أوردت إذاعة «موزاييك» التونسية، نقلاً عما قالت إنه مصادر مطلعة وعليمة، أنّ الجزائر وجّهت برقيات إلى القيادات الأمنية في تونس وليبيا تطالبهم برفع درجة اليقظة والحذر وتشديد المراقبة على الحدود بعد ورود معلومات حول تخطيط أكثر من 30 إرهابيا ينتمون إلى كتيبة «الموقعون بالدماء» لتنفيذ اعتداءات على مصالح فرنسية وأميركية في المنطقة وعلى منشأة بترولية في صحراء الجزائروتونس وليبيا. وأكدت الإذاعة أيضاً، ونقلاً عن مصادر جزائرية على صلة بملف مكافحة الإرهاب، أن إرهابيين تم تهريبهم من سجن نيامي بالنيجر خلال شهر يونيو الماضي، خلال هجوم كتيبة «الموقعون بالدماء» على منشأة بترولية بالجزائر، وذلك بالتنسيق مع جماعة التوحيد والجهاد، هم الآن يتحركون برفقة عدد من المسلحين من جنسيات مختلفة، على مستوى شمال مالي و جنوب ليبيا بالقرب من الحدود الجنوبيةلتونس. وبحسب المصدر الجزائري فإن هذه المجموعة الإرهابية تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف فرنسية و أميركية في كل من الجزائر وليبيا وتونس، رداً على العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي. وأوضحت المصادر نفسها لإذاعة «موزاييك» أن مصالح الأمن الجزائرية رفعت من درجة اليقظة على مستوى الحدود مع مالي وليبيا وتونس لمنع أي محاولة تسلل إلى داخل التراب الجزائري كما وجهت تحذيرات إلى نظيرتها في تونس وليبيا لتشديد المراقبة على الحدود. وقال الخبير في الحركات الدينية علية العلاني، إن تحذير السلطة الجزائرية من عمليات إرهابية تحضر لها القاعدة في المنطقة، في ارتباط بمحاولة تسلل جهاديي كتيبة الدم المسؤولة عن عملية عين اميناس بالجزائر، تؤشر إلى ما كنا قد نبهنا إليه سابقاً من أن هناك دراسات جدية تتحدث عن أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أصبحت تشكل لدى الغرب خطراً أكبر من القاعدة الأم في أفغانستان. وأضاف العلاني: «أعتقد أننا يمكن أن نفسر ذلك بارتباط بالأوضاع الأمنية والسياسية التي لا تزال هشة بدرجات متفاوتة في بعض بلدان الربيع العربي. ولهذا فهؤلاء الجهاديون يخططون لعمليات إرهابية مماثلة لعملية اميناس في بلدان شمال إفريقيا، وهو ما يطرح على هذه البلدان رفع نسبة التأهب الأمني إلى مستويات مهمة وتطوير التنسيق الاستخباراتي والإسراع بضبط إستراتيجية جديدة للأمن القومي في المنطقة ككل». وأوضح العلاني من جهة أخرى، أن تواصل الاحتقان السياسي ببلدان الربيع العربي لا يساعد على النجاح في التصدي للإرهاب لأن الأحزاب الإسلامية الحاكمة فشلت في إرساء حوار حقيقي حول نمط المجتمع والإستراتيجية الدينية المراد إتباعها وهو ما فتح الباب لانتشار التيارات المتطرفة.