شدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على أهمية قيام إسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المتعلقة بالعملية السلمية التي جاءت في خارطة الطريق من حيث وقف الأنشطة الاستيطانية في كافة المناطق الفلسطينية ومنها القدس. وقال فياض خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الكوستاركي اوسكار ارياس اليوم في بيت لحم إن "السلطة الوطنية الفلسطينية تحرص كل الحرص على استئناف العملية السياسية على أساس إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس الشرقية". وأضاف "يتوجب بأن يكون هناك إجراءات عملية على الأرض تنسجم مع ما يعتبر مخرجا للعملية السياسية، إضافة إلى وقف الأنشطة الاستيطانية ووقف الاجتياحات للمدن والقرى والمخيمات اليومية وإزالة الحصار" مؤكدا أنه إذا تم ذلك فإن هناك فرصة لتحقيق انجاز ما هو مطلوب. وأشار إلى أن السلطة الوطنية من رئاسة وحكومة تبذل قصارى جهدهما من اجل بناء العمل المؤسساتي وإتمام البنية التحتية لقيام الدولة الفلسطينية على كامل حدود العام 1967، و"هذا ما يتم العمل على انجازه في السنوات الأخيرة من منطلق الحرص على استكماله في غضون العامين". وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني " نحن بحاجة إلى المساعدات الدولية من اجل تنفيذ العديد من المشاريع، ولكن في المحصلة النهائية لا نراهن إلا على أنفسنا، حيث أننا نستمد العزم والإصرار من الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني من خلال إصراره على التمسك بحقوقه وعلى العيش بكرامة على هذه الأرض". وقال" لا يجوز أن تبقى مساحات شاسعة خارج التنمية والتطوير تحت مسميات وتصنيفات المرحلة الانتقالية التي يجب أن تنتهي بما يترافق مع إنهاء الاحتلال". وأكد ضرورة توفير العناصر الأساسية لإنجاح العملية السلمية التي بدأت منذ 16 عاما في اوسلو. وشدد على أهمية توفير أرضية وبدرجة عالية من المساءلة، مبنية على أساس احترام القانون الدولي والشرعية وهذا ما نحرص عليه من خلال تنفيذ القانون الدولي، حيث أن الاستيطان مخالف صريح للشرعية الدولية، مضيفا 'يجب أن يترتب على استمرار التوسع الاستيطاني وبناء الجدار والإجراءات التعسفية في القدس من انتقاص العملية السلمية'. وقال" إن السلام لن يتحقق باعتلاء الجدار وأن السلام لن يتحقق في غياب العدالة، وأننا نشترك مع الرئيس الكوستاريكي في قناعته بضرورة توفر العدالة وحياة كريمة يدافع عنها الشعب الفلسطيني". من جانبه، قال الرئيس ارياس" أنا سعيد بتواجدي في مدينة بيت لحم، لقد جئت لأعبر عن تضامني وأن أقدم تجاربي في أمريكا الوسطى وأن أقدم النصح في حل النزاعات". وأشار إلى أن المفاوضات يجب أن تبدأ بأسرع وقت ممكن على أعلى المستويات، قائلا "اعتقد أنه من خلال تجربتي فإن المفاوضات تتناول القضايا الأهم وعليه فيجب تناول قضايا الحدود والقدس واللاجئين". ولفت إلى تجربته في بلاده التي أزيل عنها الطابع العسكري على مدار 60 عاما مضت، وأصبحت الأموال تذهب بدلا من الجيش إلى بناء المدارس والعيادات والمؤسسات وغيرها وهذا ما نأمل أن يتم هنا في أعقاب المفاوضات. وأعرب عن ثقته الكاملة بالحكومة الفلسطينية التي تنفرد بشكل كامل وتقول للعالم إننا نريد السلام العادل الشامل.