تنحى الرئيس المصري حسني مبارك أمس عن الرئاسة في مصر مسلما السلطات إلى الجيش ومنهيا ثلاثة عقود من الحكم الانفرادي بعد ضغوط متزايدة من الجيش والاحتجاجات المطالبة برحيله. وأوضح عمر سليمان نائب الرئيس إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيدير شؤون البلاد. ووعد بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في سبتمبر القادم. من جانبه أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في بيان أصدره ليلة أمس، انه لن يكون بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب المصري. وقال البيان: انه «أمام مطالب شعبنا العظيم في كل مكان بإحداث تغييرات جذرية، فان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتدارس هذا الأمر وسيصدر لاحقاً بيانات تحدد الخطوات والإجراءات والتدابير التي ستتبع، مؤكداً انه ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب». ووجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في بيانه الذي تلاه الناطق باسم المجلس وبثه التلفزيون المصري، « كل التحية والإعزاز لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لحرية وامن بلدهم». كما وجه « التحية والتقدير (للرئيس محمد حسني مبارك ) على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن». وفي ردود فعل دولية اكد الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الجيش تصرف بمسؤولية في مصر ويجب ان يضمن الآن انتقالا يحظى بالمصداقية. المتحدث بأسم القوات المسلحة يلقي بيانا بعد التنحي واوضح ان الجيش المصري يجب ان يرفع قانون الطوارئ ويحدد مسارا واضحا لانتخابات حرة.. مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة ستكون صديقة وشريكة لمصر ومستعدة لتقديم اي مساعدة ضرورية للانتقال للديمقراطية. وأكد البيت الأبيض انه شاهد لقطات تلفزيونية للقاهرة بعد تنحي مبارك. ووصف جو بايدن اللحظة بأنها لحظة «محورية» في تاريخ مصر والشرق الأوسط. وصدرت من أوروبا مؤشرات على الحذر موجهة إلى الحكام العسكريين الجدد لمصر. وأكدت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن الاتحاد الأوروبي يحترم قرار الرئيس حسني مبارك أمس. بتخليه عن السلطة يكون قد استمع لصوت الشعب المصري وفتح الطريق أمام إصلاحات أسرع وأعمق. وأضافت: من المهم الآن أن يتم الإسراع بحوار يقود إلى حكومة موسعة تحترم تطلعات الشعب المصري وتحقق له الاستقرار. من جانب آخر أشار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى انه يتعين أن يحدث تحرك إلى حكم مدني وديمقراطي في إطار عملية الانتقال المهمة هذه نحو مصر منفتحة وديمقراطية وحرة.» بينما دعا بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة مصر أن تجري انتخابات حرة ونزيهة الآن. في غضون ذلك قال مسؤول إسرائيلي رفيع: إن إسرائيل تأمل ألا يؤدي تنحي مبارك إلى أي تغير في علاقاتها مع القاهرة. كما أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من احتمال أن ينأى من يأتون بعد مبارك بأنفسهم عن معاهدة السلام بين البلدين وهي واحدة من الأركان الأساسية للدبلوماسية في الشرق الأوسط لكنها لا تحظى بالقبول لدى كثير من المصريين. وأشار المسؤول إلى انه من السابق لأوانه توقع كيف سيؤثر (التنحي) على الأمور. وأضاف: « نأمل أن يحدث التغير إلى الديمقراطية في مصر بدون عنف وان تبقى اتفاقية السلام.». كما دعت المستشارة الألمانية مصر إلى احترام معاهدتها مع إسرائيل، داعية المسؤولين عن البلاد ضمان أن تكون التطورات «سلمية ولا رجعة فيها.» ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية المصري عمرو موسى الانتفاضة الشعبية المصرية بأنها «ثورة بيضاء» ستتيح فرصة أمام الشعب المصري، مشيراً إلى انه سيساعد على بناء توافق وطني في بلاده. وأعربت الإمارات العربية المتحدة عن ثقتها في الحكام العسكريين الجدد في مصر. وفي روسيا قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: «نأمل أن تساعد التطورات الأخيرة في استعادة الاستقرار والعمل الطبيعي لكافة هياكل السلطة. ونأمل أن تبدي الحكومة والمعارضة أيضا الرغبة في استقرار الوضع».