الإيطالية ، تقبع شواطئ الأحلام والجمال، مدن الألوان والفن، حيث يعانق البحر الجبال الخضراء ، المزدانة بقناديل الليمون، التي تحتضن أجمل المنازل والقصور لتشكل لوحات فنية فريدة في إبداعها وتشكيلها وألوانها ، هنا حيث استلهم الفنانون أشهر أعمالهم ، وأبدع الأدباء أبرز روائعهم. على خليج ( ساليرنو) يقبع هذا الشاطئ الزمردي الذي يمتد من مدينة (سورينتو) حتى مدينة (ساليرنو)، ويعتبر من وجهة نظر الايطاليين واحداً من أشهر الشواطئ الأوروبية جمالاً بتركيبته الفنية المتمايزة عن أي مكان قد يماثله في العالم ، خصوصاً طريقه المتعرج الذي يصل أول الخليج بآخره متسلقاً الجبل في بعض الأماكن، ومنحدراً عنه في أماكن أخرى ، ما يعطي السائح فرصة إطلالة ساحرة خلف كل منعطف فيه ،وكأنه يزور مع كل انحناءة مدناً وعوالم جديدة. هذه المنطقة تقدم كل التناقضات على طبق من أشهى المأكولات الإيطالية المشبعة بالسياحة الحقيقية التي لم تكتشف قبل العام 1900 م إذ كانت في ما مضى منطقة مهجورة إلا من سكانها الأصليين الذين طالما واجهوا صعوبات في التحرك ، من مكان إلى آخر بسبب وعورة الطريق الجبلي. ومع ازدياد وعي الحكومة الإيطالية للمخزون السياحي الكامن في هذه المنطقة ، خصوصاً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية باشرت أعمال الحفر والبناء والتشييد لإعمار أهم المراكز السياحية في ايطاليا . مهما اختلف تصنيف السائح للرحلة الأكثر تميزاً وإمتاعا ، فعلى هذا الشاطئ سيجد ما يناسبه. فإذا كانت رغبته الراحة والاسترخاء بعيداً عن أعباء الحياة وضجيجها فالملجأ مناسب له ، كما أن بلدة (رافيلو) المتربعة على قمة الجبل بعيداً عن ضوضاء الساحل والشواطئ المكتظة بالسواح تعتبر أكثر مدن شاطئ (أمالفي) أرستقراطية وفخامة. حتى في أكثر أيام الصيف إكتظاظاً تكون الأكثر هدوءا ،حيث تشرف على مناظر طبيعية فالبحر الفيروزي يسبح عند أقدام الجبل الأخضر الذي يحضن أشجار الليمون ذات الحجم الأسطوري. وبعيداً عن هذا الهدوء الصاخب بجمال الطبيعة تقع بلدة (أمالفي) التي كانت تعتبر عاصمة التجارة البحرية بين القرنين التاسع والثاني عشر، أما اليوم فهي لا تقدم للسائح أكثر من بضعة مطاعم ومقاه تتوزع في وسط البلدة مع بعض المحلات التجارية في ساحة «دومو» العربية النورماندية حيث يحلو لشباب البلدة والسواح التجمع في أمسيات الصيف والاستمتاع بالمثلجات الايطالية على أنغام العازفين الجوالين. أما الطرف الغربي من الشاطئ فيتميز بالحركة والنشاط خصوصاً في (بوسيتانو) الصغيرة التي تتسلق الجبل من البحر على شكل طريق متعرج وضيق يعبر البلدة ويخدمها إضافة إلى طرقات أخرى فرعية خاصة للمشاة تنحدر إلى البحر على شكل درجات وتتوزع على جانبيها المنازل والمحلات التي تعرض منتجاتها. وباتجاه مدينة نابولي وبعيداً عن أجواء السياحة البحرية ، ترقد مدينة بومباي ، الأثرية الغارقة تحت رماد بركان فيزوف منذ العام 79 م التي رفعت الأنقاض عنها في العام 1750م ، فبدت وكأنها مدينة تم تحنيطها أو تجميدها عبر الزمن.