أكد رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أن ما حققته اليمن في مجال السيطرة على انتشار فيروس شلل الأطفال يضاعف حجم المسؤولية الواقعة على الجهات المعنية للمحافظة على هذا الإنجاز المتمثل بإعلان خلو اليمن من أي إصابة بهذا الفيروس. وقال الدكتور مجور في الاحتفال الذي أقامته وزارة الصحة العامة والسكان بمناسبة اعتماد منظمة الصحة العالمية لتقرير اللجنة الوطنية للإشهاد بخلو اليمن من هذا المرض وتكريم العاملين والمساهمين في هذا المجال: إن صحة الإنسان والحفاظ عليها ووقايتها من الأمراض، تعد من المهام الأساسية التي تسعى الحكومة للتأكيد على حضورها الدائم في أجندتها انطلاقا من أثارها المتشعبة على حاضر ومستقبل التنمية. وشدد رئيس الوزراء على أهمية العمل التكاملي لضمان نجاح تلك الأعمال على المستوى الوطني أو القطاعي، وفي صياغة البرامج المختلفة بما فيها الموجهة للقطاع الصحي والملبية لتوجهات الدولة التي ترجمتها عمليا الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن تلك التوجهات عكست الالتزام السياسي في أعلى مستوياته نحو تحسين الحالة الصحية العامة، وتطوير مستوى الرعاية الصحية والخدمات الطبية على مستوى الوطن، وتجاوز التحديات في هذا المجال. وأضاف: إن قراءة المؤشرات الوطنية توضح لنا حجم التحديات التي تواجهنا، وفي مقدمتها أمراض الطفولة القاتلة التي تتطلب ولاشك تحفيز أدوار الشركاء كون الصحة مسؤولية مشتركة لعدد من القطاعات إلى جانب دور المجتمعات المحلية لتحقيق حشد مجتمعي ودور تنويري في مجال تكريس الثقافة الصحية باعتبارها مسؤولية تضامنية لا يمكن لقطاع بعينة القيام بأعبائها منفرداً. وتابع: نلتقي اليوم لنحصد ثمار جهود سنوات مضت ونعلن تأييدنا المستمر للصحة باعتبارها حقاً للجميع، وخاصة الأطفال الذين تهددهم أمراض قاتلة لا يزال التحصين سبيلنا لحمايتهم منها، مؤكدا أن الحملات الوطنية منذ عام 1996م، لمكافحة شلل الأطفال الفيروسي اكتسبت زخمها الوطني الواسع من خلال الرعاية المباشرة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمجرياتها المختلفة. ولفت رئيس الوزراء إلى أنه وبالرغم من ثمار تلك الحملات وخفضها لعدد كبير من الإصابات إلا أن الوصول إلى الغاية المنشودة المتمثلة في إعلان خلو اليمن من شلل الأطفال الفيروسي تطلب جهوداً إضافية في مجال التحصين الروتيني لتحقيق هذا الإنجاز الكبير، مثمنا أدوار القطاعات الرسمية ممثلة باللجنة العليا للتحصين ومشاركتها الفاعلة في الوصول إلى حالة الخلو من فيروس شلل الأطفال عبر مجموعة من الإجراءات المساعدة، وأبرزها تحفيز الخطاب الديني، التربوي، الشبابي، الإعلامي والدور الحيوي للمجالس المحلية، ومساهمتها في ارتفاع معدل التغطية بالتحصين والوصول إلى جميع الأطفال دون الخامسة. وأشاد الدكتور مجور بالدور الذي لعبته عدد من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف وحلف اللقاح العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية والبنك الدولي ومركز مكافحة الأمراض بأطلنطا والروتاري الدولية إلى جانب مساهمة الحكومة اليابانية والمملكة الهولندية، منوها بالجهود التي بذلتها وزارة الصحة وجميع العاملين بما في ذلك العاملين في مجال التحصين الذين ذرعوا الأرض في جميع المديريات سيراً على الأقدام تارة وعبر الفرق المتحركة تارة أخرى ومن منزل إلى منزل من أجل إيصال اللقاح إلى ثغور الأطفال. من جانبه قال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع, إن نسبة التغطية بالتحصين الروتيني الموسع إرتفعت خلال العامين الماضيين الى 87 % ، فيما إنخفاض معدل وفيات الأطفال الرضع والأطفال دون سن الخامسة من 102 لكل مائة الف ولادة حية في العام 2003م الى 78،2 لكل مائة الف ولادة حيى عام 2006م. وأضاف راصع في كملة القاها في الحفل إن مراضى ووفيات مرض الحصبة التي كانت تمثل السبب الثالث لوفيات الطفولة في اليمن انفخض ايضا خلال العاميين الماضيين , حيث لم تسجل أي حالة وفاة منذ عام 2007م . وأشار الدكتور راصع الى إن هذاالإنجاز الصحي ما كان ليتحقق لولا إنعقاد العزم واستمرارية الدأب من اليمنيين والقيادة السياسة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ادراكاً من الجميع أن حماية الإنسان وبنائه الروحي والمادي هما القيمتان الحضاريتان الأسمى. واكد راصع ان الحفل يأتي متزامنا مع خلوا اليمن من شلل فيروس الأطفال ليمثل قيمة مهنية رفيعة للتدخل الصحي الخلاق في مجال الحد من أمراض الطفولة التي تمثل أحد أهم تحديات التنمية الصحيى وثمرة من ثمار الوحدة اليمنية المباركة. وأوضح وزير الصحة العامة والسكان أن الوزارة قدمت بشفافية مطلقة جميع الأولويات المطلوبة للجنة الإشهاد الوطنية لإتخاذ قراراها بشأن خلو الجمهورية اليمنية من شلل الأطفال وهو التقرير الذي أعتمدته اللجنة الإقليمية المختصة وتم إعلان الخلو بناءً على معايير منظمة الصحة العالمية بخطوطه الوطنية على طريق إستأصال العالمي, لافتا الى استمرار جهود الترصد النشط للحفاظ على هذا المنجز ومتابعة الوضع الوبائي المقلق حول اليمن ولتظل اليمن في مأمن من الأوبئة. من جهته أشار مساعد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور عبد الله الصاعدي الى أن هذا الإنجاز يعتبر إسهاما بارزا ضمن الجهد الدولي لاستئصال فيروس شلل الأطفال من العالم والذي يتسبب بآلاف الإعاقات والخسائر الإجتماعية والإقتصادية الفادحة سنويا. وقال الدكتور الصاعدي إن اليمن دخلت في مرحلة جديدة تستدعي جهودا أكبر للحفاظ على هذا المنجز وحمايته من أية تراجع، مؤكدا ضرورة الحرص على بناء النظام الصحي الشامل بكافة متطلباته للحفاظ على هذا الإنجاز. وشدد الصاعدي على ضرورة دعم وتعزيز التطعيم الروتيني نحو ضمان وصول التطعيم ضد الأمراض القاتلة إلى كل مولود في أنحاء اليمن... منوها بالجهود التي تبذلها الحكومة ووزارة الصحة لمواجهة تحدي جائحة إنفلونزا إتش ون إن ون من خلال الالتزام بمعايير المنظمة من التبليغ عن الحالات ومعالجتها في حينها وحشد الاستعدادات لمواجهة المرض من خلال التوعية الجماهيرية المتميزة التي ستعمل على احتواء المرض. وعقب ذلك كرم رئيس الوزراء ومعه وزير الصحة العامة والسكان ومساعد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، كل من أسهم بشكل أوبآخر في تحقيق هذا الإنجاز.