هدد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المتمردين الحوثيين في صعدة شمالي اليمن بحرب جديدة، في حال عدم التزامهم بتطبيق بنود الحكومة الست الخاصة بوقف العمليات العسكرية والتي يجري الاشراف على تنفيذها حالياً.. وقال خلال محاضرة لطلاب من محافظة صعده بجامعة صنعاء: "إن على المتمردين الحوثيين أن ينفذوا البنود الستة المعلنة ويلتزموا آليات تنفيذها دون تسويف". وأضاف الرئيس: "لقد أعلنت الدولة ستة شروط لإنهاء الفتنة وإحلال السلام والتزم الحوثيين بشروط الدولة ونحن مع السلام وكفانا فتن وتخريب وتدمير لليمن". وقال: "إذا أردتم أن تكونوا قوى سياسية طبقاً للدستور والقانون فالدستور والقانون يكفل ذلك". واتهم صالح خلال المحاضرة الحوثيين بالعمل على نشر المذهب الاثني عشري، قائلا إنه "لا يوجد خلاف بين أبناء الشعب اليمني، وهذا فكر مستورد يراد فرضه علينا، ونحن لسنا ضد الأثني عشرية في إيران أو في أي مكان آخر فهذا مذهبهم".. مضيفا " لكن نحن منذ تربينا وترعرعنا في هذا الوطن ونحن نعرف انه لايوجد أحد يكره الطرف الآخر لأنه يؤمن بهذا المذهب الإثني عشري". ولفت إلى أن من رفعوا شعار "الموت لأمريكا أو لإسرائيل" هم في الحقيقة رفعوا شعار الدمار لصعدة والموت لأبنائها وأبناء القوات المسلحة والأمن. وتساءل:" أين أمريكا وإسرائيل منهم؟.. فبيننا وبين كل منهما آلاف الأميال، ولهذا من رفع ذلك الشعار الكاذب والباطل رفعه للتضليل على بعض الشباب والمواطنين البسطاء لاستقطابهم نحو إشعال هذه الفتنة التي استهدفت تدمير القرى والمصالح العامة والخاصة وسفك دماء أبناءنا وأخواتنا وشيوخنا وشبابنا في محافظة صعدة". وأردف قائلا:" ولهذا نحن نعبر عن أسفنا لهذه الخسائر المادية والبشرية سواء كانت من منتسبي الجيش والأمن أو من المواطنين الرافضين للفتنة أو من الذين رفعوا ذلك الشعار المضلل وخرجوا عن الشرعية ورفعوا السلاح في وجه الدولة وأعلنوا العصيان والتمرد في صعدة، فجميعهم في نهاية الأمر من أبناء الوطن، وسفكت دمائهم دون سبب سوى التكبر والأنانية والسخافة والعنصرية غير المقبولة التي يتبناها البعض للسعي إلى أن يجعلوا من أنفسهم مواطنين درجة أولى وبقية مواطني الجمهورية اليمنية مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة". وأكد أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات. وقال:" نحن مواطنون لا فرق بين أسود وأبيض ولا بين هاشمي وقحطاني، فنحن أمة واحدة، وأية أطروحات لإيجاد فروق بين المواطنين إنما هي عنصرية مقيتة مرفوضة دائما، وقد رفضها شعبنا عندما قام بثورته في ال 26 من سبتمبر في عام 1962م وأعلنها أمة واحدة متساوية في الحقوق والواجبات". وأضاف:" نحن نرفض أن يمارس أي إنسان ممارسات عنصرية ضد فئة معينة في المجتمع، ويحاول إيجاد فروق من خلال الادعاء بأن هذا هاشمي وهذا قحطاني، فهذا مرفوض، ونحن أمة واحدة نؤمن بالخالق عز وجل ورسوله الكريم، وشعارنا دوما نحن أمة واحدة متعايشين دون أي تفرقة أو نعرات مقيته، وهذا ما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف واستوعبته المناهج والمقررات الدراسية للتربية الإسلامية التي أعدها نخبة من كبار العلماء وتدرس في مدارس الدولة". وحيال ألأحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية، قال صالح: "الانفصاليون أشعلوا الفتنة في حرب صيف عام 1994 وقدمنا خلالها شهداء وخسائر مادية ومعنوية، نتيجة تلك الفتنة والتعصب الأعمى لأولئك الذين جاؤوا إلى الوحدة للنجاة بجلودهم والفرار من مصير محتوم كان ينتظرهم كما حدث في رومانيا لتشاوشيسكو(الرئيس الأسبق نسقولاي) وزوجته". وخاطب شركائه في الوحدة الذي أصبحوا يدعون للانفصال: "جربناكم في الحكم ودخلتم الحكومة وترأستم رئاسة الوزراء فماذا حققتم من انجازات للوطن؟ لاشيء سوى نهب الخزينة العامة، فقد كان لدى اليمن احتياطي قبل حرب صيف 1994 يقارب حوالي أربعة مليارات دولار فنهبوها فتراجع الاحتياطي إلى 90 مليون دولار"، مضيفا و"الآن يتباكون على اليمن ويذرفون دموع التماسيح ويحرضون ضعفاء النفوس والجهلة على إذكاء نار الفتنة ونشر بذور الحقد والكراهية والفرقة والشتات بين أبناء الشعب اليمني الواحد ظنا منهم أن ذلك قد يسهل لهم تنفيذ مشروعهم التآمري لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء". وقال أن الشركات النفطية لما جاءت للعمل في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد الوحدة جاءت "بعد أن تأكدت من أن وحدة اليمن قائمة وجاءت للتنقيب عن النفط في هذه المحافظات لإدراكها أنها ستأتي إلى دولة مستقرة وآمنه وليس إلى نظام دموي انقلابي ينفذ كل أربع أو خمس سنوات وجبات وتصفيات دموية للبشر ونتذكر مجزرة 13 يناير وهي أم المجازر والآن هناك من استمرأ سفك الدماء يرفع الشعار الأخضر على أكتافه.. مش كان أفضل له يرفع الشعار الأخضر والراية البيضاء زمان قبل أن يسفك دماء الناس، وآخر يرفع شعار الجنوب العربي ويريد أن يسلخ جنوباليمن من يمنيته ويريد أن يسلخه من جسمه فهذه قوى فاشية ورجعيه وهي فعلاً قوى رجعية اعتادت على نهج التأمر والتصفيات والمشاريع التآمرية". وقال: "أنا أقول ليس الرجعيين الأماميين، أيضا هؤلاء الماركسيين الرجعيين المتخلفين رجعيين متخلفين لا يفهمون، تبرمجوا من يوم ما جاءت الماركسية أيام المد الشيوعي على هذا الكيف وتكيفوا على هذا الأسس، ليس لديه استعداد أن يسمع أو يفهم الآخر وليس لديه حل.. وكل من يقول له في مشكلة في اليمن، فما هي المشكلة؟.. المشكلة فيك أنت، وهناك من يتذرع بعدم استشارته وعندما نستشيره – لا نجد لديه ما يفيد لأن فاقد الشيء لا يعطيه". وحول ملف صعدة، ولكن من جانب آخر، أمهلت اللجنة الأمنية العليا، المعنية بوقف الحرب في شمال اليمن، الحوثيين 12 يوما لتنفيذ كامل بنود الاتفاق الموقع بهذا الشأن. وقال رئيس لجنة الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، العميد محمد الحاوري: إن اللجنة أنجزت البند الأول من الاتفاق بنسبة كاملة، فيما تبدأ اليوم المرحلة الثانية، وتشمل استلام الأسلحة والمعدات والآليات المنهوبة والأسرى الموجودين لدى الحوثيين. وكشف الحاوري، عن رسالة وجهتها اللجنة الأمنية العليا للحوثيين، تضمنت مهلة جديدة لإنجاز ما بقي من بنود الاتفاق بحلول العاشر من مارس الحالي، وذلك في مدة لا تتجاوز 12 يوما اعتبارا من يوم السبت الماضي، وأوضح أن اللجنة أشرفت على عملية وقف إطلاق النار وفتح الطرق ونزول المتمردين من الجبال وإنهاء التمترس ونزع الألغام ضمن مهمات المرحلة الأولى، نافيا حدوث أي خروق في منطقة عمل لجنة الشريط الحدودي، إلا أنه أكد وجود تباطؤ من المتمردين في إنجاز الشروط التي تضمنها قرار وقف العمليات العسكرية.