تشتهر عدد من قرى ومديريات محافظة صنعاء منذ مئات السنين بزراعة اشجار اللوز التي تمتاز بمواصفات غذائية واقتصادية عالية ، لاحتوائها على انواع من الفيتامينات الضرورية التي لاغنى للجسم عنها ، كما ان حبات اللوز لا يعتريها الفساد حتى وان تم خزنها لعشرات السنين اذا لم تنتزع قشرتها الخارجية عنها وقد لقبت هذه الشجرة "بالملكة". وتعتبر شجرة اللوز من الاشجار الشتوية التي تعتمد على مياه الامطار نهاية فصلي الصيف والشتاء من كل عام ، وهي شجرة معمرة قد يصل عمرها الى / 150/ عاما .. ويبدأ انتاجها الاقتصادي بعد السنة العاشرة من غرسها، وتنتشر بالقرى المحيطة بجبل اللوز بمديرية الطيال خولان وكذلك في مديريات بني مطر وبنى الحارث والحيمة الخارجية والداخلية في محافظة صنعاء الى جانب عدد من المحافظات. واشهر انواع اللوز الرازقي ذو القشرة الخارجية الرقيقة ويتميز بنكهة قوية ومذاقه الحلو وكذا اللوز القبي وهو قليل ونادر ويقبل عليه مرضى السكر، الى جانب النوع الثالث من اللوز والمسمى بالشحطي . وقد اشتهر اللوز في المأثور الشعبي بفوائد الصحية خاصة اذا اكلت ثماره بعد جنيها مباشرة فيوصف علاجاً للثة والتهابات فم المعدة ،كما انه يزيل الاملاح المتكلسة ويعطي طاقة للجسم ويقوي النظر ويعد من المنشطات الحيوية ، الى جانب تقويته الذاكرة . ونشرت مؤخراً دارسة قام بها مركز الامل الطبي الوطني الامريكي اوصت نتائجها بأن تناول سبعين حبة لوز في اليوم لمدة ستة شهور بالاضافة الى حمية قليلة بالسعرات الحرارية تؤدي الى تراجع الوزن الزائد بنسبة 18 في المائة . وتدخل ثمار اللوز ضمن تشكيلة المكسرات والحلويات التي تقدم في المناسبات الاجتماعية والدينية في اليمن وخاصة عيدا الفطر والاضحى المباركين الذي تسهم زراعته في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للمزراعين. ونظرا للمردود الاقتصادي المرتفع للوز المحلي فقد تم منذ ثمانينيات القرن الماضي تصينف ثمرة اللوز من الثمار الزراعية المنتجة التي تجود بها بلادنا، فبحسب احصاءات ميدانية قدر عدد اشجار اللوز المنتجة بحوالي 150 الف شجرة يصل انتاجها سنويا الى نحو 750 الف كيلوا جرام بقيمة اجمالية 4 مليارات و 875 مليون ريال في محافظة صنعاء فقط ويرجع سبب انتشار زراعة شجر اللوز في عدد من مديريات محافظة صنعاء لتوافر العناصر الملائمة لزراعة كالمناخ البارد والتربة متوسطة الخصوبة التي تساعد على نمو هذه الشجرة . وأوضح المهندس يحيى إسماعيل شجاع الدين مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة صنعاء لوكالة الأنباء اليمنية )(سبأ) أن مكتب الزراعة في المحافظة عمل على توزيع شتلات الخوخ الخارجي والتفاح والعنبرود والأنجاص، إضافة إلى شجرة اللوز التي تم إرسال شتلات منها في ثمانيات القرن الماضي إلى ثلاثة مديريات من محافظة صنعاء وهي الحيمة الداخلية والحيمة الخارجية وبني مطر ، كما تم في عام 2005م تم إرسال شتلات من أشجار اللوز إلى قرية وراف مديرية جبلة محافظة إب بغرض التجربة . مشيراً إلى أن التجارب الزراعية حققت نجاحات كبيرة ومربحة وذلك في كمية الإنتاج ومستوى الجودة نيجة ما تلقاه من دعم وتشجيع للمزارعين . ونوه شجاع الدين أن المكتب يسعى حاليا إلى زيادة الرقعة الزراعية لهذا المحصول المربح ليشمل عدد من المحافظات حتى يكون في المستقبل رديفا للصادرات الزراعية النقدية التي تصدر وتحظى بطلب الأسواق الخارجية في دول الجوار. وأكد مدير عام مكتب الزراعة في المحافظة أن المكتب سيحتضن خلال الأشهر الأولى من العام 2007م فعاليات المهرجان الأول لنجاح التجارب الزراعية للمحاصيل المذكورة وهو أول مهرجان على مستوى الجمهورية والذي يهدف إلى إبراز مميزات وفوائد تلك المحاصيل الغذائية والتسويقية وتشجيع المزارعين على زراعة هذه الأصناف وتعزيز قدراتهم الإرشادية لإكسابهم الطرق العلمية والخبرات لمكافحة الآفات الزراعية الضارة واستخدام الطرق العلمية الحديثة لرفع الإنتاج وكيفية استخدام طرق الري الحديثة . ولتسليط الضوء على الأهمية التي يحتلها ثمار اللوز في مختلف المناسبات السعيدة التقينا الأخ جميل حسين شائع من أبناء قرية محالين مديرية الطيار محافظة صنعاء الذي يمتهن تجارة المكسرات والزبيب ومن ضمنها اللوز الذي اشار الى أن والده بدأ بمزاولة مهنة تجارة اللوز في أربيعنيات القرن الماضي حيث كان يرسل اللوز إلى عدنإبان الإحتلال البريطاني عبر قوافل من الجمال بكميات تقدر بألف كيلو سنويا بقيمة تبلغ 600 ألف ريال . واضاف انه في الثمانيات من القرن الماضي تم تسويق اللوز داخليا إلى سوق الملح بصنعاء ، كما قام بافتتاح محل خاص لبيع اللوز في باب السلام حيث يتم بيع ما يقارب من 100 كيلوجرام يوميا، وفي المناسبات ترتفع كمية المبيعات لتصل إلى 500 كيلوجرام يوميا خاصة خلال الأيام الأولى لعيدي الفطر والأضحى المباركين بقيمة تقدر ب130 مليون ريال سنويا . وعن منافسة اللوز الخارجي للوز المحلي أفاد الاخ حسين شايع أن اللوز الخارجي نزل إلى أسواق بلادنا خلال تسعينيات القرن الماضي وهو اللوز السوري والإيراني والأمريكي وقد يفوق كمية اللوز الخارجي اللوز المحلي نظرا لرخص سعره الذي يصل سعر الكيلوجرام من تلك الأصناف الخارجية إلى 3000 ريال غيرأن اللوز المحلي سيظل يحتل المرتبة الأولى لجودته العاليه ، منوها أن السياح القادمين من دول الجوار وغيرهم من السياح يقبلون على شراء كميات كبيرة من اللوز المحلي . فيما يوضح المزارع محمد الجميل أن طعم اللوز لا علاقة له بحجم اللوز وان اللوزالمحلي مفيد ورائع في مختلف أحجامه الكبيرة والمتوسطة والصغيرة . سبانت