كشف الشيخ العلامة عبد الله بن بية عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاتحاد شكل وفدا برئاسة رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي للتوسط بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإنهاء حالة الحرب الدائرة بين الطرفين، والسعي للمصالحة بين الحكومة وقوى الحراك الجنوبي اليمني أيضا. لكنه أوضح في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الأحد 17-1-2010 أن بدء عملية الوساطة سيكون "رهنا بموافقة الحكومة اليمنية أولا"، معتبرا أن البدء بالتواصل مع الحكومة هو "المنهجية الصحيحة للتحرك نحو إنجاز الوساطة والمصالحة". وقال العلامة عبد الله بن بية أن المجلس التنفيذي لاتّحاد علماء المسلمين قرر خلال اجتماعه يوم الجمعة 15/1/2010 في العاصمة اللبنانية بيروت، وبرئاسة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وحضورِ أعضاء المجلس، القيامَ بوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإنهاء حالة العنف القائمة هناك، والسعي للمصالحة بين الحكومة وقوى الحراك الجنوبي اليمني أيضا. وبين أنه تم بالفعل "تشكيل وفد للوساطة برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، وعضويتي (الشيخ عبد الله بن بية) وفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، وسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي (مفتي سلطنة عمان)، والدكتور محمد على التسخيري والدكتور علي القره داغي". وأوضح العلامة بن بية أن الوفد لن يتوجه إلى اليمن إلا بعد موافقة الحكومة اليمنية، مشيرا إلى أن هناك "اتصالات ستجري مع الحكومة في غضون الأيام القادمة" لهذا الهدف. الخطوة الأولى وشدد على أن المجلس التنفيذي للاتحاد "ليس في نيته أن يتدخل فيما ليس مرغوبا أو مطلوبا"، مضيفا: "وبالتالي فالخطوة الأولى ستكون الاتصال بالحكومة اليمنية لمعرفة ما يمكن أن يقوم به اتحاد العلماء لإصلاح ذات البين وإشاعة الوئام والسلام بين مختلف الأطراف". وحول إذا ما كان لديهم مخطط للاتصال بالحوثيين وبالحراك الجنوبي أيضا لمعرفة مرئياتهم للمصالحة، أكد بن بية مجددا أن "الخطوة الأولى هي (التواصل مع) الحكومة اليمنية ثم في حال موافقتها سيكون التحرك على المراحل الأخرى للاتصال بكافة الأطراف". وأوضح أن "البداية بالحكومة هي المنهجية الصحيحة للتحرك لنرى كيف يمكن أن نساعد على حل ما يعاني منه اليمن من أزمات"، مشددا أنه "ليس لدى اتحاد العلماء حلول سحرية لأزمات اليمن، ولكن لديهم الرغبة الطيبة والنية الصادقة على الحل". وحول توقعاته لرد الحكومة اليمنية، قال بن بية: "الأخ عبد الهادي أواج رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا كان في اليمن قريبا -في زيارة لم تكن بعيدة عن الاتحاد- والتقى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وبعض العلماء هناك للحديث عن معالجة قضية الحوثيين، وكانت هناك مؤشرات إيجابية". وكان المجلس التنفيذي لاتّحاد علماء المسلمين قد قرر عقب اجتماعاته التي عُقِدت يومي الخميس والجمعة الماضيين في العاصمة اللبنانية بيروت، وبرئاسة الشيخ القرضاوي وحضورِ أعضاء المجلس، القيامَ بوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإنهاء حالة العنف القائمة هناك، وفق مصلحة اليمن وشعبه. وقرّر الاتحاد السعي في المصالحة بين الحكومة والحراك الجنوبي هناك؛ حرصًا على وحدة اليمن وتجنيب المنطقة شرّ التدخل الدولي الذي قد يجد مصلحةً في أن يكرّر مع اليمن ما جرى في العراق، بأسلوب أو بآخر. واستمع المجلس أيضا في إحدى جلساته إلى تقرير من عبد الهادي أواج رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا، حول جولة قام بها، في المملكة العربية السعودية واليمن وإيران، بشأن معالجة قضية الحوثيين. وكانت المعارك القتالية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي قد بدأت في أغسطس الماضي بمدينة صعدة الجبلية الواقعة على الحدود مع السعودية، في تجديد لصراع اندلع لأول مرة عام 2004 على خلفية رفض الحوثيين الاعتراف بالسلطة الحالية، ومطالبتهم بإعادة الإمامة الزيدية التي أطاح بها انقلاب عام 1962؛ بسبب ما يقولون إنه إهمال من السلطة لتلبية احتياجات مناطقهم من مشاريع التنمية، على حد قولهم.