يحتفل الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يوافق 10 ديسمبر من كل عام. وفي هذا العام يشكل ذلك اليوم الذكرى السابعة والخمسين لتبني الأممالمتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إن الناس اليوم وبمختلف ثقافاتهم وألوانهم وتاريخهم ومعتقداتهم قد اعتنقوا أساسيات ذلك الإعلان. إن المواطنين الشجعان وذوي الإعتقادات الراسخة يدافعون عن حقوق الإنسان ويفضحون الإنتهاكات الإنسانية رغم كل المخاطر المحدقة بهم. إنهم يعملون على حماية حقوق الأقليات العرقية والدينية وحقوق العمل وعلى الرقي بحقوق متساوية للمرأة والحد من تهريب البشر. ويبنون أيضاً جمعيات مدنية فاعلة تدعو إلى إنتخابات حرة ونزيهة وتأسيس ديمقراطيات مسؤولة وذات أسس قانونية. إن الشعب الأمريكي قد يكون فخوراً كون الولاياتالمتحدة تأتي في مقدمة الدولة في الدفاع عن حقوق الإنسان ووصف الرئيس بوش ذلك ب" حقوق الكرامة الإنسانية التي لا يمكن التفاوض بشأنها". لقد حافظت ولازالت تحافظ الإدارات الأمريكية المتعاقبة على حقوق الإنسان وتتمتع هذه القضية بمساندة قوية. وما يهم أكثر هو العمل الأمثل من أجل تحقيق الحرية. ونأكد هنا بأن رحلة الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو الديمقراطية والعدالة للجميع كانت شاقة وصعبة ولم تصل إلى حد الإكتمال ولكن نظامنا الديمقراطي وإعلامنا الحر وإنفتاحنا على العالم وتفاعل مواطنينا جعلنا نتحرك وبشكل أفضل صوب مثالياتنا الديمقراطية. إن مهمة الدفاع عن حقوق الإنسان هي مهمة عظيمة بالنسبة للولايات المتحدة على وجه الخصوص والديمقراطيات الأخرى التي تنعم بالحرية. فالعمل الثنائي يجب أن يكون هدفنا بالإضافة إلى العمل مع المنظمات الإقليمية والعالمية، ويجب علينا مساعدة الديمقراطيات الضعيفة حتى تتمكن من تحقيق أسمى آمال شعوبها نحو حياة أفضل. كما أنه يجب علينا أن ندعو لمحاسبة الديمقراطيات التي تتراجع عن إلتزاماتها. وعلينا كذلك أن نقول بملء أفواهنا وندلل على ذلك بأعمالنا بأننا ندعم نشطاء حقوق الإنسان والمنظمات الغير حكومية التي تعمل على السير قدماً بقضية الحرية في المناطق التي يُقلل فيها من شأن الديمقراطية أو التي لا توجد فيها ديمقراطية. إن مجلساً جديداً وفعالاً لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة والذي يلتزم أعضاؤه بتعزيز مبادىء حقوق الإنسان و سيعمل على تقوية مساعي الحرية في جميع أرجاء العالم. إن هؤلاء الذين يدَعون بأن هذة الجهود الدولية ليست إلا مجرد محاولةً متغتطرسةً لفرض قيمنا على الدول الأخرى أوللتدخل في شؤنها الداخلية يتظاهرون بأنهم قد تناسوا الإعلان العالمي الذي يقول بأن" كل فرد وكل عضو في المجتمع.... سيضل يناضل.... لتشجيع إحترام هذة الحقوق والحريات وتأمين الإعتراف والإلتزام العالمي والفعال بهذة الحقوق والحريات عبر الأساليب المناصرة." يريد الرجال والنساء في كل مكان العيش بحرية وكرامة. كلما سنحت الفرصة الحقيقية لهم لللإختيار يختارون مجتمعاً حراً لا مجتمعاً خائفاً. وعلى إمتداد الأجيال القلية الماضية إنتشرت الديمقراطية في العالم المتقدم وتهاوت أمامها الديكتاتوريات الشيوعية وشهد العالم مولد ديمقراطيات جديدة. إن المدافعين عن حقوق الإنسان أمثال "نلسون مانديلا" و"فاكلاف هافل" و"زانانا جوسماو" قد قاسوا الإضطهاد ليقودوا أمماً حرةً. وكما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كوندوليزا رايس بأنه " مع مرور الوقت رأينا ماقد يبدو مستحيلا ًيغدوا ممكناً". وفي السنوات القليلة الماضية وحدها، صوت رجال ونساء أفغانستان والعراق في أول إنتخابات ديمراطية لهم وبدأوا بتشكيل مستقبلهم كشعوبٍ حرة. كما أن إنتخابات حرة ونزيهة قد جرت في الأراضي الفلسطينية. لقد رأينا ثورة الأرز في لبنان وسمعنا أصواتاً تتعالى وتنادي بالإصلاح في الشرق الأوسط. خرج المواطنون بأعداد كبيرة في جورجيا وأكرانيا مصممين على نيل حقوقهم الديمقراطية. أجرت ليبيريا مؤخراً أولى إنتخاباتها التي تلت الصراع وكان نتيجة ذلك إنتخاب أول رئيسة أفريقية ديمقراطياً. هذة خطوات إستثنائية للديمقراطية. ولكن وفي خضم إحتفالنا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإننا ندرك بأن ما ينص عليه ذلك الإعلان يضل بعيداًً عن الحقيقة في أجزاء كثيرة من العالم. ولنعدد أمثلةً قليلةً فقط: حالات القتل والإغتصاب الدائرة في دارفور، مضايقة وحبس المنشقين من كوبا إلى الصين ومن بيلاروس إلى بورما ومن أوزباكستان إلى زمبابوي ومن إيران إلى كوريا الشمالية. كما أننا نرى محاولات مناهضة من قبل بعض البلدان في كل أرجاء العالم لثني المنظمات الغير حكومية عن أعماها الحيوية في تحقيق الحريات. نحن نحيي اليوم العالمي لحقوق الإنسان للعام 2005م كما ندرس كل التحديات المستقبلية بعزم متجدد للعمل مع رجال ونساء اعالم لنجعل من المستحيل ممكناً لكل بني البشر. * باري لوينكرون هو مساعد وزيرة الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل. المقال ينشر كما تلقته رأي نيوز من المصدر