إنما مثلي ومثل هؤلاء القوم «كمثل الشيطان إذا قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريءٌ منك إني أخاف الله رب العالمين»!!.. رُبَّما أنني شيطان رجيم، في وجه كل حلاف مهين.. همَّاز مشَّاءٍ بنميم،، منَّاعٍ للخير مُعْتَدٍ أثيم،، عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم!!.. يوم أن تكرمت بالكتابة عن لجنة المعاجم، موضحاً بارك الله فيَّ شيئاً من أخطائها، رجوتُ أن أكون جزاني الله خيراً قد أوصلتً رسالتي إلى الإخوة الأعزاء بما قلَّ ودلَّ من الكلام!!.. ولكن الإخوة الأعزاء تأولوا الكلام وأصدروا الأحكام، ووجهوا المقاصد توجيهاً سينمائياً هندياً، فصنعوا من المقالة قصة حزينة، ولم يدَّخروا وسعاً في استخراج أنواع الزناعم والبلاطم من موضوع التحرش بالقواميس والمعاجم!!.. والحقيقة أن الأصدقاء الدَّاخلين في تشكيلة اللجنة ليسوا على ما يرام في علاقاتهم الشخصية، بل يمكن القول إنك «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتَّى»،، ولكن يبدو أن المصائب يجمعن المُصَابينا؛؛؛ فقد جمعتهم مصيبة المقالة في يوم واحد، على صعيدٍ واحد!!.. وأما بقية الأصدقاء الواقعين خارج السرب المعجميّ فإنهم فرحوا كثيراً لمَّا علموا بخبر المقالة، وشكروني شكراً جزيلاً، ووصفوني وصفاً جميلاً، فضلاً عن أنهم أكدوا لي أنني ولله الحمد والمِنَّة رفعت عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم!!.. ولقد حرصتُ في مقالتي على أن أعادي أخطاء الناس لا أشخاصهم،، وعلى أن أهجو الخطَّائين وروح القدس معي(!!)؛ وأكرمني الله بأنْ قَلَّ حيائي فصنعتُ ما شئتُ، وزيادة!! وعلى أي جنب كان في الله مصرعي فإنني لا أشُنُّ هجوماً على أحدٍ في مقالاتي إلا بعد أن التمس له سبعين عذراً على الأقل؛ فإن لم أجد له عذراً أخذتُ من سيّئاتي فطرحتُها عليه!!.. ولا أعتقد أن بعض العبارات الواردة في مقالتي كانت أشدّ وطأً من العبارات التي سمعتها من (أحدهم) ذات يوم عن (أحدهم)؛ علماً بأن (أحدهم) و(أحدهم) زميلان يفترض أن يكونا صديقين حميمين في السراء والضراء كمؤخّرتين في سروالٍ واحد!!.. ولإحاطتكم علماً بما يجري في كواليس النخب، فإن الغيبة والنميمة والغبن والبهتان تجري من النخب الثقافيّة والأكاديميَّة مجرى الدّماء الشيطانية من ابن آدم.. إنني أصلحني الله تعالى أدعو الإخوة الأعزَّاء أساتذةً وزملاء إلى تغليب المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة، وأسألهم بالله لماذا لم يقبلوا بالنقد الذي ما فتئوا يدوِّخون به رؤوسنا؟! إنَّ سخطهم على مقالة «التحرش بالمعاجم والقواميس» يأتي من قبل أنهم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعُلُوّا، وإن تطاولهم في بنيانٍ بنوه لا يزال ريبة في قلوبهم إلا أن تقطَّع قلوبهم، وتنكُّرهم لقدرات الآخرين وإمكانياتهم، وغير ذلك من الأسباب،،، كل أولئك من شأنه أن يقلل من شأن اللجنة بزناعمها وبلاطمها(!!).. «ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين».