تباينت ردود الفعل العربية والإسلامية ازاء خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجهه يوم أمس الخميس من جامعة القاهرة الى العالم الاسلامي, بين موقفا مرحب واخر منتقد . ففي اليمن اعرب مصدر مسؤول في الحكومة عن ترحيب الجمهورية اليمنية بخطاب الرئيس الاميركي الذي وجهه للعالمين العربي والاسلامي . ووصف المصدر في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) الخطاب بالمتوازن في فحواه وفيما عبر عنه تجاه الدين الإسلامي والصراع العربي الإسرائيلي وبالذات تمسكه بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ووقف بناء المستوطنات واعترافه بحق الفلسطينيين ومعاناتهم وان امن إسرائيل مرتبط بحل عادل للصراع العربي الإسرائيلي . وقال المصدر "وبقدر ماتراه الجمهورية اليمنية من تغيير ايجابي في الموقف الأمريكي فإنها تؤكد على ضرورة ترجمة هذه المبادئ إلى حقائق على ارض الواقع من خلال الدفع بمباحثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية على أساس المبادرة العربية للسلام ووقف بناء المستوطنات وإزالتها وإنهاء الحصار الإسرائيلي الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وعبر المصدر نفسه عن أمله في صياغة علاقات بين الغرب والعالم الإسلامي مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وبعيدا عن الفرض أو نظرية صراع الأديان مؤكدا أن العالم العربي والإسلامي سيتعامل بايجابية مع كل مايحقق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما هو حال رابطة العالم الإسلامي التي رحبت باهتمام الرئيس الاميركي باراك أوباما بالعالم الإسلامي ورغبته في مراجعة العلاقة بين بلاده والمسلمين وإشادته بالحضارة الإسلامية التي قدمت للحضارات الإنسانية الكثير في مجالات العلوم المختلفة وإشادته بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين شعوب العالم للتفاهم والتعاون المشترك لتحقيق المصالح المشتركة ضمن الاحترام المتبادل. وأوضح الامين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في بيان له اليوم أن الرابطة والمراكز والهيئات الإسلامية التابعة لها تؤكد أهمية العمل الإنساني المشترك من خلال الشراكة التي تستند إلى الإسلام وفق ما أشار إليه الرئيس أوباما في خطابه الذي وجهه إلى العالم الإسلامي يوم أمس. وقال الدكتور التركي إن دعوة الرئيس أوباما لبذل الجهود الإنسانية المشتركة للوصول إلى ما يعزز التعاون البشري المطلوب والقواسم المشتركة بين شعوب العالم تلتقي مع دعوة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التعاون في المشتركات الإنسانية من خلال الحوار الذي ينبغي أن تعمل شعوب العالم من خلاله على تحقيق التعايش والعدالة والأمن والسلام. واكد التركى أن ما أورده الرئيس أوباما من دعوة للتعاون بين بلاده والعالم الإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة مثل التطرف والإرهاب وعلاج المشكلات التي تعيق التنمية في العالم هي مما دعا إليه الإسلام وانطلقت منه دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار. واعتبر ملامح برنامج الرئيس الاميركي للتعاون مع العالم الإسلامي كما برزت في خطابه وإشارته إلى بعض المعاني التي وردت في القرآن الكريم والتي تؤكد على المساواة بين الناس وتحث على الحق والتعاون واحترام الإنسان وحقه في الأمن وفي الحياة بأنه برنامج يفتح مجالات للتعاون من خلال هذه الثوابت التي جاءت بها رسالة الإسلام. واشار امين عام رابطة العالم الاسلامي إلى ان كل ماعرضه الرئيس أوباما في خطابه لعدد من القواسم المشتركة ودعوته للعمل من خلال شراكة تستند إليها وتأكيده احترامه المسلمين وتاريخهم المشرق يشجع على التطلع بتفاؤل إلى مستقبل إيجابي للعلاقة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة الأميركية. وأكد إن المعاني الإيجابية التي برزت في خطاب الرئيس أوباما تلتقي مع اهتمامات الرابطة وبرامجها وأعمالها التي عرضتها مفصلة في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي نظمته في العام الماضي بمكة المكرمة والمؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته في مدريد بتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين، معرباً عن استعداد الرابطة للتعاون مع المؤسسات الثقافية والجامعات ومراكز البحث ومؤسسات الحوار في الولاياتالمتحدة الأميركية وفي غيرها من بلدان العالم في القواسم المشتركة التي تستند إلى حقيقة الإسلام. وفي بغداد رحبت الحكومة العراقية بتجديد الرئيس الاميركي باراك أوباما إلتزامات الادارة الاميركية تجاه العراق واحترام مواعيد إنسحاب القوات الاميركية من العراق وفق اتفاقية سحب القوات الموقعة بين البلدين وعدم الرغبة في وجود قواعد عسكرية على اراضيه بما يتطابق ورؤية الحكومة العراقية والرغبة بعلاقة شراكة إستراتيجية بين البلدين. وقال الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية على الدباع فى تصريح له اليوم بأن الخطاب يعكس توجهاً إيجابياً للادارة الامريكية نحو تفهم ثقافة شعوب المنطقة والتفاعل معها مما يُعطي فرصة أكبر لثقافة الحوار بين الشعوب ويقلل من فرص نمو الافكار المتطرفة التي تحاول تشويه صورة الاسلام في العالم. اما في غزة فقد أكدت حركة الجهاد الإسلامي فى فلسطين إن خطاب أوباما يوم امس لم يتضمن تغييرا جوهريا في سياسات أميركا إزاء القضية الفلسطينية . وقال الناطق باسم الحركة داوود شهاب في بيان له أن الخطاب ركز على فرض إسرائيل كدولة قومية لليهود والمطالبة باعتبارها جزءا من المنطقة وربط حدوث الاستقرار والتنمية في المنطقة بالاعتراف بها والتطبيع معها. واضاف شهاب ان الحركة لا ترى وجود تغيير في الإستراتيجية الأميركية وإنما هناك تغيير في الأدوات والآليات التي تضمن تحقيق إستراتيجية أميركا.. مشيرا إلى أن هذا التغيير قد أملته ظروف ومتطلبات مصلحة أميركا والتزامها بحماية أمن إسرائيل باعتبار أنها فشلت في عهد إدارة بوش في فرض هذه الإستراتيجية بفعل عوامل من أبرزها صمود المقاومة واتساع دائرة الرفض للهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم. واكد الناطق ان هناك متغيرات وظروفا جديدة يمكن للعرب أن يستثمروها لبناء علاقات جديدة مع العالم وتمنحهم أوراق ضغط تصب في مصلحة القضايا القومية للعرب والمسلمين..محذرا مما اسماه التلاعب الأمريكي بعواطف العرب والمسلمين من خلال استخدام الدبلوماسية الناعمة كغطاء لمزيد من الضغوطات والتدخلات في الشأن الداخلي لبلداننا. من جهتها رحبت الحكومة الأردنية بالمضامين التي طرحها الرئيسي الأميركي باراك أوباما في خطابه الذي ألقاه في القاهرة أمس ووجهه إلى العالمين العربي والإسلامي. وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف أن خطاب الرئيس الأميركي أوباما انطوى على مواقف إيجابية للغاية خاصة ما تعلق بدعم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتأكيده على ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس صيغة حل الدولتين وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واعتبر الدكتور الشريف أن المطلوب الآن من جميع الأطراف هو البناء على هذه الرؤية الأميركية التي عبر عنها الرئيس أوباما والتي يمكن أن تؤسس لمرحلة في عملية السلام تكون نتائجها إيجابية وفعالة ومثمرة وعلى أن تكون مبنية على المرجعيات الدولية بما فيها المبادرة العربية للسلام وصولا إلى حل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وفي نفس الوقت يضمن الأمن والسلام للجميع. وأشار إلى أن الأردن دعا دائما لإطلاق عملية سلام جادة تكون مبنية على أسس المرجعيات الدولية ووفق صيغة حل الدولتين, مؤكدا إن مثل هذا الحل الذي يجب أن يكون في إطار إقليمي شامل يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة ودولها وينعش آمال الأجيال القادمة بالعيش بطمأنينة والالتفات إلى البناء والإبداع بدلا من الحروب والصراعات. مصر من جانبها قالت ان خطاب الرئيس الاميركي يوم امس كان مليئا باشارات ايجابية ستوجد حالة نموذجية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامى. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة ان القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم العربي لها الاولوية في اجندة التحرك التي طرحها الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه من جامعة القاهرة للعالم الاسلامي يوم امس. واضاف زكي ان قضية فلسطين هي الاختبار الأصعب والأهم امام الإدارة الأميركية. وكان الرئيس الاميركي قد تناول في خطابه سبعة عناصر قال انها سبب التوتر في الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي, تتمثل في التطرف والعنف الشديد والعلاقة بين الفلسطينيين والعرب والاسرائيليين والاسلحة النووية وقضايا الحرية الدينية والديمقراطية وحقوق المرأة والتنمية الاقتصادية في اطار العولمة. سبأ وكالات