يرى المختصون أنه من الأجدى أن تتم توعية الأطفال تجاه المؤشرات التي تدل على التحرش الجنسي. تتحدث العديد من المعطيات الإحصائية الرصينة على أن واحدة من كل خمس فتيات وواحد من كل عشرة صبيان يتعرضون للاستغلال الجنسي خلال الثلاثة عشر عاما الأولى من أعمارهم وانه على خلاف تحذيرات الأهل من الغرباء في هذا المجال فان من يقوم بالاستغلال الجنسي للأطفال في الكثير من الحالات يكونون أقارب مباشرين ولهذا فان من الأهمية بمكان توعية الطفل كي لا يقع ضحية لهذا الفعل الشنيع الذي يترك بصماته بقوة على نفسيته وحياته المستقبلية . يتذكر الكثير من الناس البالغين الآن من فترات طفولتهم العبارات التحذيرية التي كان الأهل يقولونها لهم عن ضرورة عدم اخذ الشكولاته أو أي شيء آخر ممن يحبهم الأطفال من أناس غرباء ، كما يتذكرون العبارة الأخرى التي كانت تعقب تلك والتي تقول « لا تتحدث مع الناس الغرباء». وعلى خلاف الماضي حيث كانت هذه النصائح تفوق الأخطار القائمة فعليا فان الأخطار الآن تحيط بالطفل من كل جانب ولاسيما في المدن الكبيرة ومن طرف بعض الأقارب ولذلك يشدد المختصون النفسيون على أن مثل هذه التحذيرات ليست كافية وان الحاجة ماسة لتوعية الطفل بشكل أكبر تجاه الاستغلال الجنسي له . ويؤكدون أن الخطوة الأولى في هذا المجال تكمن في التحدث مع الأطفال عن هذه المسالة بمنتهى الصراحة والوضوح الأمر الذي لا يؤمن الحماية للطفل فقط بل يعزز ثقته بالنفس ومقدرته على فرض رأيه ورغباته . ويؤكد الدكتور النفسي التشيكي اوندرجيه ترويان أنه يتوجب على الأهل في المقام الأول التوقف عن الاعتقاد بان (هذا الأمر لا يمكن أن يقع لي ) فمختلف الأبحاث والدراسات قد أشارت إلى أن موضوع الاستغلال الجنسي للأطفال يقع في مختلف العائلات بغض النظر عن وضعها الاقتصادي والاجتماعي كما يقع بين معتنقي مختلف الأديان والقوميات ولذلك فان الشيء الجوهري يكمن في قيام الأهل بتلقين الأطفال بالمعلومات الأمنية الوقائية وتدريبهم على كيفية مواجهتها. ويعترف الدكتور ترويان بان الحديث عن الإساءة الجنسية للأطفال أمر ليس سهلا أبدا لان الأهل يخشون من أن يصاب الأطفال بالهلع والخوف كما لا يعرفون كيفية شرح هذا الأمر بالطريقة الأفضل مشيرا إلى أن مصدر الخوف في الأغلب يأتي من الشعور غير المسر الذي يرافق الإنسان أثناء الحديث عن القضايا الجنسية عموما.