بأن « الفقر » .. فخر وقناعة ، وقبول بالمقسوم ، والنصيب ف « القناعة كنز ٌ لا يفنى » ! وبأن « الجهل « نعمة ، وخير وإن المعرفة شر ، وشرٌ وبيل ! كما أن بالجهل يتقرب المرء ُ أكثر منه عز وجل لأن « العلم » أكثره كفر ومعظمه شرك ٌ ، وإلحاد وبأن « التعليم » تحريم .. لكل ما أحل َّ الله ، وتحليل ما حرمه وبأن َّ « الثقافة » سخافة وغثاء كغُثاء السيل وبأن « القراءة» استهلاك مفرط لنور العيون وتؤدي بالإنسان إلى الجنون وبأن « المرض » جواز دخول - أكيد ومضمون - إلى جنة النعيم وبأن « الأدب « و « الفن » إن لم يكن لها مردود مالي فإنها مضيعة ً للمال ، والجهد ، والوقت *** يا من حاولت إقناعنا بأن « النظام » حرام وحرام ، شرعاً ً، حرام وبأن « القانون « ملعون .. ملعون وبأن « القوانين .. هي رجس ٌ من عمل الشياطين وبأن « الحرية » رمال ٌ متحركة يغرق من يخوض فيها وبأن « الديمقراطية » « سرج » ، و « لجام » تضعهما « أمريكا » ، والدول الغربية على ظهر ، وداخل فم شعب ، أي ُّ شعب من الشعوب المخدوعة ، والمستغفلة لتقوده إلى حيث مصالحها ، ومآربها وأما « شرعة حقوق الإنسان » فما هي إلا مؤامرة من بنات أفكار .. الصهاينة .. اليهود ومعظم نصوصها - وإن لم تكن كلها - مستقاة من « التلمود » *** يا من حاولت إقناعنا بأن « الشرف » .. هذيان ، وخرف والأمانة .. مهانة والنزاهة .. بلاهة وطهارة اليد .. لم توجد في حياة البشر ، بعد وأن « الضمير » .. أخطر من كل خطير فينبغي وأده ، ودفنه .. في أعمق أعماق حفرة والإهالة - عليه - بتل من الثرى أو رميه في بئر « جلولاء » *** يا من حاولت إقناعنا بأن « القبلية » .. ضرورة حتمية وهي ضمان للمرء وأمان وبأن « البلطجة « ، والإلتحاق ب«عصابة » هي للرجل شدة ، وعزة ، وهي قوة وصلابة وبأن « النصب « ، وأن « النهب » ، و « السطو « ، و « السلب » ، وبأن « الإختلاس » ، وسرقة أموال الناس ، هي شجاعة ، وإقدام وبأن « الرشوة » .. لا بد َّ منها ، ولا مفر وهي أهم محرك للنماء والتطور ، والتقدم في حياة كل الأمم ، وكل بلاد *** يا من حاولت إقناعنا بأن « القات « ، هو معلم البلد الأول ، والرئيس ، عند كل العالم فلا « قلعة صيرة « ، ولا « الصهاريج » ولا « منارة عدن « ، ولا » خليج الفيل» ، ولا « حقات » ،سولا « ساحل العشاق» أو غيرها .. أو غيرها .. أو غيرها ما سيجذب السياح إلينا ، من كل الآفاق فنجني أوفر الأرباح ولا هناك أروع ، ولا أجمل من منظر تعاطي « القات » ، في «المقيل » و ( تخزينه ) في داخل الخدود ، والأشداق أمام أنظار الأجانب ، والغرباء سيَّما من الأوروبيين ، والأوربيات؟؟ (!!) *** يا من حاولت إقناعنا بأن « المال « .. هو الأساس ، وهو الأهم ، وهو البداية ، وهو النهاية وهو المصير ، والمآل وإنه - استغفر الله - هو الإله الدنيوي ، المعبود ! وبدونه ، ليس لنا وجود !! *** يا من حاولت إقناعنا .. وحاولت .. وحاولت بكل هذا ، وبغيره الكثير .. الكثير - إذ ليس هذا فقط - ولكنك لم تفلح ، قط قط ، ولن تفلح ، أبدا ً .. أبدا ً .. أبدا ً مارس 2004م