توافد جماهيري غير مسبوق الى ساحات نصرة غزة    ريال مدريد يجهز عرضًا ضخمًا لضم رودري    يامروح بلادك    تساؤلات حول تزامن انقطاع الإنترنت في اليمن مع انقطاع خدمة "ستارلينك" وغياب التوضيح الرسمي فتح الباب للتكهنات    وكيل محافظة صنعاء يتفقد سير العمل بمؤسسة الفتح للإنتاج والتسويق الزراعي    تأملات ومراجعات في الشعر الشعبي التهامي اليمني: من الغناء إلى الغضب – للشاعر حميد عقبي    اليابان تبتكر ألواحاً شمسية تعادل قوة 20 مفاعلاً نووياً    حماس: تعاملنا بمسؤولية وطنية منذ بدء المفاوضات حرصا على وقف العدوان على غزة    مركز الراهدة الجمركي يحبط ثلاث عمليات تهريب كمية كبيرة من الأدوية    ريال مدريد يمدد عقد قائد السلة    رسميّا.. أتلتيكو يتعاقد مع هانكو حتى 2030    «جراحية» تغيّب تير شتيجن 3 أشهر    والدهم ينتظرهم على الرمال.. غرق ثلاثة أشقاء في المكلا    الصين تتوقف عن استيراد النفط الأمريكي لأول مرة منذ 3 سنوات    رفضا لتجويع غزة.. احتجاجات أمام قنصلية العدو الصهيوني فى شيكاغو    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    البعثة الأمريكية للتنقيب عن الآثار أمام مدينة شبام    اتجاهات المجلس الانتقالي النضالية    "عبده جندي حضرموت".. من عجز عن تأمين ديزل الكهرباء لن يأتي بحكم ذاتي    نهاية قرن.. هل طُويت صفحة الإخوان؟    الشيخ الجفري: هيكلة المجلس الانتقالي تمثل إسهامًا مباشرًا لتأسيس جنوب جديد أكثر صلابة    نيوكاسل يكشف سبب غياب إيساك عن جولة آسيا    اكتشاف مقبرتين داخل "أهرامات" في بولندا!    إجراءات اوروبية مضادة للرسوم الأمريكية بقيمة 93 مليار يورو    فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب    الفريق السامعي يدعو للاسراع بإعادة فتح طريق رئيسي تربط بين محافظتي عدن وتعز    البنك المركزي يوقف تراخيص خمس منشآت صرافة جديدة بسبب المخالفات    أشاد بتعاون مأرب.. مجلس النواب يحمل السلطة المحلية بحضرموت مسؤولية منع لجنته الرقابية    انفجارات في منطقة عسكرية بمحافظة لحج    ماكرون: فرنسا ستعترف بدولة فلسطين وستعلن ذلك قريبا    وفاة أسطورة مصارعة المحترفين الأمريكي هالك هوغان    ترامب ينفي رغبته في "تدمير" شركات ماسك    انقطاع مفاجئ لخدمة الإنترنت الأرضي في عدد من المحافظات    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الخميس 24 يوليو 2025    هلال الإمارات يضيء موسم "نجم البلدة" بفعاليات إنسانية وتنموية في حضرموت    ميسي مهدد بالإيقاف بسبب غيابه عن مباراة «كل النجوم»    البنك المركزي يوقف تراخيص خمس منشآت صرافة جديدة بسبب المخالفات    بايرن ميونخ يرفع عرضه المالي لحسم صفقة لويس دياز    أيهما يساعد على إنقاص الوزن.. المشي قبل الأكل أم بعده    وزارة التربية تعلن نتائج اختبارات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2025/2024م    تحول بيوت أهالي عدن إلى أفران محرقة جراء انقطاعات الكهرباء    مقتل امرأة برصاص زوجها في محافظة لحج    المحرّمي يبحث مع وزير التربية إيجاد استراتيجية مستدامة لاستئناف التعليم وضمان حقوق المعلمين    الحوثي يعتدي بالضرب المبرح على أحد ناشطيه أمام أسرته في صنعاء    وفاة شخصين واصابة آخرين اختناقا داخل بئر في تعز    بذور اليقطين.. الوصفة الكاملة من أجل أقصى فائدة    إعادة فتح عيادة د. ليالي عكوش: انتصار للعدالة وفضح الفساد    تواصل الاحتجاجات بالمكلا    وفاة مغترب يمني بسبب جرعة زائدة من الماء    ل"الخائفات من العواصف والإعصار"    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    مملكة حضرموت رافعة الجنوب العربي وصانعة التاريخ    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    "حكاية ريشة" ..معرض فني من صنعاء إلى غزة    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    السيد القائد: نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد كرمز تصدى للطاغوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطر تدعم حماس في العلن لتستفيد إسرائيل في الخفاء
نشر في صعدة برس يوم 09 - 08 - 2020

عادت قضية التمويل القطري لقطاع غزة وحكم حماس إلى واجهة الاهتمام بعد أن تم الكشف عن أن رئيس الموساد ورئيس القيادة الجنوبية لجيش الدفاع الإسرائيلي قاما بزيارة قطر من أجل إقناعها بعدم وقف مساعداتها لحركة حماس.
تقدّم قطر نفسها على أنها واحدة من أكثر الدول الداعمة لقطاع غزة والممول التاريخي للمشاريع الإغاثية في القطاع المحتل، ليتبيّن أن الدوحة ومن خلال هذه المساعدات تضرب عصفورين بحجر واحد: مساعدة حركة حماس من جهة وتقديم خدمة لإسرائيل من جهة أخرى.
لكن، يرى خبراء إسرائيليون أن هذه السياسة، التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، تدفع إسرائيل نحو تكرار أخطاء الماضي حين دعمت سرا جماعة الإخوان لضرب منظمة التحرير الفلسطينية، ما أدى إلى صعود حماس.
كان بنيامين نتنياهو من أول المعترفين بالفضل القطري، حين قال خلال حملة انتخابات الكنيست 2019 إن "الأموال القطرية المتدفقة على قطاع غزة ساهمت ببقاء غزة منفصلة عن يهودا والسامرة".
لم يثر تصريح نتنياهو جدلا في الأوساط الفلسطينية والعربية، التي تعلم خفايا الدور القطري في فلسطين وغيرها عبر دعم الإخوان، بالقدر الذي أثاره في الأوساط الإسرائيلية التي أظهرت انقساما واضحا حول هذا الموضوع، الذي تجدّد الحديث عنه عشية إعادة انتخابات الكنيست (مارس 2020)، وذلك حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أرسل مطلع فبراير رئيس الموساد ورئيس القيادة الجنوبية لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى الدوحة لمناقشة مواصلة الدعم القطري لحركة حماس.
اتفاق ضمني مع حماس
شغل هذا الخبر وسائل الإعلام الإسرائيلية ومراكز التفكير، كما خصوم نتنياهو في الانتخابات، والذين اعتبروا أن "دعم قطر المالي لحماس سيأتي بنتائج عكسية على إسرائيل". وقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان إن "قطر غاضبة من حماس وكانت تريد قطع كل العلاقات معها"، مشيرا إلى أن نتنياهو "ظهر فجأة كمدافع" عن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة.
وأضاف أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته "ضغط على القطريين الذين كانوا يعتزمون وقف التمويل في 30 مارس، لمواصلة الدعم المالي لحماس".
وتؤكد حديث ليبرمان المحللة الفلسطينية في موقع المونيترو الأميركي، انتصار أبوجهل، لافتة في تقرير منشور بتاريخ 5 مارس 2020 إلى أن قطر وافقت على إرسال المزيد من الأموال إلى قطاع غزة بعد اجتماعها مع المسؤولين الإسرائيليين.
ووفقا لبيان صادر عن حركة حماس، وافقت الدوحة على دفع 12 مليون دولار إلى 120 ألف عائلة محتاجة ومليوني دولار لمساعدة 500 شاب على الزواج، بالإضافة إلى مليون دولار لطلاب الجامعات لدفع الرسوم الدراسية والحصول على شهادات. وزار محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة، في فبراير، القطاع للإشراف على توزيع هذه المساعدات.
أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع السابق: نتنياهو ضغط على القطريين لمواصلة تقديم الدعم المالي لحماس
أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع السابق: نتنياهو ضغط على القطريين لمواصلة تقديم الدعم المالي لحماس
وبينما وجّهت حماس شكرها لقطر "على جهودها المقدمة لدعم القطاع"، تشدد السلطة الفلسطينية على أن تدفق المال القطري على غزة يشكل دعما لحركة حماس وليس مساعدة لأهالي القطاع المحاصر منذ 2006، وهو وضع يعتبره نتنياهو مفيدا بالنسبة لإسرائيل. لكن، رؤيته هذه لا تحظى بدعم إسرائيلي واسع.
إلى جانب انتقادات ليبرمان، نشر مركز القدس الأمني والإستراتيجي (jiss) الإسرائيلي تحليلا للخبير في الشؤون الخارجية أودي ليفي، قال فيه "مما لا شك فيه أنه دون المساعدات المالية القطرية، التي تعمل كوسيلة للتأثير على قيادة حماس في غزة، ربما تكون إسرائيل قد واجهت كارثة إنسانية في غزة أو اضطرت إلى الدخول في صراع عسكري مع حماس".
لكنه استطرد منتقدا السياسة الإسرائيلية الحالية المتمثلة في السعي للوصول إلى اتفاق مع حماس، من خلال التدفق النقدي المتفق عليه من قطر؛ وهي سياسة تنقل إسرائيل من تبني نهج الإضرار الإستراتيجي بالقدرات المالية للحركة إلى تبني سياسة تسهيل المدفوعات لحماس كجزء من الجهود المبذولة لمنع الهجمات ضد إسرائيل والحفاظ على الهدوء على حدود غزة.
ومنذ أن رفضت السلطة الفلسطينية (ابتداء من مارس 2019) سداد رواتب الموظفين في غزة، واجهت قيادة حماس وسكان في غزة أزمة معيشية. وبالنظر إلى عدم وجود اتفاق بين إسرائيل وحماس، حاول نتنياهو، الذي كان يستعد للانتخابات التي تعاد للمرة الثالثة في غضون سنة، إلى التوصل إلى ترتيبات مع حماس، عن طريق قطر لضمان بعض الهدوء.
قطر دولة "صالحة"!
دعا ليفي إسرائيل إلى أن تعيد النظر في حكمة مقاربتها الحالية تجاه قطر وقطاع غزة التي تتعارض مع أحد أهم الاستراتيجيات السياسية التي اتبعها رؤساء وزراء مثل أرييل شارون وإيهود أولمرت، والتي تقوم على شن "حرب ضارية لاستنزاف مصادر تمويل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله".
وأدت الحملة إلى إغلاق العشرات من الجمعيات الخيرية في جميع أنحاء العالم واعتقال العشرات من ناقلي الأموال والممولين وإغلاق القنوات المالية. ونفذت قائمة طويلة من العمليات السرية في الساحة الدولية.
لكن، عبر السياسة التي يتبعها نتنياهو، حذر ليفي من أن إسرائيل ترتكب خطأ سبق وأن ارتكبته في ثمانينات القرن الماضي، وذلك حين دعمت سرا جماعة الإخوان المسلمين ومن خلال شن حملة ضد منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس المبدأ المكيافيلي القائل إن "عدو عدوي هو صديقي"، وكانت النتيجة صعود حماس.
إسرائيل ترتكب خطأ ارتكبته في ثمانينات القرن الماضي حين دعمت سرا الإخوان لضرب منظمة التحرير الفلسطينية
وأضاف ليفي أن إسرائيل وصلت إلى نتيجة مماثلة في لبنان بتفضيلها الهادئ للشيعة، من خلال دعمها لحركة أمل على السنة المقربين من منظمة التحرير؛ وهذا أدى أيضا إلى حدوث نتيجة كارثية، وهي ظهور حزب الله. ولا يقل هذا خطورة عن الدور الذي تسنده إسرائيل إلى قطر بشأن حماس في غزة.
وتساءل الخبير الإسرائيلي "كيف يتم تصوير قطر كدولة صالحة؟"، في حين أن إسرائيل تصنف جمعية قطر الخيرية على قائمة المنظمات الداعمة والممولة للإرهاب، والدوحة شاركت بشكل مباشر في تمويل تنظيم داعش في سوريا وفي ليبيا، وفي هجمات في مصر ضد الكنيسة القبطية؛ كما ساهمت في تمويل جماعات إرهابية عن طريق دفع فدية لها من أجل إطلاق سراح رهائن غربيين.
وقال إن الأصوات النادرة في دول الخليج وفي العالم العربي التي تلقي باللوم على القطريين لتورطهم في تمويل الإرهاب لا تحظى بالاهتمام. ليتساءل في ختام تحليله: تتزايد الضغوط على حزب الله كل يوم من الحكومة الأميركية والجهات الفاعلة الأخرى، ماذا لو كان حزب الله يسعى إلى اعتماد ترتيب مماثل مع إسرائيل من خلال تلقي المال مقابل الحفاظ على الهدوء؟ كيف سترد إسرائيل إذن؟ هل ستطلب من القطريين أن يغدقوا المال على حزب الله؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.