أعلنت المفوضية الأوروبية زيادتها لحجم مساعداتها لإنسانية لليمن بمقدار 20 مليون يورو لكبح تدهور الوضع الإنساني الحرج أصلا في أفقر البلدان العربية. وقالت السيدة كريستالينا جورجيفا، المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات "بالنظر في السرعة التي تتفاقم بها هذه الأزمة، وعدد الأشخاص المتأثرين بها، يتحول الوضع في اليمن إلى واحد من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم بمعدلات سوء تغذية قياسية. كما أن الوضع هناك يعتبر من بين الأزمات التي يحدق بها خطر الإغفال من قبل المانحين الدوليين. لا يمكن أن نسمح بذلك. تعزز المفوضية الأوروبية دعمها الإنساني بحيث يمكن للإغاثة أن تصل إلى المزيد من الأشخاص الأكثر تضررا وغالبيتهم من النساء والأطفال واللاجئين. نحن نساعد أولئك الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم ولكننا أيضا نبني جسورا للتأهيل - وهذا هو السبيل الوحيد لمساعدة اليمن من الخروج من القعر الذي جرتها إليه مشكلاتها المزمنة". وقدم بلاغ صحفي – حصل رأي نيوز على نسخة منه – صورة عن الاوضاع الانسانية في اليمن، حيث قال ان "النزاع في الشمال يؤثر على قرابة مليون شخص، بينما أكثر من 250000 يعانون بسبب النزاع في الجنوب، كما أن معدلات سوء التغذية في اليمن هي من بين الأعلى في العالم مع مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. يعيش 10 ملايين يمني (أي 40% من السكان) على الخبز والشاي، وفي بعض المحافظات كالحديدة في وسط الساحل الغربي لليمن، يصل المستوى العام لسوء التغذية إلى 32%، أي أعلى من ضعف المستوى المعروف عالميا في حالات الطوارئ والبالغ 15%. كما أن التدفق المستمر للاجئين من القرن الأفريقي إلى اليمن يزيد من الاحتياجات الإنسانية. يكمن التحدي الآخر في الوصول المحدود إلى المحتاجين بسبب القتال والهجمات المتكررة على موظفي الإغاثة واختطافهم. ستؤدي مبالغ المساعدات الجديدة إلى ارتفاع المساعدات الإنسانية من المفوضية الأوروبية لليمن لتصل إلى 40 مليون يورو في 2012. كما أن الاتحاد الأوروبي يقرن بقدر الإمكان هذه المساعدات الإنسانية ببرامج مبكرة للانتعاش والتنمية (خاصة في مجالات الأمن الغذائي والصحة العامة). يعتبر اليمن أفقر البلدان في شبه الجزيرة العربية، إذ يعيش أكثر من 43% من السكان تحت خط الفقر على أقل من 2 يورو في اليوم. يعتبر مستوى سوء التغذية في اليمن ثالث أعلى المستويات عالميا. إن الفقر مضافا إليه النزاع والجفاف وتدفق اللاجئين وأسعار الغذاء المرتفعة فاقمت أزمة إنسانية عميقة موجودة أصلا على مدى العام الماضي. منذ عام 2004، شهد النزاع المسلح في الشمال ست جولات قتال رئيسية بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص. لم يتمكن أكثر من 310000 شخص من العودة إلى بيوتهم. أما الذين عادوا إلى بيوتهم فهم الآن يكافحون مع بطء إعادة الإعمار والافتقار إلى الخدمات الأساسية. كما كان للنزاع أثر حاد على حياة مليون شخص يعيشون بالقرب من مناطق القتال السابقة. كما أن الهروب من القتال أدى إلى تشريد ما يزيد عن 170000 شخص في الجنوب والذين أصبحوا غير قادرين على العودة إلى بيوتهم وليست لديهم أي إمكانية للحصول عل عمل. تتأثر اليمن أيضا بشكل مباشر بالأزمة الإنسانية في القرن الأفريقي ، فأكثر من 250000 لاجئ، أغلبيتهم من الصومال وأثيوبيا، تقطعت بهم السبل في البلد ويعيشون في ظروف غير مستقرة إما في خرز، المخيم الوحيد للاجئين، أو في مناطق حضرية فقيرة. من الصعب جدا تقديم المساعدة للذين يحتاجونها في اليمن إذ أن الوضع الأمني المتردي يعني أن موظفي الإغاثة يكافحون من اجل الوصول إلى مناطق كثيرة، الأمر الذي يترك أعدادا كبيرة من المشردين معزولين عن المساعدات الإنسانية الأساسية. إن المفوضية الأوروبية تحافظ على التزامها الطويل المدى في المساعدة على التخفيف من احتياجات اليمن الإنسانية الشديدة، فمنذ العام 1994 قدمت المفوضية ما يزيد على 93 مليون يورو على شكل مساعدات أساسية للمتضررين".