الشاعر شوقي شفيق من مواليد عدن، له عدة قصائد متنوعة، حاصل على جائزة الموصل بالعراق في القرن الماضي، وقد تواصل مع الحركة الشعرية الجديدة شعراء كثيرون في أقطار الوطن العربي. وديوان (مكاشفات) عند صدوره، كان يمثل البداية في تجربة الحداثة، ثم توالت دواوين الشاعر. من يقرأ ديوان شوقي شفيق يجد نصفه على الأقل موهوباً لأبناء وطنه. فما من مناسبة وطنية شهدتها عدن الا وعرفت طريقها الى شعره، فغناها على هذا المنبر اليمني او العربي، ويحمل شعره القومي حرارة لا يخطئها قارئه. إنها حرارة الفتى العربي الذي تعاونت على تكوينه كشاعر مكونات عدة، فقد ولد الشاعر في عدن ارض البطولة والحضارة. ويقول الشاعر شوقي شفيق في قصيدة مكاشفات (ش) في صبوات الجسد التي كتبها في فبراير 1983م: من أين هذا الرماد؟ من أين صراخ الأسئلة العضوية؟ هل من إتجاهات الفصول التي في الذاكرة المتدحرجة ام من قميص العالم المثقوب؟ المرايا ممتلئة بتشبقتات الوهم والمرايا ملوثة باتربة الأمكنة العقيمة لكن .. ثمة نجمة .. ثمة حجر ناصع في الوريد الأول للتاريخ ثمة صارية في النهارات الأولى كيف تحاصرين في قسوة الرماد؟ وعيناك البحر الذي فيه تتكسر المنافي والأرصفة الحائنة؟ اتساءل: كم يمكن لي ان ابقى كي امحو الجليد من طرقات قلبي؟ ثم ،كيف يمكن ان تبدأ رقصة جسدي المطوق بالانهيارات؟ كيف يمكن لي أنا الإنسان. ارث سلالات البدء والمنتهى ان ارفو ثقوب النشيد الإنساني؟ ثمة صيغة في المطر تمنح برهة لإقامة الأسئلة ثمة نجمة للجسد ان يعلو تفسح للجسد ان يقول اشواقه الأولى .. ... ثمة نجمة الفرح ثمة .. نجمة الفرح وديوان مكاشفات يضم عدداً من القصائد الوطنية والعاطفية التي يبدو ان دافعه الى كتابتها على هذا النحو هو مجاراة الموجة الجديدة في كتابة القصيدة الراقية. وقد اخلص الشاعر شوقي شفيق لقضايا امته وقضايا القلب والروح في المناخ والممكن من الادوات الفنية التي توفرت لديه: يقول الشاعر شوقي شفيق في قصيدة (نقيض) التي كتبها في 28 فبراير 1981م: وردة لا تحسن تزييف الجلدة ولأن الوردة لا تحسن .. ضاعت في القاع أفعى تخلع جلدتها في اليوم الواحد آلاف المرات وتغيرها في كل الأوقات حسب الظرف المسموح ولأن الأفعى تحسن ذاعت شهرتها في كل الأصقاع! وقصيدة (إنفجار) للشاعر شوقي شفيق، تضفي اناقتها وترفها وشاعريتها على معجمه اللغوي وصورة حية متحركة وبنية قصيدته الحارة المتوثرة ونفسه الشعري الطويل الممتد والقادر على التكثيف والتجسيد في ثناياه مثله لا يكون الا صوتاً للجمال. ولغة لانبثاق ربيع العمر. قصيدة (انفجار) انظر إليك فأخجل مني هاتان العينان اللتان ينام فيهما عشب البراري هاتان العينان اللتان تخبئان اقماراً متفجرة كم هما شهبتان ! كم أنت شهية ايتها الداخلة في عروقي مثل الندى والريح رقيقة وعاصفة في آن معاً ادخل في رهبة القداسة حينما التقي عينيك واسجد للتاريخ وللفضاءات الموحية ارسم الاشارة الاولى لامتداد الشعر ومجد الكلمات