في ظل الترقب الذي تنتظره سوريا بعزم الولاياتالمتحدةالأمريكية تنفيذ ضربة عسكرية بعد استخدام النظام السوري سلاحا كيمياويا على المدنيين في غوطة دمشق الأربعاء؛ أصبح الاهتمام بالوضع السوري شاملا ً لكل البلدان العربية والأجنبية نظراً لخطورة هذه الحرب واحتمالات نتائجها. في اليمن انقسم الناس إلى طوائف شتى، بين من يرى أن التدخل العسكري في سوريا أصبح أمراً لا بد منه، إذا يعد آخر الحلول بالكي، وبين من يعتقد أن هذا تدخلاً سافراً في الشأن السوري الداخلي. فريق ثالث لا يهمه سوى ما هي نتائج هذه الحرب ويبدون تخوفهم الشديد من احتمال كبير لتعرض عشرات الآلاف من المدنيين للقتل والتشريد. أبرز من يعترض على الضرب الأمريكي لسوريا هم جماعة أنصار الله (الحوثيين) الجماعة التي تعد حليفاً قوياً لإيران وسوريا، حيث أدان المجلس السياسي لجماعة الحوثي التحشيد الأمريكي والإسرائيلي المتآمر ضد الجمهورية العربية السورية باستخدام القوة. واعتبروا في بيان حصل (إرم) على نسخة منه- أن الخطوة الأمريكية تهدف إلى تركيع المنطقة بالكامل لإسرائيل وكسر شوكة المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان وبقية شعوب المنطقة. واستنكر البيان "الصمت المطبق لبعض الدولة العربية، داعيا أبناء الشعب اليمني إلى الخروج بمسيرات شعبية واسعة يوم الجمعة لرفض العدوان على سوريا". من جهة أخرى يرى الكثير من اليمنيين أن التدخل الأمريكي ليس من أجل الشعب السوري، ولكن من أجل مصالح خاصة بالولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة. ويقول المحلل السياسي الدكتور محمد جميح، إن الغرب لو كان صادقا لتدخل في سوريا قبل مقتل 100 ألف سوري، وتدمير سوريا على رؤوس أهلها. وأضاف جميح في حديثه ل (إرم): "بشار مجرم، غير أن ضرب نظامه من قبل الغرب ربما سيجعله يستعيد بريقه مقاوماً". ومع ذلك يؤكد جميح: " أن الخيارات في سوريا صعبة، كل خيار أصعب من الآخر". ويوافقه في الرأي نائب رئيس تحرير مجلة المنتدى حسن الحاشدي إذ يؤكد أن "التدخل الأمريكي في سوريا لم يأت إلا بعد أن دُمرت سوريا بسلاح الأسد وإيران وحزب الله، وقُتل عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف". ويضيف الحاشدي في حديثه ل (إرم): التدخل الأمريكي لم يكن إلا لمصالح أمريكية وصهيونية، وإلا أين كان الغرب قبل عامين إن كانوا صادقين". من جهته يرى الصحافي رياض الأحمدي أن "بشار الأسد شرطي الولاياتالمتحدة وإسرائيل وحان القبض عليه بعد استخدامه سلاحا محرما لتدمير سوريا وقتل عشرات الآلاف من أبنائها". وأضاف ل (إرم): "سوريا أصبحت في حكم البلد المدمر، عن طريق الأسد أو أمريكا، وقد يكون القاتل الأمريكي بالزي الرسمي الذي يخجل من الإحراجات والمواثيق الدولية أقل دموية من القاتل الطائفي المجند بأقنعة أخرى". ولذلك يؤكد الأحمدي: "أن التدخل الأمريكي أقل سوءا، كون واشنطن ستتحمل المسؤولية التاريخية لما بعد عملية التدخل العسكري". أما الناشط الحقوقي موسى النمراني فيرى أن "أمريكا متدخلة في سوريا منذ البداية". ويؤكد لموقع: أن "الموضوع الآن متعلق بشركات ومصانع السلاح الأمريكي أكثر مما هو متعلق برد أخلاقي على جرائم النظام السوري". أما الباحث السياسي غائب حواس فيرى "أن الضرب على سوريا حاصل منذ ثلاثة أعوام". ويضيف حواس في حديثه ل (إرم): نحن مع الشعب السوري ضد نظام الأسد الفارسي، وضد التدخل الفارسي والروسي والغربي". في حين تعتقد الدكتورة حنان البيضاني أن "هذا التدخل في سوريا سيكون الأبرياء هم الضحايا". وتؤكد البيضاني ل (إرم أن "بشار مجرم بدون شك، لكننا لا نريد أن يكون لدينا عراقاً جديداً".