قتل مفجرون انتحاريون تابعون لحركة طالبان الأفغانية 19 شخصا بينهم 17 فردا من قوات الامن يوم أمس في هجوم في اقليم قندهار بجنوبافغانستان محور جهود حلف شمال الاطلسي لتحويل دفة الحرب لصالح قواته. واستخدم المتمردون بنادق وقنابل وسيارة محملة بالمتفجرات في هجومهم على المقر الرئيسي لشرطة الاقليم في مدينة قندهار. وقال مسؤولون بالاقليم ان 15 شرطيا وضابط مخابرات قتلوا. وقالت القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في وقت لاحق ان عدد القتلى 19 بينهم مدنيان. وأضافت ان 49 شخصا اصيبوا بينهم 23 مدنيا وتسعة اطفال. واستمر الهجوم عدة ساعات حيث فتح مسلحون النار من نوافذ قاعة أفراح قريبة وفجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم. وقال التحالف الذي يقوده حلف الاطلسي ان سيارة ملغومة انفجرت قرب محيط مركز الشرطة. ويسلط الهجوم المنظم جيدا على هدف بارز للحكومة الضوء على القدرة التي يتمتع بها التمرد في جنوبافغانستان المعقل التقليدي لطالبان ومحور هجوم لحلف الاطلسي لاستعادة مناطق تخضع لسلطة موازية بقيادة طالبان. وسارعت قوات حلف الاطلسي وقوات افغانية للتعامل مع الهجوم حيث دوت اصوات الاعيرة النارية في انحاء المدينة. وقال حاكم قندهار ان مهاجما رابعا يرتدي سترة ناسفة اصيب جراء اطلاق النار عليه قبل ان يتمكن من تفجير نفسه وجرى اعتقاله من قبل الشرطة. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي في بيان امر فيه بتكثيف الوجود الامني في قندهار «اعداء افغانستان اظهروا مرة اخرى نيتهم الشريرة». واشادت الولاياتالمتحدة بالمكاسب الامنية في قندهار واقليم هلمند المجاور بعد هجوم العام الماضي لصد متمردين عن مناطق رئيسية على امتداد حدود افغانستانالجنوبية مع باكستان. وتعتزم واشنطن البدء في سحب بعض قواتها البالغ عددهم 100 الف جندي من افغانستان هذا العام. لكن اعمال العنف استمرت في التصاعد لتسجل أعلى مستوياتها مع اتساع نطاق التمرد من معاقله في الجنوب الى المناطق الشمالية والغربية التي كانت تنعم في السابق بالهدوء. وقندهار هي الموطن الروحي لتمرد طالبان العنيد الذي دخل عامه العاشر وتعد منطقة حيوية في جهود واشنطن في الحرب وسط تنامي الاحباط بين الرأي العام الامريكي. ويقوم عشرات الآلاف من جنود القوات الاجنبية والافغانية بعمليات «تطهير» في بعض المناطق الاكثر اضطرابا حول مدينة قندهار في حين شكلت الشرطة الافغانية التي يتولى تدريبها مدربون اجانب اطواقا امنية داخل المدينة. وفي حين شهدت المدينة تراجعا في الهجمات الكبيرة خلال العام المنصرم كثف المتشددون حملة اغتيالات تستهدف على وجه الخصوص شخصيات بالحكومة مما يعرقل الجهود الرامية لمد نفوذ الحكومة المركزية. وقتل مهاجم انتحاري يقود دراجة نارية نائب حاكم قندهار اثناء مغادرته منزله الشهر الماضي.