هل لإسرائيل أن تتهم جنوب أفريقيا ؟ سخر الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي من اتهام بلاده لجنوب أفريقيا بالعنصرية على خلفية مطالبة الأخيرة بوضع إشارات على منتجات المستوطنات في الضفة الغربية، وقال إن التصرف الإسرائيلي يشير إلى أن الوقاحة الإسرائيلية لا حدود لها. وعلق على وصف الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية لقرار جنوب أفريقيا بأنه «خطوة ذات طابع عنصري قائلا هل يوجد شيء أكثر سخافة من هذا؟» وقال في مقال بصحيفة هآرتس إن جنوب أفريقيا التي خاضت الحرب الأكثر جسارة ضد العنصرية في التاريخ البشري، ستعلم إسرائيل درسا في مناهضة العنصرية، ولكن إسرائيل ستعلم العالم درسا في العنصرية. ويرى الكاتب أن تحديد منتجات المستوطنات كان يجب أن يكون موضوعا مسلما به منذ زمن بعيد كمرشد للمستهلك، وأن مقاطعة بضائع المستوطنات أيضا كان يجب أن تكون منذ أمد طويل احتراما لكل من يقف إلى جانب القانون الدولي، ولا سيما أن منتج المستوطنات يبقى غير قانوني، مثل المستوطنات نفسها، حسب تعبيره. ومثلما يوجد اليوم جمهور من المستهلكين في العالم لا يشتري منتجات تنتج في «ورشات العرق» في جنوب شرق آسيا، أو «الماس الدموي» من أفريقيا لأسباب تتعلق بمصدرها أو الظروف التي تنتج فيها، فمن المتوقع أن يكون هناك جمهور يقاطع منتجات المستوطنات التي تنتج في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل استغلال قوة العمل الفلسطينية الرخيصة التي لا تملك سوى العمل في المستوطنات. وردا على ما سماه أصوات المزايدة من أصحاب المصانع والمزارعين الإسرائيليين الذين يقولون إنهم يهتمون بأمر العمال الفلسطينيين ويوفرون لهم مصدر رزق، وإن المقاطعة ستحرمهم من هذا المصدر، قال الكاتب إن ذلك محاولة سخيفة للتضليل. وأضاف أنه لو أزيلت المستوطنات والاحتلال وأعيدت الأراضي التي أقيمت عليها المصانع، لحصلوا على مصادر رزق توفر لهم الكرامة أكثر. ويعتبر الكاتب أن مقاطعة منتجات المستوطنات هي مقاطعة عادلة، وأن وضع إشارة عليها مطلب أساسي ينبغي لكل حكومة في العالم أن تفرضه خدمة لمواطنيها. وفي ختام مقاله، يدعو ليفي إلى مقاطعة كل ما تنتجه المستوطنات، قائلا: من يريد أن يعزز مشروع الاستيطان ويرسخه أكثر، فليشتر من تلك المنتجات، واصفا إياه بأنه مشروع إجرامي لعبة إيران الكبرى في أفغانستان مع الانسحاب المزمع لمعظم القوات الأجنبية المقاتلة من أفغانستان بحلول 2014 تستخدم ايران أجهزة الاعلام في الدولة التي مزقتها الحرب لكسب النفوذ وهو ما يثير قلق واشنطن. يقول مسؤولون أفغان وجهات اعلامية إن نحو ثلث وسائل الاعلام في أفغانستان مدعومة من ايران سواء ماليا أو من خلال تقديم المحتوى. وذكر مسؤول حكومي كبير تحدث لرويترز بشرط عدم ذكر اسمه مثل غيره في هذا التقرير «ماذا تريد ايران؟ ماذا يسعون لتحقيقه؟ هل قاعدة نفوذ في افغانستان يمكنها أن تجابه النفوذ الأمريكي؟ دون شك يفعلون ذلك من خلال تمويل اعلامنا وتقديم المساندة له. ويقول داود مراديان المستشار السابق لوزارة الخارجية الذي يدرس الان في الجامعة الأمريكية في كابول إن ايران تنفق 100 مليون دولار سنويا في أفغانستان معظمها على وسائل الاعلام ومشروعات المجتمع المدني والمدارس الدينية. ويضيف انها تستخدم افغانستان لتبعث برسالة لأمريكا مفادها أنها لن تسمح بالعبث معها. وبالتالي أصبحت افغانستان ساحة حرب موجهة. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في طهران للتعقيب رغم تكرار المحاولة وقالت السفارة الايرانية في كابول إنها غير مستعدة للحديث عن المسائل التي يثيرها هذا التقرير. ويضع الاتفاق التاريخي الذي توصل اليه زعماء دول حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي في شيكاجو والذي يقضي بتسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية بحلول منتصف العام المقبل الحلف الغربي على طريق «لا رجعة فيه» للخروج من الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات والتي تتراجع معدلات التأييد لها. ويرى بعض المحللين الأمنيين ان الانسحاب قد يؤدي إلى تكريس زعزعة الاستقرار وبالتالي قد يفجر حربا اهلية وهي فرصة لايران ودول أخرى للتدخل لملء فراغ السلطة الناتج عن ذلك. وحينما انسحب الاتحاد السوفيتي السابق من افغانستان عام 1989 في أعقاب احتلال استمر عشر سنوات وانهيار الحكومة الموالية لموسكو في كابول تحرك جيران افغانستان لتسليح وتمويل وكلاء لكسب نفوذ اقليمي بينما سقطت البلاد قي براثن الحرب الأهلية. ورغم أن العلاقات بين كابولوطهران شهدت تحسنا بين الحين والآخر بعد الاطاحة عام 2011 بحركة طالبان التي خرجت منتصرة من الحرب الأهلية الا ان هذه العلاقات قابلة للاشتعال. وأحدث نقاط الخلاف التوقيع مؤخرا على اتفاقية استراتيجية طويلة الأجل بين الولاياتالمتحدةوافغانستان. ورغم غموض التفاصيل تهدف هذه الاتفاقية الى توضيح الالتزامات الأمنية والمالية الأمريكية حيال افغانستان حتى عام 2024 لاسيما تمويل الجيش الوطني الافغاني الضخم. وتعتبر ايران - التي تدهورت علاقتها المتوترة مع الولاياتالمتحدة بسبب برنامجها النووي - هذا الاتفاق تهديدا. وردت وسائل الاعلام المدعومة من ايران في افغانستان بنشر تقارير تنتقد الاتفاق وهدد سفير طهران في كابول أبو الفضل ظهره وند بطرد مليون لاجيء افغاني من ايران ما لم يتم رفض الاتفاق. وكانت ادارة الأمن الوطني (المخابرات الافغانية) أعلنت عن تدخل ايران المزعوم في الاعلام وقالت إن صحيفة إنصاف الأسبوعية وقناتي تامادون ونور التلفزيونيتين تسلمتا مساعدات مالية من ايران.