدوار المثقفين بإيديولوجياتهم ومسلمات معتقداتهم الفكرية والمذهبية في اتجاهات العمل والتطبيق وأن يرتبط الأديب هذا أو ذاك بالوحدة المباشرة وليست الوحدة التي توحي أن المنظومة الوحدوية أو التي أوهن من بيت العنكبوت. من جهته سلطان عزعزي- الكاتب والأديب- طالب بتكريم الاتحاد بدرع الوحدة باعتباره ظل على مدار مشواره النضالي يعمل على تعميق أواصر الوحدة والوئام بخطاب راقيً بعيداً عن لغة التعصب والمناطقية والسلالية .