من العنوان الذي نسطر عليه مقالنا لهذا الأسبوع وهو بيت شهير للشاعر الراحل حسين أبو بكر المحضار في إحدى غنائياته الوداعية لرمضان والشوق على أيامه ولياليه وما أجمل ليالي وأيام رمضان والمتأمل لقصيدة المحضار المذكورة وبالأخص الأبيات مضى رمضان والشوق الذي في القلب لم يمضِ وفرض الصوم أديته وما أدى الهوى فرضي ولكن باصبر برضي على عيبه صحابي في الهوى لما تجي الجودة عسى عوده تقع في خير ومسرات جم يالله عسى عوده نرى أن المحضار يعاتب مرة ويصفح مرة فنجد العتاب في قوله (وما أدى الهوى فرضي) والصفح في قوله (ولكن عادنا بصبر على عيبة صحابي لما تقع جوده) ويمر رمضان منذ أيام المحضار التي كتب فيها قصيدته المؤرخة في 25 رمضان 1380 ه أي قبل 50 عام من هذا المقال فنجد الواقع من ذالك الزمان لم يتغير فحال الهوى نفسه وهو الحاكم المسلط على كثير من الأنفس والقلوب وفيه قال المحضار: الهوى حاكم مسلط عانفس غصب وقلوب لا حكم مافي حكامه شيء انقلابه مع أن قصد المحضار للهوى هو هوى الحب والعشق والغرام ولكن قصدنا في هذا المقال هو هوى التسلط والتجبر والغطرسة والإصرار على عدم مراجعة الذات أما عيوب الأصحاب كثيرة وبإسقاط الواقع على أبيات المحضار نجد أن التقارب كثير فعيوب الأصحاب لا تعد ولا تحصى فهناك من لا يحترم مواعيد عمله وهناك من لا يتقن عمله وهناك من الأصحاب من يصر على أخطائه مع اعترافه بها وهناك من يبيع المبادئ والقيم على حساب أصحابه ووطنه ودينه لغرض فاني من أغراض الدنيا وبذلك ظهرت عيوبهم وانعكست أخطائهم على المجتمع ومن عيوب الأصحاب التي عشناها في رمضان هي أخطاء الطرقات وعشوائية سائقي السيارات والدراجات النارية، فخسرنا في شهر رمضان أعزاء انتقلوا إلى جوار ربهم، وآخرون في العناية المركزة في مستشفيات حضرموت؛ والسبب يعود إلى تقصير نتهم به أصحابنا من رجال المرور لإهمالهم لعملهم، فرجال المرور في غياب كامل عن أداء مهامهم والعذر أن عددهم قليل وإمكانياتهم محدودة بينما الخروقات من قبل أصحابنا سائقي السيارات والدرجات النارية لا تعد ولا تحصى، فالسرعة جنونية، وهناك من السائقين صغار السن و بدون رخصة قيادة، أما الدراجات النارية فحدث ولا حرج، أما الشوارع وخصوصاً في الأسواق فإن الباعة يفترشونها ببضائعهم فكأن الشارع جزء من السوق فتمشي السيارة بجانب البسطة في مشهد تراجيدي نادر.. إذن من المسئول عن ما يحدث، ومن المسئول عن الأنفس التي أزهقت، ومن المسئول عن الأطفال الذين يتموا، فهل رجال المرور يتحملون المسئولية أم أن السكوت عن العشوائية هو السبب في ذلك؟!!.. فالمسئولية يتحملها الجميع، فرجال المرور دورهم ناقص، أما ثقافة المشاة فهي ضعيفة جداً والشوارع غير منظمة ومواقف السيارات غير معروفة. ودعنا شهر رمضان ويظل الشوق واللوعة عليه قائمين، وفي النفس حسرة كلما تذكرنا وداعه، ولكن الأمل موجود في الله بأن يغير الأحوال وأن يرجع كل مخالف للنظام إلى رشده حتى لا نعيب على أحد من أصحابنا أو نصبر على عيبه على حد قول الحبيب الراحل حسين أبو بكر المحضار وكل عام والجميع بخير .