تعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء زيارته القصيرة لقطاع غزة يوم أمس ، بمواصلة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار والسماح بإعادة بناء الحياة الفلسطينية من جديد، معتبرا أن سياسة الحصار غير مفيدة وغير مقبولة على الإطلاق. وقال في مؤتمر صحفي بختام زيارة استغرقت ساعتين للقطاع إن الأممالمتحدة لم تستطع منذ ثلاث سنوات أن تكمل المشروع الإسكاني بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، ووصف الدمار الذي شاهده وتعذر جهود الإعمار بالشيء المحبط. وأكد المسؤول الأممي -الذي زار قطاع غزة للمرة الثانية منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة قبل 15 شهرا- أن منظمته ستبقى إلى جانب سكان قطاع غزة لتقديم ما يحتاجونه من خدمات. لكنه طالبهم بعدم استخدام العنف، واختيار طريق السلام والالتزام باتفاقات منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل والعودة للوحدة الوطنية. وفي خان يونس، زار بان كي مون مشروعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حيث أشار إلى أن الأممالمتحدة لم تستطع منذ ثلاث سنوات أن تكمل مشروعاً إسكانياً بالمدينة، لكنه بشر بأن الحكومة الإسرائيلية وافقت على عودة البناء بالمشروع الإسكاني من جديد. وأوضح أن هذا المشروع سيشمل وحدات سكنية ل150 فلسطينياً ومطحنة للدقيق ومدرسة للأونروا ومنشآت للصرف الصحي. ووصل المسؤول الأمميغزة عبر معبر بيت حانون الذي يربط القطاع بإسرائيل، واطلع على معاناة الفلسطينيين الذين قصفت بيوتهم خلال الحرب الأخيرة. وقد استقبل عشرات المتضررين والجرحى وأهالي الشهداء والأطفال في عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع الأمين العام حاملين شعارات تدعو إلى وقف معاناة غزة، وفك الحصار لإعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وحمل الأهالي شعارات تدعو بان للتدخل لوقف وإنهاء حصار غزة والبدء في إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة على القطاع، معبرين عن رفضهم لاستمرار الحصار وبقاء غزة بدون إعمار رغم مرور أكثر من عام على الحرب. ولوحظ انتشار أمني مكثف من قبل شرطة الحكومة المقالة التي ضربت طوقاً أمنياً شديداً حول بان الذي لم يلتق مسؤولين من الحكومة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ سيطرتها على غزة بيونيو/ حزيران 2007. من جانبه قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم إن زيارة وتصريحات الأمين العام الأممي يجب أن تتخطى «التصريحات الناعمة والبروباغندا الإعلامية» وتترجم إلى قرارات وأفعال على الأرض والتي بموجبها يجب أن ينتهي حصار غزة ويعاد إعمارها «ويلجم العدو الإسرائيلي». وبينّ أن حماس ستحكم على هذه الزيارة بما يترتب عليها من أفعال وقرارات وليس من خلال لقاءات وتصريحات. من جانبه، ذكر منسق عام تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ياسر الوادية أن بان كي مون تسلم خلال زيارته الحالية لقطاع غزة قوائم باحتياجات ومتطلبات مواطني القطاع المحاصرين. وذكر الوادية أن الأمين العام تسلم احتياجات القطاعات الحيوية والتعليمية والصحية والمتضررين من الحرب الأخيرة، واستمع لما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة على مدى أكثر من ألف يوم من الحصار الإسرائيلي المشدد. لكن زيارة المسؤول الأممي وجهت بانتقادات شديدة من قبل اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، التي قال رئيسها جمال الخضري إن الزيارة مخيبة لآمال أهالي غزة المحاصرين. وقال «ننتظر من مون الأفعال لا الأقوال الناعمة، كنا ننتظر منه أن يعمل لتغيير حقيقي في غزة المنهكة نتيجة الحصار وأن يحل أزمة الكهرباء المتفاقمة في غزة وألا يسكت عن استمرار تشريد آلاف الفلسطينيين». كما أوضح أن 150 وحدة سكنية غير كافية لإنهاء معاناة قطاع غزة الذي يحتاج لأكثر من 2000 وحدة سكنية بعد الحرب الإسرائيلية، داعياً إلى وقف التصريحات الرافضة للحصار والبدء فوراً بإنهائه وعودة الحياة لغزة على طبيعتها. وكان بان كي مون زار قطاع غزة يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2009 أي بعد يومين من انتهاء الحرب الإسرائيلية وزار وقتها مقر أونروا الذي تعرض لقصف إسرائيلي.