بالأمس، اطلعت على مقال الأخ والصديق ، رئيس تحرير صحيفة 14اكتوبر، الأستاذ أحمد الحبيشي عن "الإستقلال الوطني" ، وقد اندهشت كثيراً للمفردات التي لا يزال الأخ احمد يستخدمها... وكذا للإستمرار في المغالطات ، ان لم اقل "التزييف" لتاريخ الجنوب . أبعد كل هذه السنوات وكل هذه التجارب وكل هذه الخيبات التي حلت ببلادنا في العقود الأخيرة ، لانزال نلوك مفردات وعبارات "النظام الإمامي الكهنوتي" و "الإستعمار البغيض" و "النظام السلاطيني" .
أخي أحمد ، أنظر ماذا فعلت امارة دبي "الرجعية" "الإمبريالية" "المتخلفة" في العشرين سنة الماضية ، مقارنة بمافعلته بنا أنظمتنا "الثورية" في الخمسين سنة الماضية ؟ فلربما نتوقف عن استخدام هذه المصطلحات التي عفى عليها الزمن ومللناها من كثرة ترديدها . بل لربما نعيد النظر في كل هذه الاحتفالات .
وعلى نفس الصعيد ، ألا تخرج يا أستاذ أحمد من مكتبك الى شوارع وساحات عدن؟؟ وإلى مدن وقرى وهضاب ووديان الجنوب لتسمع هدير وأهازيج ومطالب مئات الالاف ، ان لم أقل الملايين ، من أبناء الجنوب العاقدين العزم على تأكيد وإستعادة " هويتهم الجنوبية " ، التي تحاول ان تتجاهلها او تطمسها او تسخر منها . لقد حلت بالجنوب الكوارث والمحن ، عندما لم يستمع أبناء الجنوب للرواد الأول للحركة الوطنية الجنوبية ، ومن ثم سلموا رقابهم ومصائرهم لنايف حواتمه وجورج حاوي وتلاميذهم، الذين عملوا على تغيير " هوية " الجنوب وإلصاق هويات به ، لاتمت إليه بصلة .
اخي أحمد.. عليك ان تتأكد إن شعب الجنوب قد شب عن الطوق الأن... وأنه لن يخضع أو يستكين أو يتم استكراده بعد اليوم ، وذلك بعد ان استبيحت أراضيه ونهبت ثرواته وتم إذلال أبنائه والإستهانة بهم . وتحولت الوحدة الى "استعمار " ، كما قال الأخ الجنرال علي محسن الأحمر . إن ا لدولة الجنوبية الجديدة قادمة لا محالة.. وإن فترة " تزييف " التاريخ قد أنتهت ولن يصح إلا الصحيح .