إن الأطفال هم روح الأسرة ..أملها ومستقبلها..الدم الجديد الذي يجري في عروقها ليصبح جيلاً يافعاً يخدم دينه ومجتمعه وأسرته. والأم غالباً هي الشخصية المنوطة بالعناية الصحية بالأبناء والقيام على إعداد الطعام وتقديمه لهم، وهي تحاول جاهدة أن تقدم لهم الأطعمة الغنية بكل مواصفات الغذاء الصحي، ولكن هل يطاوع الأبناء في ذلك؟ وغالباً ما يستجيب الطفل لأي شيء يرضي طموحه وأهواءه، إلا أن إقناعه بتناول الطعام الصحي السليم ليس بالأمر السهل ..! فالأطفال تجذبهم أصناف الحلوى المغلفة، والشيكولاتة، والآيس كريم، كما تجذبهم السلع الغذائية الشيقة المختلفة بألوان أغلفتها الجذابة، التي تنال في الغالب نصيباً كبيراً من الدعاية الموجهة لهم - للأطفال - خصيصاً . ولكن الأم الذكية برغبتها الأكيدة في توصيل النافع والمفيد من الغذاء لأبنائها؛ تستطيع أن تبتكر الحيل والأساليب الذكية لإقناع أبنائها بالغذاء الصحي . وعليها أن تستعين بالله تعالى، وأن تتحلى بالصبر والمرونة حيث أنها تتعامل مع أطفال صغار قد لا يدركون جيداً البعد الانتفاعي الغذائي في تناول الطعام . وإليك عزيزتي الأم .. مجموعة من الخطوات ذات الأثر الإيجابي التي تعينك في مهمتك : 1 - دعيهم يشاركوا : هذه أفضل طريقة تثير أطفالك وتجعلهم يتناولون الأطعمة الصحية، وهي أن تجعليهم يشاركوا في قرار اختيار طعام العائلة، وهذا يتضمن ذهابهم مع الأب والأم للتسوق، وإتاحة الفرصة لهم في اختيار الأطعمة بأنفسهم، ثم اتركيهم يساعدونك في رص الأطعمة المختلفة (خضر - فاكهة - أطعمة جافة) في أماكنها وأنت تبينين لهم أثناء ذلك فوائد كل صنف بأسلوب مرح ومتحمس. 2 - الطفل ينمو على التقليد :إ نها حقيقة تربوية يدركها كل من مارس تربية الأطفال، لذلك اجعليهم يقلدونك في سلوكك الغذائي السليم، وأتيحي لهم الفرصة ليشاهدوك وأنت تتناولين الفاكهة الطازجة أمامهم بكثرة وتظهرين استمتاعك بها، أو تحرصين على إعداد وتناول طبق السلطة مع كل وجبة غذاء، إن حالة الاستمتاع التي تظهرينها أثناء ذلك تجذبهم بشدة وتجعلهم يقلدونك في تناول الفاكهة والاستمتاع بها أيضاً . 3 - خففي ما يتناوله من حلوى : عند إعطائك الطفل علبة حلوى، حاولي أن تفرغي نصف محتوياتها، وافعلي ذلك كلما اشتريت له شيئاً، إن ذلك سيخفف من ضرر هذه المأكولات عليه، وسيعوده على عدم الاكتراث بها . 4 - أظهري استياءك : وذلك كلما أعطيت طفلك لوناً من الحلوى أو المأكولات الصناعية التي يطلبها، فإن ذلك سيرسخ في نفسه وذهنه أن هذه المأكولات رديئة وغير مفيدة . 5 - اغتنمي فرصة شعورهم بالجوع : ومن أفضل هذه الأوقات عند رجوعهم من المدرسة فحينئذ يكون لديهم استعداد تام لتناول أي شيء تقدمينه لهم، فحبذا لو قمت بتجهيز طبق من الفاكهة أو الخضروات المقطعة وقدمته لهم ريثما ينتهي إعداد طعام الغداء ! 6 - قدمي لهم الطعام بطريقة مرحة : حاولي أن تجعلي تناول الطعام بالنسبة لهم عملية شيقة ومرحة، قومي مثلاً بتقطيع الفاكهة وترتيبها بشكل جذّاب في الطبق، ويا حبذا لو قدمتها في طبق عليه صور لأنواع من الفاكهة، وأنت أثناء ذلك تكلمينهم بأصوات مرحة على لسان الطعام نفسه وهو يطالبهم أن يأكلوه بسرعة، أو يخمّن : من الذي ينتهي من طبقه أولاً وتكون له جائزة؟ وهكذا . 7 - لا للحلويات بعد الأكل ! لا تقدمي الحلويات بعد الأكل على الإطلاق حتى لا يتعود أبناؤك على هذه العادة غير الصحية . 8 - كوني حازمة : إذا رفض أطفالك تناول الطعام الطبيعي فلا تستبدلي به طعاماً مصنعاً كالحلوى والآيس كريم، ولا تقلقي فإن الأطفال إذا ضغط عليهم الشعور بالجوع فسيتناولون أي طعام يرونه أمامهم . 9 - الأطعمة اللينة وتورتات الفاكهة : الأطعمة اللينة أو المهروسة تعتبر من الطرق السهلة لإدخال الفاكهة في طعام أطفالك، فاصنعيها بنفسك وقدميها لهم، كما يمكنك أن تخلطي الفراولة مع الموز وتضيفى إليها الحليب والزبادي المثلج لإضافة المزيد من الكالسيوم وإعطاء القوام الكريمي المحبب للأطفال. 10 - بعض الأغذية مغذية أكثر مما تتصورين : تذكري أن الطعام ليس محصوراً في السلطة والفواكه فقط، فمثلاً : ساندوتش من الفول السوداني مع كوب من الحليب يفى بحوالي نصف الكمية اللازمة للطفل من الحبوب والبروتين ومنتجات الألبان . 11 - كوني قدوة حسنة : مثلما تراعين كل الطرق لجعل أطفالك يأكلون طعاماً صحية، فتذكري أنك كأم يجب أن تتناولي الطعام الصحي، فإذا كنت تأكلين كثيراً من الأطعمة غير الصحية وكان غذاؤك سيئاً، فلا تلوميهم بعد ذلك إذا قلدوك، أما إذا حرصتِ على البدء بنفسك في تناول الصحي والمفيد من الأطعمة، فستراكِ أعينهم وتتعلق نفوسهم بسلوكك، ثم لا يلبثون أن يقلدوك في تناول الطعام وغيره من العادات الحسنة التي تحرصين على تعليمها لهم .